كنت سفيرا ناجحا وخذلني الصبر
كريم فرمان
ان مهمة السفير جد صعبة وليس كما يتصور البعض انها مجرد وظيفة علاقات عامة وتلبية دعوات وزيارات او حضور...
بينما ينادي المجتمع الدولي بضرورة تطبيق حل الدولتين للقضية الفلسطينية، يستمر الولي الفقيه للنظام الإيراني، خامنئي، وكبار مسؤولي النظام، في رفض هذا الحل. السبب وراء ذلك هو أن تحقيق الشعب الفلسطيني لحقوقه سيحرم نظام الملالي من استغلال القضية الفلسطينية والمتاجرة بدماء الفلسطينيين لمصالحه.
إبراهيم رئيسي، رئيس نظام الملالي وأحد الأشخاص الرئيسيين وراء مذبحة عام 1988 التي أودت بحياة 30 ألف سجين سياسي في إيران، عقد لقاءً مع سفراء أجانب في إيران يوم الأربعاء الموافق 7 فبراير. وقد جدد رفضه لحل الدولتين بكلمات زائفة وتحت ذريعة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مُصرحًا: “هل تتحدثون عن الديمقراطية؟ دعوا فلسطين تقرر مصيرها بناءً على تصويت جميع الفلسطينيين. اقتراح الإمام الخامنئي، دام ظله، يقضي بأن يكون لكل فلسطيني صوت واحد”، كما ورد في تلفزيون النظام بتاريخ 8 شباط/فبراير.
وفي 30 أكتوبر، صرح خامنئي بأن “حل القضية الفلسطينية” يعني إقامة السيادة الفلسطينية على جميع الأراضي الفلسطينية، مقترحًا إجراء استفتاء عام للفلسطينيين. قائلا: “ماذا يعني “حل القضية الفلسطينية”؟ وهذا يعني إقامة السيادة الفلسطينية في جميع الأراضي الفلسطينية. لقد طرحنا خطتنا: استفتاء عام للفلسطينيين”.
من الواضح أن الغاية من هذه الخطة، المليئة بالتضليل، هي تعطيل تحقيق حل الدولتين.
في خطابه الذي ألقاه يوم الخميس الموافق 8 فبراير، كشف خامنئي عن نواياه الحقيقية بالاستفادة من النزاع في غزة لتعزيز نفوذه في المنطقة، داعيًا القوى الدولية إلى الانسحاب ليتمكن نظام الملالي من تصدر المشهد واستغلال الصراع في غزة، بما في ذلك معاناة أطفال غزة ونسائها والمدنيين الأبرياء، لمصلحة نظامه. خامنئي صرح قائلًا: “الحل الأمثل يكمن في انسحاب القوى الكبرى من هذه القضية… المقاومة الفلسطينية بنفسها قادرة على قيادة هذا المشهد كما فعلت حتى الآن”. (موقع خامنئي – 8 فبراير)
لقد أكد مرارًا وتكرارًا أنه في حال توقف عن توجيه الحروب خارج حدود إيران، سيضطر إلى مواجهة الاحتجاجات والانتفاضات في مدن مثل كرمانشاه، همدان، أصفهان، طهران، خراسان، وبين شباب الانتفاضة داخل إيران.
والآن، بعد مرور أربعة أشهر على بداية الصراع في غزة، بدأ الستار يرتفع ليكشف فقط للقلة الأهداف الحقيقية للنظام الإيراني من تأجيج الصراعات في المنطقة. حتى مسؤولو النظام أقروا بطرق متعددة أن دافعهم لإثارة النزاعات في المنطقة هو ترسيخ أنفسهم كقوة رئيسية في الشرق الأوسط، والسعي للعب دور مهيمن في حل الأزمات الإقليمية والداخلية بما يساعد على تجاوز التحديات المتفاقمة داخل إيران الموشكة على الانفجار.
هذه القضية تمثل بالنسبة للنظام الإيراني مسألة حياة أو موت، ولذلك فهو لن يتوقف أبدًا عن تأجيج الصراعات في المنطقة. على مدى العقود الأربعة الماضية، استولى هذا النظام على دول مثل العراق، سوريا، لبنان، واليمن من خلال سياسات الاسترضاء الغربي، مستثمرًا مئات المليارات من الدولارات ومشكلًا ومسلحًا قوات مرتزقة لدعم نظامه. ولهذا، طالما بقي الوضع كما هو دون تغيير في المعادلات السياسية ضده، سيستمر في هذه السياسة وسيعمل بكل قوة ضد السلام والأمن في المنطقة وضد تحقيق حل الدولتين
في رسالته التي بعثها بتاريخ 6 نوفمبر الماضي، أوضح السيد مسعود رجوي قائلاً: “إذا استمر الوضع تحت سيطرة خامنئي دون فرض وضع وتوازن جديد عليه، وإذا لم يخسر النظام ضبط نفسه، فسيظل النظام الإيراني هو الرابح الأكبر وستتهيأ جعبة خامنئي بما يلزم لخطواته المقبلة”.
لذا، الطريق الحقيقي والوحيد لإنهاء الحرب وإحلال السلام والأمن في المنطقة يكمن في إسقاط النظام الإيراني بأيدي الشعب الإيراني وقوى المقاومة الإيرانية.
لتحقيق ذلك، يجب الاعتراف بنضال الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وتقديم الدعم لهما. الملالي يواجهون الآن مقاومة وازدراء من الشعب الإيراني أكثر من أي وقت مضى، حتى أن مسؤولي النظام ووسائل الإعلام الرسمية يعترفون بأن الانتخابات البرلمانية المقبلة، المزمع إجراؤها في غضون شهر، تواجه بالمقاطعة والتجاهل من قبل الجمهور.
انتفاضة الشعب الإيراني في العام الماضي كانت دليلاً على تصميم الشعب الإيراني على إسقاط نظام الملالي. القدرة على إزالة هذا النظام من الداخل قوية وجاهزة، معتمدة على الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، اللذين أظهرا قوتهما وعزيمتهما من خلال آلاف العمليات التي نفذتها وحدات المقاومة في العام الماضي، بما في ذلك الجيل الشاب الثائر. هذه القوة وحدها هي التي يمكنها تحويل اتجاه الحرب التي يرغب خامنئي في تصديرها خارج البلاد إلى داخل البيت العنكبوتي لخامنئي نفسه.