طريق وحيد لإسقاط النظام الإيراني
فريق العمل
منذ 46 عاماً والمجتمع الدولي منهمك بكيفية التعامل مع النظام الإيراني وكيفية درء خطره وتهديده المحدق...
منذ 46 عاماً والمجتمع الدولي منهمك بكيفية التعامل مع النظام الإيراني وكيفية درء خطره وتهديده المحدق ببلدان المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام. وقد تم اتباع العديد من الطرق والأساليب من أجل ذلك، ولئن كان النظام في بعض الأحيان يوحي بتجاوبه مع بلدان المنطقة والعالم وسعيه من أجل تخفيف التوتر والعمل على استتباب الأمن والاستقرار، لكن ما كان يعرب عنه لم يتجاوز حدود الأقوال ولم يتم تطبيقه عملياً في الواقع.
من المهم هنا التذكير بأنه منذ بداية تأسيس هذا النظام ولحد الآن، فإن الطرف الأكثر تضرراً منه كان ولا يزال هو الشعب الإيراني، الذي دفع ويدفع ثمن المغامرات الطائشة لهذا النظام ونهجه المشبوه، لكن ذلك لا يعني أن شعوب المنطقة والعالم قد باتت بمنأى عن شر وعدوانية هذا النظام، ولا سيما أنه قد أسبغ على تصدير التطرف والإرهاب طابعاً تشريعياً في دستوره، إذ إن المواد 3 و11 و154 تجيز ذلك. ولو نظرنا إلى المادة 154، فإنها تقول نصاً: "تعتبر جمهورية إيران الإسلامية سعادة الإنسان في المجتمع البشري كله قضية مقدسة لها، وتعتبر الاستقلال والحرية وإقامة حكومة الحق والعدل حقاً لجميع الناس في أرجاء العالم كافة، وعليه فإن جمهورية إيران الإسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في أية نقطة من العالم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى".
لكن وإن قام النظام بتدبيج عبارات رنانة وبراقة تدغدغ المشاعر الإنسانية في دستوره، إلا أنها في حقيقتها لم تكن كذلك، بل كانت على العكس تماماً. والدليل أنه هب لنجدة النظام السوري الدكتاتوري في عام 2011 ضد ثورة الشعب، كما أنَّ تدخلاته في العراق ولبنان واليمن كانت أبعد ما تكون عن النص الدستوري أعلاه. وهو ما يعني أن هذا النظام، وكما أكدت المقاومة الإيرانية، يمارس الكذب والخداع من أجل تحقيق أهدافه، ويصر على التمسك بنهجه المشبوه وعدم التخلي عنه. وهذا ما تم لمسه طوال أكثر من أربعة عقود، وصار واضحاً أن طاولة التفاوض، وكذلك وعوده بالحرية والحياة الكريمة للشعب، مجالان لممارسة الكذب والخداع بمختلف الأشكال. ولذلك فإن التعويل على هذين السبيلين، أي طاولة التفاوض بالنسبة لبلدان المنطقة والعالم كي تقي نفسها من شر النظام، والوعود المعسولة للشعب الإيراني كي يضمن عدم مواجهته والانتفاض والثورة ضده، هو تعويل غير واقعي وأبعد ما يكون عن المنطق.
دعوة زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، إلى اتباع سياسة تتسم بالحزم والصرامة تجاه النظام الإيراني والتخلي عن سياسة الاسترضاء الغربية الفاشلة، هي الأفضل والأكثر تأثيراً على هذا النظام. أما فيما يتعلق بحرية الشعب الإيراني وحقوقه، فإنها وكما أكدت في جانب من رسالتها الموجهة إلى التظاهرة الكبرى للإيرانيين في 8 آذار (مارس) 2025، في واشنطن بمناسبة يوم المرأة العالمي: "حان وقت النهوض. لا الحظ، ولا الصدفة، ولا العوامل الوهمية تؤدي إلى التغيير في إيران. هذا النظام لن يسقط من تلقاء نفسه، ولن ينهار تلقائياً. هناك طريق واحد فقط، وهو المقاومة والانتفاضة المنظمة. كل شيء يعتمد على إرادة ونضال أبناء إيران. كل شيء يتوقف على استعدادنا لدفع ثمن الحرية بالكامل. لهذا السبب نحن في الميدان ونقول: لقد حان وقت النهوض".