انتهاكات متكررة

ليبيا: ميليشيا الوفاق تمارس إرهابها بعد دخولها «صبراتة وصرمان»

وكالات

أظهرت ميليشيا الوفاق بالدعم التركي من طائرات مسيرة ومرتزقة جلبوا لها من سوريا من الفصائل المدعومة من أنقرة، فظاعة تعاملاتها مع المدنيين العُزَّل عقب دخولهم ميدنتي صبراته وصرمان الإثنين 13 أبريل 2020، إذ كان الإرهابيون في طليعة المتقدمين والسرايا التي غزت المدينتين؛ حيث ارتكبت الميليشيات العديد من الانتهاكات، والتي جاء في مقدمتها تنفيذ عمليات إعدام جماعية فردية في شوارع المدينتين، بحق أنصار الجيش الوطني الليبي، فضلًا عن إحراق المنازل والعبث بالمرافق العامة، وذلك في الوقت الذي ظهر فيه رئيس ما يُسمى بـ«المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق» فايز السراج، بزهوة المنتصر ليعلن سيطرة قوات الوفاق على مدينتي صبراتة وصرمان، فضلا عن أبوقرين، مدعيًا أنهم سيبسطون سيطرتهم على كامل ليبيا برًّا وبحرًا وسماءً.

ويأتي الهجوم الأخير لميليشيا الوفاق في إطار ما أسموه بـ«عملية عاصفة السلام» التي تم إطلاقها في خرق واضح وصريح لهدنة الدولية التي اقترحتها عدة دول لمواجهة وباء فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد-19)  منتصف مارس الماضي؛ حيث كانت الوفاق أول من أعلن موافقته عليها ليتبين جليًّا أن الهدنة كانت مجرد ستار وكسب للوقت لخرقها لتحضير مزيد من الهجوم.

 

انتهاكات بحق المدنيين

واصلت ميليشيا الوفاق ممارساتها الإرهابية بحق مدنيي صبراته وصرمان عقب دخولهم لهما، إذ كان وجود خليط من المقاتلين الإرهابيين بصحبة مرتزقة أنقرة سببًا في ممارسة الإرهاب بحقِّ أهالي المدينتين، إذ نتج عن وجودهما فظائع كبرى، من بينها تنفيذ عمليات إعدام جماعية فردية في شوارع المدينتين؛ حيث شوهد العديد من رجال الأمن والمواطنين وهم يُضربون ويُسحلون في الشوارع، قبل أن تتم تصفيتهم بدم بارد في «صرمان وصبراته»، بعد دخول الميليشيات إليهما، بدعم تركي مباشر.

وبالرغم من تسهيل تركيا دخول الميليشيات الإرهابية إلى صبراته وصرمان بالأسلحة الحديثة، إلا أن عناصر «الوفاق» قامت بانتهاكات جسيمة، إذ أحرقت وسرقت الميليشيات مراكز الشرطة ومقر مديرية الأمن في صبراتة وصرمان، وأعدمت أنصار الجيش الوطني الليبي في الميادين والشوارع، بعد أن أحرقوا بيوتهم، وسرقوا معارض السيارات والمحلات التجارية.

لم تكتف ميليشيات الوفاق مع وجود العناصر الإرهابية معها بالدخول، وإحراق مراكز الشرطة فقط، بل قامت بالتنكيل بأهالي صبراتة؛ حيث أحرقت المساكن، وقامت بالعبث بالمرافق العامة، واغتالت مراقب التعليم في مدينة صرمان محمد عباس.

 

إرهابيون في الطليعة

تحت الغطاء التركي بطائراته المسيرة كان خليط من الإرهابيين في طليعة المتقدمين من عناصر ميليشيا الوفاق للسيطرة على مدينتي «صبراته وصرمان»؛ حيث وُجِد عدد من إرهابيي ما يُسمى بـ«مجالس شورى المناطق الشرقية» الفارين من الملاحقات الأمنية ببنغازي ودرنة وأجدابيا، يصطفون جنبًا إلى جنب في مقدمة طليعة العناصر أثناء الهجوم على المدينتين، إذ كان من أبرز الوجوه المدعو «فرج شكو» عضو ما يُسمى بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي» والمبايع لتنظيم داعش، وهو أيضًا عضو في ما يسمى سرايا بنغازي التي بارك «السراج» سحقها في الهلال النفطي؛ حيث ظهر داخل مركز ومديرية الأمن في صبراتة.

لم يكن المدعو «فرج شكو» هو الإرهابي الوحيد الذي اتكأت عليه ميليشيا الوفاق للدخول إلى المدينتين، بل كان لمهرب الوقود والمطلوب دوليًّا في قضايا تتعلق بالإرهاب المدعو «عبد الرحمن ميلاد» المكنى بـ«البيدجا»؛ حيث يقود إحدى السرايا التي شاركت في الهجوم، في الوقت الذي خرج فيه المدعو «فتحي باشا أغا» وزير داخلية الوفاق ينفي حتى وقت قريب تبعية «البيدجا» لحكومتهم؛ بالإضافة إلى ظهور المدعو «العمو الدباشي» قائد ميليشيات التهريب بصبراتة الضالع في الاتجار بالبشر، وهو أحد أبرز المطلوبين دوليًّا.

وكان في مقدمة طليعة العناصر التي اقتحمت المدينة أيضًا، زعيم ميليشيات التهريب قاطبة في المنطقة الغربية المدعو «محمد العربي كشلاف» المكنى بـ«القصب»؛ حيث زعمت الوفاق في وقت سابق عدم تبعيته لها رغم أنه كان ولايزال مسيطرًا على مصفاة النفط في الزاوية، بجانب وجود آمر ميليشيات الأمن العام المتورطة بجرائم عديدة، أحدثها قتل شابين من منطقة غوط الشعال بالعاصمة طرابلس المدعو «عبد الله الطرابلسي».

 

إدانات مشايخ وقبائل ليبيا

لم يصمت مشايخ وكبار وأعيان ليبيا تجاه تلك الانتهاكات المتكررة من قبل ميليشيا الوفاق، بل قوبلت جميعها بغضب كبير، إذ أكد المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا أن ما قامت به الميليشيات في صبراته وصرمان دليل على أن المعركة معركة ضد الإرهاب وبقايا فلوله الهاربة من بنغازي وكل الجماعات المتحالفة معها، وعلى رأسهم مرتزقة أنقرة، لافتين إلى أن أفعالهم بالتنكيل وحرق المنازل دليل على توجهاتهم الإرهابية والدموية، وأن الشعب الليبي سيكون لهم بالمرصاد.

وأدان المجلس الأعلى لقبائل الأشراف والمرابطين ما تعرضت له المدن والقرى في المنطقة الغربية من الانتهاكات بحق المدنيين، محملًا مسؤولية ما جرى من أحداث للبعثة الأممية، والمجتمع الدولي، وجميع المنظمات ذات الصلة، مؤكدًا ضرورة القيام برفع قضايا قانونية أمام المحاكم الدولية، ضد الدول التي تسببت في تدمير الدولة الليبية.