اليمن..

تصعيد حوثي في مأرب اليمنية يهدد جهود إحلال السلام

"أرشيفية"

الرياض

 صعّد الحوثيون من حدة الاشتباكات مع القوات الحكومية في محافظة مأرب اليمنية الغنية بالغاز، وهو ما يهدد جهود التهدئة وإحلال السلام التي تقودها الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

ومأرب هي آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلاد، وتحاول حركة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي تحارب تحالفا عسكريا بقيادة السعودية منذ ست سنوات انتزاع السيطرة على المدينة، في هجوم وصفته واشنطن بأنه أخطر تهديد للجهود الرامية إلى إرساء هدنة.

وكانت المعارك قد هدأت مع تصاعد الجهود الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة، غير أن ثلاثة مصادر موالية للحكومة قالت إن العشرات من المقاتلين من الجانبين سقطوا قتلى في الاشتباكات منذ مساء السبت، بعد أن شن الحوثيون هجوما جديدا قوبل بضربات جوية مكثفة من التحالف.

وقالت قناة المسيرة التلفزيونية التي يديرها الحوثيون إن طائرات التحالف شنت 13 ضربة جوية مساء السبت، في حين قال مسؤول محلي إن "القتال استمر حتى الساعات الأولى من الصباح. هذه أعنف اشتباكات منذ أسابيع".

وأسفرت المعارك عن 111 قتيلا بين الخميس وصباح الأحد، 29 منهم من القوات الحكومية و82 من المتمردين الحوثيين.

وقد أصبحت مأرب التي تستضيف حوالي مليون نازح من مناطق أخرى في اليمن، محور الحرب التي سقط فيها عشرات الآلاف من اليمنيين قتلى، ودفعت البلاد إلى شفا المجاعة.

ويشهد الصراع الذي يعتبر على نطاق واسع حربا بالوكالة بين السعودية وإيران، جمودا على الصعيد العسكري منذ سنوات مع سيطرة الحوثيين على معظم المراكز العمرانية الكبرى.

ويعمل الطرفان المتحاربان على التوصل إلى الشروط التي يمكن من خلالها تنفيذ مسعى تقوده الأمم المتحدة لرفع القيود المفروضة على الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين ومطار صنعاء، لتخفيف الأزمة الإنسانية المتردية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار لإحياء المفاوضات السياسية التي جرى آخر فصولها في أواخر 2018.

ويصر الحوثيون، الذين سيعزز استيلاؤهم على مأرب وضعهم في أي محادثات مستقبلا، على رفع الحصار قبل أي محادثات لإرساء هدنة.

ويريد التحالف التوصل إلى تسوية في الوقت نفسه.

وكان التحالف العسكري تدخل في اليمن في مارس 2015، بعد أن أخرج الحوثيون الحكومة المدعومة من السعودية من العاصمة صنعاء.

ويشن الحوثيون هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة على مدن سعودية تعترض الدفاعات السعودية معظمها. ويقول الحوثيون إنهم يحاربون نظاما فاسدا وعدوانا خارجيا.

وفي وقت سابق الأحد أعلن ‏‎التحالف تدمير صاروخين باليستيين وطائرة مسيّرة مفخخة، أطلقها الحوثيون تجاه منطقة جنوبي السعودية، في سادس هجوم خلال ساعات.

ومنذ بداية العام الجاري شنّت جماعة الحوثي 128 ضربة بطائرات مسيّرة وأطلقت 31 صاروخا باليستيا على السعودية، وفق ما أكدته المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسل.

وبينما تدفع الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء الحرب، يطالب المتمردون بفتح مطار صنعاء المغلق منذ 2016 من قبل السعودية، قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأقرّ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث هذا الشهر بفشل جهوده في وضع حد للحرب الدائرة في البلاد، وذلك في ختام مهمّة استمرت ثلاث سنوات. ولم تُعرف بعد هوية خلف المبعوث البريطاني. وتضم قائمة المرشحين للمنصب بريطانيا وسويديا ويابانيا.