اليمن..

معركة حريب مفتاح تحرير مأرب وصنعاء من الحوثي

"أرشيفية"

فرنسا

تكتسب معركة حريب التي بدأتها قوات ألوية العمالقة على ثلاثة مراحل عسكرية أهميتها الاستراتيجية كونها مفتاحا لتحرير محافظتي مأرب وصنعاء من قبضة ميليشيات الحوثي الانقلابية، بحسب مسؤولين عسكريين.

وتخوض ألوية العمالقة، منذ الثلاثاء الماضي، معارك هي الأعنف مع الميليشيات على ثلاثة محاور قتالية بمديرية حريب الاستراتيجية الواقعة على خط إمداد مهم يربط جبهات جنوب مأرب.

وبدأت عملية حريب العسكرية فور إعلان السيطرة على محافظة شبوة، ضمن عملية "إعصار الجنوب"، وبالتزامن مع إطلاق التحالف العربي لعملية "اليمن السعيد"، الإنسانية.

وفور تحرير شبوة لاذت العناصر الحوثية بالفرار حيث تمركزت في حريب وبالطريق الرابط مديرية "عين" وحدود مأرب.

أهمية استراتيجية

تعد حريب، إحدى مديريات جنوب مأرب، وسقطت تحت سيطرة الحوثيين في سبتمبر العام الماضي.

وباتت قوات العمالقة تسيطر على 8 مناطق هامة بالعمق القبلي لمأرب، وأهمها: قرى "بني قيس"، و"آل موسى"، و"جرادة"، و"الهجلة"، و"عكرمة آل بوطهيف"، و"آل العطير" و"آل موسى"، و"حلوة"، بعد معارك عنيفة.

كما تم تحرير العديد من المحاور في المدخل الشرقي والشمالي لمركز المديرية التي تتحصن فيه مليشيات الحوثي، وتتخذ المدنيين دروعا بشرية.

وحولت الميليشيات مديرية حريب قاعدة عسكرية لانطلاق عناصرها المسلحة لجبهات جبل البلق الاستراتيجي القريب من سد مأرب والمطل على مركز المحافظة.

وبوصول القوات الجنوبية إلى عقبة ملعاء، تكون الجبهات المتقدمة للحوثيين في البلق الشرقي والطعوز والرملية، قد انقطعت خطوط إمدادها.

محاصرة الميليشيات

تمكنت ألوية العمالقة بخطة استراتيجية نفذتها من خلال التفاف محكم تجاوز مركز مديرية حريب عبر منطقتي لصاد وجراذ، من محاصرة الانقلابيين بمركز المديرية وقطع خطوط إمدادهم.

كما سيطر العمالقة على الخط الرابط بعقبة ملعاء وهي منطقة حاكمة تربط مديريتي العبدية والجوبة بمأرب.

وتجسيدا لحالة الذعر، شنت الميليشيات حملة سرقة ونهب لممتلكات وأموال المدنيين في حريب بعد قدوم القوات الجنوبية.

وفي تصريحات حصرية لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال عبد الناصر المملوح، مدير الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة، إن لحريب أهمية كبيرة بمسرح العمليات العسكرية الجارية لتحرير جنوب مأرب، شرقي اليمن.

أما من ناحية جغرافيتها العسكرية فهي منطقة استراتيجية حاكمة في مسار معركة تحرير المديريات الجنوبية بمأرب وهي حريب، الجوبة، وجبل مراد، بحسب المملوح.

كذلك فإن لحريب أهمية كبيرة للقوى الوطنية المدعومة من التحالف العربي، لأنها خط الدفاع الرئيسي لميليشيات الحوثي التابعة لإيران، جنوب مأرب.

ومعللا أهمية تلك المعركة في مسار حرب تحرير اليمن، أضاف مدير الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة: "حال خسارة الميليشيات حريب بشكل كلي، فلن تتوقف انهياراتها عند الحدود الإدارية لهذه المديرية، وستنتقل المعارك دون مقاومة قوية إلى عمق مديريات جنوب مأرب".

وعن أهمية "معركة حريب" اعتبر المحلل السياسي اليمني عبد الستار الشميري، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنها "امتداد طبيعي لمعركة شبوة لتأمين المناطق المحررة".

وأضاف: "هذه المعركة أصعب المعارك منذ بداية الحرب بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات وحجم الخنادق العسكرية وتموضع الحوثي العسكري بالمديرية".

وأكد الشميري أن "الحوثي يراهن على معركة حريب بعد هزيمة شبوة، وأعتقد أن المعركة سجلت تقدما كبيرا وستكون اختبارا حقيقيا لتحرير مأرب والبيضاء ثم تطويق صنعاء"، مشيرا إلى أن "المعركة قد تأخذ بعض الوقت لكن تحرير مأرب وصنعاء سيأتي بلا شك".

رد قاس على استهداف منشآت في الإمارات

وبدعم من التحالف العربي حررت القوات الجنوبية محافظة شبوة خلال عملية "إعصار الجنوب" ثم بدأت معركة حريب كمفتاح لتحرير محافظة مأرب والعاصمة اليمنية صنعاء.

وبتمهيد ناري لمعركة صنعاء وللرد على الهجوم الحوثي الآثم على منشآت مدنية إماراتية، شن التحالف العربي، فجر الثلاثاء، ضربات جوية متفرقة لمعاقل ومعسكرات الميليشيات بصنعاء.

وطالت الغارات بنك أهداف حوثية تمثل في كلية الطيران والدفاع الجوي في الستين، والأكاديمية العسكرية في منطقة الروضة شمالي صنعاء.

أما غارات محافظة الضالع فكانت على مواقع تمركز مليشيات الحوثي في قطاع الفاخر بمنطقة الكبيده حسب بيان لمركز "إعلام محور الضالع".

كما تم قصف مواقع وتجمعات مليشيات الحوثي في قطاع ناصة يعيس شمال غربي منطقة مريس بنفس المحافظة.

وجاءت غارات صنعاء والضالع "استجابة للتهديد والضرورة العسكرية"، حيث تم استهدف قيادات حوثية إرهابية شمالي العاصمة اليمنية، بحسب بيان للتحالف العربي.

وأضاف البيان أن "طائرات إف 15 الهجومية، دمرت منصتين لإطلاق الصواريخ البالستية، تم استخدامها في شن هجمات إرهابية على منشآت مدنية في أبو ظبي والسعودية".

ولفت البيان إلى أن الغارات جاءت لـ "محاسبة مرتكبي الهجمات العدائية على المدنيين في السعودية والإمارات".

وقال إن قواته الجوية تنفذ عمليات جوية على مدار 24 ساعة فوق العاصمة اليمنية صنعاء.

وتعليقا على دعم التحالف العربي بمعركة حريب، أكد مدير الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة أن "القوات الجنوبية تمكنت من تحرير مناطق حريب بإسناد من التحالف العربي الذي وضع الحوثي في كماشة ضاعفت من مأزق الميليشيات الموالية لإيران".

وبالنسبة لحجم خسائر الحوثية أضاف المسؤول العسكري بأن: "تحرير مديريات جنوب مأرب يجري الآن بحريب، وتم دك قدرات الميليشيات عددا وعتادا بضربات العمالقة وبدعم طيران التحالف".