ترجمات..

قيادة أمريكية جديدة لإدارة المساعدات العسكرية لأوكرانيا

"أرشيفية"

فرنسا

تناول إريك شميت في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تطوير الدعم الأمريكي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، قائلاً إن البنتاغون يستعد لإعادة هيكلة الطريقة التي تدرب وتجهز بها الولايات المتحدة وحلفاءها القوات الأوكرانية، مما يعكس ما يصفه مسؤولون بالالتزام طويل الأمد من الإدارة الأمريكية لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.
 
وإستناداً إلى عدد من المسؤولين العسكريين وأولئك العاملين في الإدارة، فإن الاقتراح سيتضمن الإنسيابية في التدريب ونظام المساعدة الذي أنشئ سريعاً عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط). وسيتم وضع هذا النظام تحت إشراف قيادة واحدة جديدة تتخذ من ألمانيا مقراً لها، ويشرف عليها جنرال أمريكي رفيع المستوى.


وأوضح المسؤولون أن قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال كريستوفر ج. كافولي، تقدم بهذا الاقتراح الذي يتضمن التغييرات، إلى وزير الدفاع لويد أوستن. وأضافوا أن أوستن ومساعديه الكبار يجرون مراجعة للخطة، وأن من المحتمل أن يتخذوا قراراً نهائياً بشأنها في الأسابيع المقبلة.


ويعتقد مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، أنه في الوقت الذي تعهدت الولايات المتحدة بـ16 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا- وهي مزيج من الشحنات الفورية من المخازن وكذلك بموجب عقود تسليح سيجري تسليمها في السنوات الثلاث المقبلة- فإن إنشاء القيادة الجديدة يؤشر أن الولايات المتحدة تتوقع استمرار التهديد الروسي لأوكرانيا والجوار، لسنوات قادمة.


وقال القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا الأدميرال جيمس ج. سترافيديس إن "هذا اعتراف بأهمية المساعدة الأمنية لشركائنا الأوكرانيين...وهذا سيؤسس هيكلية أمنية رسمية سيلتزم بها حلفاؤنا وشركاؤنا، من أجل إيصال تجهيزاتهم وعمليات التدريب إلى الأوكرايين".


واعتبر قائد القوات الأمريكية السابق في العراق وأفغانستان الجنرال ديفيد بيترايوس أن "هذه ستكون بمثابة مبادرة مهمة ومناسبة جداً، أخذاً في الاعتبار قوة الجهد الأمريكي والمساهمات التي يقدمها حلفاؤنا في الناتو".


وأوضح التقرير أن القيادة الجديدة، التي سترفع قرارتها إلى الجنرال كافولي، ستنفذ القرارات التي تتخذها "مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا"، وهي ائتلاف يضم 40 دولة، أنشأته وزارة الدفاع الأمريكية عقب الغزو الروسي، من أجل الوقوف على الحاجات والمتطلبات الدفاعية لأوكرانيا.


وسيتولى العمل في القيادة الجديدة 300 شخص، وتتمركز في فزبادن بألمانيا حيث مقر قيادة الجيش الأمريكي، وهي المكان الذي يتلقى فيه معظم الجنود الأوكرانيين التدريب على أنظمة الأسلحة الأمريكية.
وستكون التغييرات، التي تهدف إلى منح هيكلية رسمية للإجراءات العاجلة التي أتخذت منذ بداية الحرب، على شكل برنامج التدريب والمساعدة الذي تبنته أمريكا في العراق وأفغانستان على مدى العقدين الماضيين.
وكان تقدم بالاقتراح في وقت سابق من هذه السنة الجنرال تود د. وولترز، سلف كافولي في قيادة القوات الأمريكية في أوروبا ثم جرى تنقيحه من قبل الجنرال الجديد.


تنسيق المساعدات
وقد عمل اللفتنانت جنرال كريستوفر ت. دوناهيو الذي أشرف على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، على تنسيق الكثير من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، من وراء الكواليس في الأشهر الأخيرة.


ومن مقره المتقدم في فزبادن، ساعد الجنرال دوناهيو، الذي كان قائداً سابقاً للفرقة الـ82 المحمولة جواً ويقود الآن الفيلق الـ18 المحمول جواً، في الإشراف على التدريب والتحدث مع الجنرالات الأوكرانيين حول حاجاتهم في الميدان، معتمداً على خلفيته في العمليات الخاصة لتقديم النصح لنظرائه الأوكرانيين.


لكن الجنرال دوناهيو وفريقه، الذين انتشروا في بولندا وألمانيا منذ الأيام الأولى للحرب، من المقرر أن يعودوا إلى مقرهم الرئيسي في فورت براغ بولاية نورث كارولاينا في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وفق ما أفاد مسؤولون في وزارة الدفاع. ولذلك، فإن البنتاغون بحاجة إلى شخص للإضطلاع بدور في هيكلية القيادة الجديدة.


ولم يشأ الناطق باسم البنتاغون البريغادير جنرال باريك إس. رايدر الإدلاء بتفاصيل حول الأمر، لكنه أضاف في بريد إلكتروني: "إننا نقوم بعملية تقويم وتنقيح دائمين لوضعنا الداخلي من أجل ضمان تزويد أوكرانيا بالمساعدة المناسبة في أوقاتها، سعياً إلى تلبية أكثر الحاجات إلحاحاً في الميدان كي تبني قوة مستدامة لردع أي عدوان روسي في المستقبل".