عرض الصحف الفرنسية..

رهان السياحة.. كيف أصبحت الإمارات أفضل وجهة سياحية بالعالم؟

وكالات

تحت عنوان "ليبيا، الحرب على أبواب أوروبا" أشارت جريدة "هوفينجتون بوست" إلى أن فرنسا باتت مضطرة للتدخل في ليبيا لمواجهة زعزعة الاستقرار الوشيكة في منطقتي المتوسط والساحل.

ففي 27 نوفمبر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوجان توقيع اتفاقية "تعاون عسكري وأمني" بين بلاده وحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، حيث يصاحب هذا الاتفاق معاهدة لترسيم الحدود البحرية تتعدى على مناطق التنقيب في جزيرتي كريت وقبرص؛ ما أثار غضبًا عارمًا في عواصم شرق البحر المتوسط. وفي منتصف ديسمبر، أي بعد أكثر من مائة عام من جلاء آخر جندي عثماني من ليبيا، أعلن الرئيس التركي أنه مستعد لإرسال قوات لدعم حكومة طرابلس؛ ما يهدّد بتصعيد آخر في البلد الذي مزّقته الحرب الأهلية؛ وبعد لقاء أردوجان بالرئيس التونسي نهاية ديسمبر للتفاوض للحصول على دعمه في الصراع؛ تكون الحرب في ليبيا قد دخلت أخطر مراحلها.

حرب أهلية منسية

وتعيش ليبيا (الصغيرة من حيث عدد السكان والشاسعة من حيث المساحة والتي تنعم بأكبر احتياطي للنفط في أفريقيا) منذ عام 2011 في حالة من الفوضى والحرب الأهلية؛ فالحكومة الليبية بقيادة فايز السراج، والمتحالفة مع الميليشيات الإسلامية والمعترف بها رسميًّا من قِبل المجتمع الدولي، تسيطر فقط على جزء من طرابلس، بينما يهيمن برلمان طبرق، الفصيل المعارض المدعوم من جيش التحرير الوطني بقيادة الجنرال خليفة حفتر، على برقة. وتنقسم بقية البلاد بين ميليشيات الطوارق وداعش وأنصار الشريعة والميليشيات من تشاد والسودان والمهربين وتجار المخدرات من جميع أنحاء العالم. ويستمر النزاع بسبب الضعف العسكري للأطراف المتناحرة وهشاشة التحالفات التي تتغير بانتظام.
لكن الأمور تغيرت منذ عام 2016 عندما تمكن حفتر، بدعم من قوات التحالف، من طرد جزء من الجهاديين من طبرق والاستيلاء على "الهلال النفطي" الواقع بين سرت والسرير الذي يمثل 70 في المائة من الاحتياطيات الليبية، لكن حفتر لا يحظى بالإجماع من الجميع.

حرب شرق أوسطية جديدة

من الخطر المبالغة في التشبيه بين سوريا وليبيا؛ فالحرب الأهلية في بلاد الشام تُعد جزءًا من تاريخ حرب التحالفات القديمة وخط الصدع الطائفي فيها. أما الصراع الليبي فيمثل نوعًا جديدًا، ومرآة لإعادة توزيع التحالفات التي نتجت عن الاضطرابات السياسية في المنطقة فيما بعد الربيع العربي.

فمن ناحية، هناك حفتر المدعوم علانية من مصر والإمارات والسعودية والأردن، ومن روسيا وفرنسا بشكل أكثر سرية، ومن ناحية أخرى، هناك السراج المدعوم من تركيا وقطر وإيطاليا. ومن بين الحروب الثلاثة بالوكالة التي اندلعت في المنطقة في سوريا واليمن وليبيا، فإن النزاع الليبي هو الأقل حظًّا في التغطية الإعلامية، في حين أنه يمكن أن يهدد المصالح الأوروبية بشكل مباشر في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأدنى والشرق الأوسط. فمن هي القوى المتورطة في النزاع الليبي وما دوافعها؟

معسكر حفتر

أكد المشير خليفة حفتر أنه يمثّل معسكر العلمانيين ضد الإسلامويين؛ وبالتالي فهو الأمل الوحيد للاستقرار في هذا البلد، وأولئك الذين يدعمونه يؤيدون العقيدة التي ترى أن الديمقراطية التمثيلية تجلب الإسلامويين؛ وبالتالي الفوضى، ولا يمكن لم شمل مثل هذا البلد المنقسم إلا عن طريق رجل قوي يدعمه الجيش؛ فمن هم الدعمون له؟
لقد باتت الإمارات تنظر إلى جماعات الإسلام السياسي منذ عام 2011 باعتبارها تمثل خطرًا وجوديًّا شأنها في ذلك شأن السعودية والبحرين.


وبعد مرور ست سنوات على ثورة 30 يونيو في مصر، لا تريد القاهرة حكومة إسلاموية وتهديدًا إرهابيًّا جديدًا، كما أنها لا تغفر لتركيا دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، وتَعتبر المشير حفتر أفضل حصن ضد خطر الانزلاق إلى نفق الفوضى. من جانبها لا تفوّت روسيا فرصة لتشويه سمعة الغرب واعتبار نفسها الحكم الرئيسي للنزاعات في الشرق الأدنى والشرق الأوسط؛ فهي تدعم حفتر وتحرص على عدم قطع العلاقات مع حكومة الوفاق الوطني، وللقيام بهذا الأمر، تتبع موسكو "قواعد اللعبة" التي استخدمتها بنجاح في سوريا.

 وتريد فرنسا القضاء على أي احتمال لتحول ليبيا لملاذ إرهابي لأنها، كما يقول وزير خارجيتها جان إيف لو دريان: "البوابة لكل من أوروبا ومنطقة الصحراء الإفريقية". وسعيًا إلى التوفيق بين الطرفين المتحاربين، يدعم الفرنسيون معسكر حفتر من خلال الإدارة العامة للأمن الخارجي التي أحبطت مساعي داعش لإنشاء امتداد للخلافة في ليبيا في الزنتان نهاية عام 2014، وفي بينينا في عام 2015، ثم أثناء الاستيلاء على درنة في عام 2018.

معسكر السراج

ومنذ عام 2010، تلاحق تركيا بلا كلل هدفها المتمثل في زعامة الشرق الأوسط، وعبر دعم الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية الشعبوية خلال الربيع العربي؛ وهذا ما دفعها إلى الاقتراب من قطر ومصر في عهد محمد مرسي.
أما هدفها في الصراع الليبي فهو إحباط خطط الإمارات والسعودية ومصر، وكذلك صرف الانتباه عن الصعوبات السياسية الداخلية التي يواجهها أردوجان حاليًا. وفي هذه اللعبة الخطيرة، يجب على أنقرة أن تحرص في المقام الأول على عدم مواجهة روسيا التي تشارك الأتراك العمل في مرحلة حساسة في سوريا. أما قطر فتستخدم مواردها المالية لتقويض جهود منافسيها في الشرق الأوسط، وهما الإمارات والسعودية، اللذين عزلاها بالحصار في عام 2017 بسبب دعمها للحركات الإرهابية.

ولدى إيطاليا هدف واضح وهو: إبقاء المهاجرين في أوطانهم. ومع ذلك، ونظرًا لقرب سواحلها من ليبيا، فمن المتوقع أن يسعى 800 ألف مهاجر في ليبيا للوصول إلى أوروبا التي تبعد 250 كيلو متر فقط عن ليبيا؛ لذاتحتاج إيطاليا إلى تحقيق الاستقرار في طرابلس، ومن ثم دعم السراج.

عواقب التصعيد المحتمل

في بلد منقسم إلى مناطق نفوذ متعددة به معسكران متنازعان يعجزان بسبب ضعفهم العسكري الشديد عن السيطرة على الحدود التي باتت سهلة الاختراق وتجذب جميع المرتزقة من إفريقيا وداعش، وبه مساحات شاسعة من الصحراء ومن النفط، ووجود الصراع على أبواب أوروبا؛ يصبح المناخ جاهزًا للتصعيد المأسوي على كافة الأصعدة.

النفط: بامتلاكها أكبر الاحتياطيات النفطية في إفريقيا وقربها من أسواق المستهلكين؛ تثير ليبيا جميع الشهوات، حيث تتطلع طرابلس وطبرق والجماعات الجهادية للسيطرة على آبار النفط والموانئ، وإذا تفاقم الصراع، فإن أسعار النفط سترتفع بكل تأكيد.

المهاجرون: منذ استغلال تركيا للأزمة السورية، أدرك الجميع أن أوروبا عاجزة عن السيطرة على تدفقات اللاجئين؛ وحدوث أزمة هجرة جديدة في ليبيا ستكون بمثابة كارثة سياسية على أوروبا. فالأزمة السورية في عام 2015 أدت بالفعل إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وصعود الحكومات الشعبوية في أوروبا الجديدة وإيطاليا. وقد يكون للأزمة الليبية في عام 2020 عواقب سياسية مؤسفة على القارة الأوروبية.

شرق البحر الأبيض المتوسط: لقد جرى اكتشاف حقول نفطية عديدة في شرق البحر المتوسط؛ حيث تقدّر احتياطيات الغاز بنحو 122 تريليون متر مكعب. وانضمت مصر واليونان وقبرص وإسرائيل إلى منتدى شرق البحر المتوسط للغاز، فيما جرى استبعاد تركيا منه. وقد يؤدي الصراع الليبي واستعداد تركيا لمعركة مع منافسيها الإقليميين إلى زيادة التوتر في قبرص وبحر إيجه.

الإرهاب: في إطار عملية بارخان، تشارك فرنسا منذ 6 سنوات في القتال ضد الجماعات المسلحة في الساحل، ويكفي فقط تخيل عواقب إعادة إنشاء دولة الخلافة المزعومة في ليبيا التي تتكون من أرض رملية عملاقة ستوفر ملاذًا لآلاف الإرهابيين من جميع المشارب. وبما أن ليبيا تُعد قاعدة خلفية لأوروبا، فلن يكون هناك مفر من حدوث "هزات ارتدادية" في فرنسا وأوروبا. لذا فمن الواجب على القارة العجوز أن تفعل ما بوسعها لاستعادة السيطرة على الوضع في ليبيا حرصًا على استقرار البحر المتوسط والساحل. وأمام عجز الحكومات الأوروبية التي تدفن رؤوسها في الرمال، تقع مسئولية التدخل في ليبيا على عاتق باريس وحدها.

إيران والصين وروسيا في تدريبات مشتركة

من جانبها، سلطت جريدة 24 ساعة السويسرية الضوء على التعاون العسكري الإيراني الصيني الروسي، حيث بدأت مؤخرًا مناورات مشتركة بين الدول الثلاث في خليج عمان، تلك المنطقة التي تشهد حالة من التوتر مع واشنطن. وقالت البحرية الإيرانية إن إيران والصين وروسيا بدأوا مناورات بحرية مشتركة في المحيط الهندي وخليج عمان، حيث تهدف المناورات التي تستمر أربعة أيام إلى إرسال رسالة مفادها أنه "لا يمكن عزل إيران".

وتأتي هذه المناورات في وقت يتصاعد فيه التوتر في الخليج منذ انسحاب واشنطن في مايو 2018 من الاتفاق النووي الإيراني، وما تلاه من إعادة فرض العقوبات الأمريكية التي خنقت اقتصاد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

مثلث القوة البحرية الجديد

وقد بث التلفزيون الحكومي الإيراني لقطات لسفينة حربية روسية وصلت إلى ميناء تشابهار جنوب شرقي إيران، مشيرًا إلى أن السفن الصينية في طريقها للوصول أيضًا، وقال إن هذه الدول تمثّل "مثلث القوة البحرية الجديد".

وفي مايو 2019، وبعد حرمانها من المكاسب الاقتصادية التي كانت تأمل فيها من الصفقة النووية، بدأت إيران في التحرر من بعض الالتزامات تجاه الاتفاقية الموقّعة في فيينا عام 2015، حيث تهدف خطة فك الارتباط التي تقوم بها إلى الضغط على الدول الأوروبية التي ما زالت ملتزمة بالاتفاقية حتى تساعدها في تجاوز العقوبات الأمريكية.

وفي يونيو الماضي، تمكنت الأطراف من تجنب مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث ألغى دونالد ترامب في اللحظة الأخيرة الضربات التي أمر بها ضد إيران بعد أن أسقطت الأخيرة طائرة أمريكية من دون طيار فوق مياه الخليج العربي. كما تصاعد التوترات مرة أخرى في سبتمبر بعد الهجمات على المنشآت النفطية الاستراتيجية في السعودية؛ حيث زعم المتمردون الحوثيون مسئوليتهم عن الهجمات؛ فيما أشارت واشنطن بإصبع الاتهام إلى طهران، التي نفت بدورها تنفيذها للهجوم. ومنذ ذلك الحين أعلنت واشنطن عن نشر قوات إضافية في الخليج العربي وأطلقت تحالفًا بحريًا مقره البحرين لحماية الملاحة البحرية في مضيق هرمز الاستراتيجي.

أعياد رأس السنة في فرنسا بطعم الإضراب

أشارت جريدة لابريس الكندية إلى الحالة التي تعيشها فرنسا أثناء فترة الأعياد بسبب الإضراب من تباطؤ حركة وسائل النقل أو عدم وجودها، والهدايا على شكل علب عيد الميلاد التي تلقاها المضربون، حيث يشهد يوم عيد الميلاد نهاية أسبوع ثالث دون توقف من التظاهر ضد إصلاح نظام المعاشات التقاعدية، الذي يسعى بدوره إلى الحصول على فرصة ثانية. ولحسن الحظ، يقوم بابا نويل بجولته على متن زلاجة وليس قطار، حيث جرى إبطاء حركة النقل في سكك حديد فرنسا وهيئة النقل بباريس يومي 25 و21 ديسمبر حتى وصلت إلى وضع الخمول.

وظلت حركة المرور معطلة بشكل كبير، وجرى تشغيل قطار فائق السرعة بنصف طاقته وإغلاق خمسة خطوط للمترو. وشغلت سكك حديد فرنسا خدمة قطارات ترانزليان بمعدل خمسة وأربعة من كل عشرة قطارات في خدمة النقل الإقليمي السريع، والربع في خدمة القطارات بين المدن. وتذكر سكك حديد فرنسا أن "جميع القطارات المتاحة للحجز عبر موقع الشركة الإلكتروني حتى 29 ديسمبر ستكون مضمونة التشغيل". وفي هيئة النقل بباريس، سيتم تشغيل الخطوط الأوتوماتيكية أرقام 1و14 فقط، وكذلك خط أوليفال، بشكل طبيعي. ولن يعمل خطا النقل الإقليمي السريع "إيه" و"بي" إلا خلال ساعات الذروة فقط، لكن حركة الترام ستكون قريبة من المعدل الطبيعي.

وظل عيد الميلاد تقريبًا دون قطار ليكون بمثابة ذكرى خاصة لبعض المضربين الذين تمكنوا من قضاء العيد مع أسرهم كما يوضح "رافي كايا"، سائق تدريب قائلًا: "في الأوقات العادية لم يكن لدينا يومان عطلة على الإطلاق". وبالإضافة إلى ذلك سمحت ولائم عيد الميلاد التي تم إعدادها في الأيام الأخيرة بالحفاظ على زخم الإضراب، ومكّنت عمال السكك الحديدية أيضًا من ضم ناشطين جدد من القطاعات الأخرى، حيث يقول "بيتريكس ماركيز" العضو المنتخب في التأمين الصحي بالكونفيدرالية العامة للعمل: "هذه الوجبة تدعمنا وتمنحنا القوة. ولحظات كهذه تسمح لنا بتشارك قيم التضامن والتآخي".

سوء فهم كبير من الصحافة الألمانية للإضراب في فرنسا

من جهتها، استعرضت جريدة ليبراسيون تناول الصحافة الألمانية لإضراب فرنسا بشأن إصلاح نظام المعاشات التقاعدية بمزيج غريب من الإعجاب والازدراء، حيث تعدّ الاختلافات الثقافية هائلة بين البلدين حول هذا الموضوع بالتحديد. فكيف يرى الألمان الإضراب في فرنسا؟

لا تزال الأفكار النمطية حول الفرنسيين فيما يخص العمل راسخة في ألمانيا، حيث تنتاب الألمان حالة من عدم الإعجاب الشديد تجاه المظاهرات المناهضة لإصلاح نظام المعاشات. فنحن أمام عودة قوية لأسطورة الفرنسي الكسول والمتمرد الذي يحتج بصوت عالٍ من أجل العمل لفترة أقل. ويبدو أن الإضراب هو أحد سمات الحياة الفرنسية، إلى جانب الجبن غير المبستر والقواقع والمطربة ميريل ماتيو.

مرحبًا.. هل يرغب أي شخص في العمل هنا؟

وأثارت الصحافة الألمانية موضوع الإضراب ووصفته بأنه حالة من الفوضى، حيث انتشرت هذه الكلمة في كل مكان. ومن المسلّم به أن هذا المصطلح عادةً ما يتم استخدامه طوال الوقت في الصحف الألمانية على أنه مصطلح عادي، كما حدث أثناء تساقط الثلوج في بافاريا أو في أي حالة أخرى من حالات الفوضى، كمشاكل تسليم الطرود في عيد الميلاد على سبيل المثال. فصحيفة "ساشيش تسايتونج" اليومية الساكسونية خرجت بعنوان: "فرنسا تتجه نحو الفوضى"، بينما تحدثت جريدة "دير شبيغل" عن "فوضى النقل" في باريس، في حين وصفت النسخة الألمانية من جريدة "يورونيوز" ما يحدث بـ "فوضى الإضراب".

بالإضافة إلى ذلك، لم تتردد بعض الصحف في كشف الفوارق الدقيقة؛ حيث سخرت صحيفة "دي فيلت" المحافظة مما يحدث وكتبت: "الخوف من العجز عن الحصول على التقاعد عند سن 56". وكتب "كريستيان شوبرت" المراسل الاقتصادي لجريدة "فاز في باريس" مقالًا بعنوان "مرحبًا، هل يرغب أي شخص في العمل هنا؟" ذكر فيه أنه عندما يتعلق الأمر بزيادة العمل الإضافي، فدائمًا ما يثير هذا الأمر الصراخ في فرنسا.

ومع ذلك، فإن ثمة أمر مشترك بين البلدين وهو عدم الرضا عن نظام التقاعد؛ حيث ذكر كلٌّ من "ليو كليم" مراسل "زود دويتش زيتانج" في باريس، و"هنريكي روسباخ" مراسلها في برلين، في مقال بعنوان" "دولتان ونظامان ومشكلة واحدة"، أن ردود الأفعال تجاه نظام التقاعد تختلف بشكل كبير بمجرد عبور نهر الراين، وقالا: "في فرنسا، يعني الخلاف حول نظام المعاشات التقاعدية خروج مئات الآلاف من المواطنين إلى الشوارع للاعتراض على خطط الرئيس ماكرون للإصلاح، وتعطيل المترو، وإلغاء الرحلات الجوية والقطارات وتعطيل الركاب". أما في ألمانيا، فيتم الأمر عبر طلب اليسار من البوندستاج "تخصيص ساعة لمكافحة الفقر بين كبار السن"، أو أن تعيد الحكومة الفيدرالية صياغة الحد الأدنى لسن التقاعد عبر اللجان ومجموعات العمل داخل الائتلاف الكبير على مدى عدة أشهر. وإلى أن يتم هذا الأمر، لا شيء يتعطل في الشوارع. فهل المتقاعدون الألمان يعيشون أوضاعًا جيدة؟ […] لا، بل على العكس تمامًا؛ فوفقًا لحسابات المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية؛ من المرجح أن تزداد نسبة الفقراء المتقاعدين من 16.8% إلى 21.6% بحلول عام 2039.

وبالتالي، فإن الاختلافات السياسية والثقافية بين البلدين شاسعة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحوار الاجتماعي. وتقول "مراسيل فاجنر" مراسلة إذاعة "إيه أر دي" الألمانية العامة في باريس: "عندما أقوم ببث مباشر، فدائمًا ما يسألني مقدمو البرامج عن سبب تواجد الفرنسيين في الشارع. وأجيب أن الفرنسيين يتساءلون بالأحرى عن سبب عدم نزول الألمان إلى الشارع". وتضيف سابين واتس، المراسلة لدى نفس الإذاعة من باريس قائلة: "ستقوم النقابات الألمانية بالإضراب في حال لم تُحرز المفاوضات أي تقدم حقيقي، ولكنهم سيعودون إلى طاولة المفاوضات في نهاية الأمر. أما رفض الكونفيدرالية العامة للعمل في فرنسا التفاوض لا يزال يفاجئنا بعض الشيء". وتضيف فاجنر أن "النقابات في ألمانيا تتعامل مع الشركات باعتبارها شريكة بشكل أكبر من ذلك بكثير".

الإضرابات في فرنسا مذهلة

هذا لا يعني أن الألمان لا يقومون بالإضراب أقل من أمثالهم في فرنسا. فكما تقول "جولي هامان"، مديرة مشروع العلاقات الفرنسية الألمانية في الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية: إن "السبب هو أن الشعب الألماني يميل إلى التقليل من عدد الإضرابات". فمؤخرًا، حدث على سبيل المثال، إضرابان في دور الحضانة وبين الطيارين. ومن ناحية أخرى، فإن الإضرابات في فرنسا تحظى بنظرة مذهلة".

وتعتقد السيدة هامان أن الألمان ينظرون إلى الإضرابات الفرنسية بعين ناقدة لا تخلو من الأفكار النمطية؛ لكن هناك أيضًا إعجاب بما يحدث. وعندما نشاهد الجار الفرنسي يتظاهر، فإننا نقدّر الجانب الديمقراطي من العملية، لكننا نشعر بالسعادة لأن هذا لا يحدث عندنا". وفي الحقيقة هناك كلمة ألمانية تعرف هذه الظاهرة وهي: "ثقافة الصراع"؛  غير أن الألمان لا يرون أن الإضراب في فرنسا يحثهم على التفكير حول قضية المعاشات التقاعدية في بلدهم".


دبي وأبو ظبي يربحان الرهان على السياحة

وفي سياق آخر، أشادت جريدة "ليبراسيون" بتتويج الإمارات كأفضل وجهة سياحية في العالم؛ بعدما احتلت أبو ظبي ودبي المرتبة الأولى في تصنيف للمسافرين حول العالم. فأكثر ما يثير إعجاب الناس بهاتين الإمارتين هو هوسهما بالتفوق؛ فأينما تذهب تلاحقك سجلات جينيس. ودبي على سبيل المثال موطن لأطول برج في العالم الذي يطلق أطول عرض للألعاب النارية كل أسبوع.

ويأتي هذا المركز الذي احتفت به الصحف المحلية الإماراتية، استنادًا إلى النتائج التي نشرتها وكالة السفر البريطانية "لوف هوليدايز" عبر الإنترنت، والتي حددت قائمة لأفضل الوجهات السياحية من الوجهات الحاصلة على ثلاثة آلاف جائزة على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث احتلت الإمارات المرتبة الأولى في القائمة بحصولها على 282 جائزة، متقدمة بفارق كبير عن الولايات المتحدة، التي حصلت على 188 جائزة، وفي المرتبة الثالثة جاءت جنوب إفريقيا التي حصلت على 113 جائزة. ومن الملاحظ أن البرتغال كانت الدولة الأوروبية الوحيدة التي تظهر بين العشرة الأوائل في هذه القائمة.

وبالتالي، تحتل الإمارات المرتبة الأولى في جميع الفئات المختارة من قبل الوكالة البريطانية وهي: السفر والفنادق والوجهات والأعمال والترفيه والطبيعة. وفي كل عام منذ عام 2015 يفوز مستشفى الصقور في أبو ظبي، وهو الأول والأكبر من نوعه في العالم، بجائزة الشرق الأوسط للسياحة المسئولة. وفي قطاع الفنادق، حصلت دولة الإمارات أيضًا على 182 عاملًا مميزًا في خمس سنوات، بفضل فندق برج العرب الأيقوني في دبي والمبني على شكل مركب شراعي على منصة على بُعد بضع مئات من الأمتار من الشاطئ، حيث فاز بجائزة أفضل "فندق أجنحة". وفي الواقع، هذا الفندق يتكون فقط من أجنحة متفاوتة المساحات بأسعار باهظة تبدأ من 1400 يورو في الليلة الواحدة للشخصين.

وفي فئة الترفيه، احتل متنزه عالم وارنر بروس المركز الأول عالميًّا، وهو مدينة عملاقة تجمع كل مظاهر الأفلام الشهيرة من هوليوود. والجدير بالذكر أن المعايير التي تعتمدها وكالة السفر البريطانية لتحديد الأفضل لا تأخذ طبيعة ومناخ الدول المعنية في الاعتبار؛ وهذا أتاح الفرصة للإمارات التي تنظم معظم الأنشطة الترفيهية في جو مكيف بالقاعات المغلقة؛ فالطقس في الخليج لا يعرف سوى فصلَين فقط: خمسة أشهر من الصيف، وسبعة أشهر من البرد القارس.