مسلم البراك يعود ليصفي حساباته مع مرزوق الغانم

فيصل المسلم رأس حربة المعارضين بوجه رئيس مجلس الأمة الكويتي

لقي هجوم النائب السابق فيصل المسلم على رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم تفاعلا سريعا من خصوم الأخير، حيث سارع المعارض مسلم البراك إلى تأييده معلنا عن جملة من الخطوات لتوحيد المعارضة النيابية بهدف الإطاحة بالغانم.

رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم

الكويت

 تلقف المعارض الكويتي مسلم البراك دعوات النائب السابق في مجلس الأمة فيصل المسلم إلى عزل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، مطالبا بتحرك نيابي جدي للإطاحة به.

ويعتبر البراك الغانم أحد ألد خصومه، وسبق وأن خاض معه مواجهات وصلت أصداؤها إلى القضاء.

ويرى مراقبون أن هجوم المسلم على رئيس مجلس الأمة شكل فرصة كبيرة للبراك لتصفية حساباته مع الغانم، وهناك من ذهب حد اعتبار أن ما قام به النائب العائد حديثا من تركيا بعد عفو أميري جاء بدفع من البراك.

وشن المسلم هجوما لاذعا على الغانم واصفا إياه بـ”خصم الشعب”. وقال “إن القوى الوطنية التي لا ترى مرزوق الغانم خارج دائرتها سيكون خصمها الشعب، ومرزوق ومن على شاكلته هم خصوم الشعب”.

وأضاف المسلم في خطاب ألقاه وسط حشود المهنئين بعودته إلى الكويت بينهم نواب حاليون “إن كان هناك تعاون فإن أيدينا ممدودة لكل مصلح حمل همّ البلد وعمل على مواجهة الفساد، لكنها حتما لن تمتد بالتعاون إلى أي فاسد في الكويت بأي موقع كان، وجزما لن تمتد لمرزوق الغانم وحلفائه”.

واتُّهم مرزوق الغانم وحلفاؤه “باختطاف رئاسة مجلس الأمة رفضا لإرادة الأمة”، في إشارة إلى عملية انتخاب رئيس مجلس الأمة التي جرت في ديسمبر الماضي وفاز فيها الغانم بـ33 صوتا، مقابل 28 صوتا لمنافسه النائب بدر الحميدي.

وأثار انتخاب الغانم للمرة الثالثة في هذا المنصب ضجة كبيرة داخل البرلمان الكويتي وخارجه حينها، وسط اتهامات لحكومة رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح السابقة بالالتفاف على العملية الديمقراطية من خلال تصويت الوزراء لصالح الغانم ما رجح كفته.

ولقي خطاب المسلم تفاعلا كبيرا في الشارع الكويتي، وهو ما ترجم في ردود الأفعال الواسعة بين مرحب ومندد. وأبدى عدد من النواب تأييدا للمسلم، ودعمهم لفكرة عزل الغانم وتطويق رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد، ما ينذر بدورة برلمانية صعبة.

ودعا النائب محمّد المطير “الجميع إلى توحيد الصفوف النيابية”، قائلا "الأيام القادمة سنجتمع تحت راية واحدة، لمحاربة الفساد وتغيير الرئيسين (في إشارة إلى الغانم والشيخ صباح الخالد)، لأنه مطلب شعبي".

وأضاف المطير "البلد من سيء إلى أسوأ، ونحن بحاجة إلى التغيير، ورحيل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم هو مطلب الشعب، وما زلنا مستمرين في هذا الأمر".

من جهته حث النائب السابق فيصل اليحيى في تغريدة على حسابه على تويتر على ضرورة عزل الغانم، قائلا "لا توجد إساءة أكبر من اختطاف المنصب رغما عن إرادة الشعب التي ترجمتها الصناديق، والمتوجة بإعلان 42 نائبا عدم التصويت له، مع عدم إعلان أي نائب عن تأييده له، وخجل كل من صوت له عن إعلان حقيقة تصويته، فلاذ بعضهم بالصمت ولاذ بعضهم بالكذب، وهذا غيض من فيض إساءاته".

ويقول محللون إن المسلم رغم عدم وجوده في البرلمان الحالي بيد أن لديه علاقات وثيقة بكتلة المعارضة الحالية، وهو عنصر مؤثر، ومن غير المستبعد أن يجد استجابة واسعة من قبل تلك الكتلة، لاسيما وأن هذه الدعوة تلقى مساندة مطلقة من العضو السابق مسلم البراك.

في المقابل يقول آخرون إن المسلم هو مجرد “ظاهرة صوتية"، مثله مثل البراك، وقد تجاوزتها الأحداث في الكويت، مشيرين إلى أن الانقسامات التي تعصف بالمعارضة لا تخدم معركة المعارضين في الإطاحة بالغانم.

وكان مسلم البراك سارع إلى التحرك للبناء على الهجوم الأخير للمسلم حاثا كتلة الـ31، على الاجتماع من أجل رسم خارطة طريق جديدة تكون بوصلتها تنفيذ إرادة الشعب، في إشارة إلى عزل الغانم والإطاحة برئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد.

وقال البراك من مقر استقبال النائب المسلم، إنه “تم توجيه دعوة إلى كتلة الـ31 للاجتماع لوضع خارطة طريق واستراتيجية لتحقيق الأهداف المرجوة التي أرادها المواطنون يوم أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الأخيرة".

وأوضح البراك بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية “أن الدعوة تشمل النواب العائدين من العفو والشباب الوطنيين، وأن الاجتماع سيكون في القريب العاجل، وقبل التشكيل الحكومي المرتقب".

ونفى وجود أي خلاف مع المسلم، قائلا "ثلاث سنوات ونصف السنة ونحن في المهجر معا"، مضيفا "حتى الأعداء يتصالحون، فما بالكم ما بين مسلم وفيصل؟".

وشهدت كتلة الـ31 المعارضة انقسامات باتت تهدد بتفككها، وقد بدأت سلسلة الخلافات بين نوابها مع دعوة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح إلى حوار وطني بين الحكومة والمعارضة النيابية، حيث أبدى بعض النواب تحفظهم على الحوار رافضين التوقيع على التماس العفو عن النواب والنشطاء الصادرة بحقهم أحكام قضائية بينهم البراك.

وتتالت الخلافات داخل الكتلة بسبب اختيار اللجان البرلمانية لاسيما اللجنة المكلفة بالتشريع، وسط تبادل الاتهامات بينهم حول المتسبب في خسارة الأغلبية داخلها.

وامتدت الخلافات إلى مسألة المشاركة في الحكومة التي يعكف رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد على تشكيلها، حيث يبدي عدد من النواب رغبة في تولي حقائب وزارية، الأمر الذي قد يشكل نهاية الكتلة.

وأعرب النائب حمدان العازمي عن تمنياته ببقاء كتلة الـ31 موحدة، مشيرا إلى "أن هناك اليوم أربع كتل داخل الكتلة وواضح أن هناك انشقاقا والأيام ستثبت ذلك".

وأوضح أن أحد النواب نقل له وجود "14 نائبا من أعضاء المجلس يريدون أن يكونوا وزراء!"، متسائلا "هل يعقل ذلك؟ وأي معارضة تكون هذه؟ عندما انتخب المواطنون النواب أرادوا منهم الرقابة والتشريع".

ويرى مراقبون أنه بغض النظر عن مدى قدرة البراك والمسلم في توحيد صف كتلة المعارضة في مواجهة الغانم والشيخ صباح الخالد، فإن الثابت أن الأمور ليست في وارد الاتجاه إلى تهدئة الإمارة في أمس حاجة إليها لإقرار قوانين مالية معطلة منذ سنوات ومنها قانون الدين العام.

ويشير المراقبون إلى أن استمرار المناكفات السياسية من شأنه أن يعرقل خطط تعافي اقتصاد الكويت، في ظل تحذيرات وكالة موديز الأخيرة من إمكانية تخفيف التصنيف الائتماني للإمارة.