وكالات..

البحرية الأميركية تعترض سفينة على متنها ذخيرة في طريقها إلى اليمن

"أرشيفية"

موسكو

 قال الأسطول الخامس الأميركي ومقرّه البحرين في بيان إن أفراد البحرية الذين يعملون من قاعدة لويس بي بولر “إي.إس.بي 3” البحرية الاستكشافية اكتشفوا شحنة غير مشروعة، بعد أن تم اعتراض سفينة صيد محمّلة بالذخائر في الأول من ديسمبر الجاري، خلال عملية التحقق من العلم، مما يمثل ثاني أكبر مصادرة ينفذها الأسطول الخامس لأسلحة غير قانونية في غضون شهر.

ونقل البيان عن نائب الأدميرال براد كوبر قوله إن هذه العملية “تظهر بوضوح استمرار نقل إيران غير القانوني للمساعدات الفتاكة وسلوكها المزعزع للاستقرار”.


وكانت البحرية الأميركية اعترضت في نوفمبر الماضي سفينة صيد تحمل على متنها “كمية ضخمة من المواد المتفجرة” آتية من إيران. وعثرت القوات الأميركية في حينه على أكثر من 70 طنا من كلورات الأمونيوم ومئة طن من سماد اليوريا الذي يمكن استخدامه لصنع المتفجرات. وقامت القوات الأميركية بعدها “بإغراق السفينة”.

وقبل نحو أسبوعين أكد المتحدث باسم الأسطول الخامس في البحرية الأميركية تيم هوكينز أن الولايات المتحدة جاهزة لمواجهة التهديدات الإيرانية للمنطقة. وأضاف خلال مقابلة تلفزيونية أن “الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على أمن منطقة مضيقي هرمز وباب المندب”.

وفي يوليو أعلنت البحرية البريطانية عن ضبط أسلحة إيرانية في وقت سابق من العام الجاري، بما في ذلك صواريخ أرض جو ومحركات لصواريخ كروز على متن قوارب تهريب سريعة في المياه الدولية جنوب إيران.

وكانت الأمم المتحدة قد كشفت في وقت سابق، عبر لجنة خبراء في مجلس الأمن الدولي معنية باليمن، أنه من المرجح أن يكون ميناء إيراني هو مصدر الآلاف من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأميركية في بحر العرب.

وقوارب نقل الأسلحة، وفقاً للخبراء، مصدرها ميناء جاسك الإيراني على بحر عُمان، بحسب اعترافات أفادت بها الطواقم، بالإضافة إلى بيانات الأجهزة الملاحية، فيما تستمر طهران بنفي تزويدها للحوثيين بالأسلحة والذخائر، زاعمة أنها تقوم بدعمهم سياسياً.

وفي مثل هذه الشهر من العام الماضي أعلنت البحرية الأميركية أيضاً عن ضبط شحنة أسلحة من إيران إلى الحوثيين على متن سفينة صيد في مياه الخليج.

وقال بيان الأسطول الخامس الأميركي حينها، إن الشحنة تتألف من نحو 1400 رشاش من طراز “أي.كي - 47” وأكثر من 226 ألف طلقة ذخيرة، مؤكداً أن العملية جرت في شمال بحر العرب.

وبيّنت البحرية الأميركية أنّ سفنها عثرت على الأسلحة أثناء عملية تفتيش أجراها أفراد من خفر السواحل الأميركي، وتم نقل الأسلحة والذخيرة غير المشروعة في وقت لاحق إلى مدمّرة، ليتم التخلص منها نهائيا.

وسبق للبحرية الأميركية أن حدّدت مصدر السفن التي تزود الحوثيين بالعتاد، عبر ممر بحري قالت إنه “يُستخدم تاريخيا لتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني”. وتم تصنيف السفينة وقتها على أنها “تشكل خطرا على الملاحة والشحن التجاري”، وبناء عليه تم إغراقها.


آلاف المحاصرين في تعز يطالبون بحشد الإمكانات لمواجهة الحوثيين

ويعدّ التشابه بين المواد المنقولة عبر خطوط التهريب إلى أذرع إيران العسكرية مؤشراً على طبيعة التصعيد الإيراني المتواصل في نقاط التوتر في المنطقة؛ سواء للحوثيين في اليمن عبر إرسال كلورات الأمونيوم، أو في حالة حزب الله اللبناني والذي شكّل انفجار شحنة كبيرة من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت كارثة على كل المستويات في لبنان، وخلّف انفجار الكميات المخزنة منها في ميناء بيروت أكثر من 150 قتيلاً، ونحو 6 آلاف جريح، وتمّ تدمير نصف العاصمة اللبنانية بيروت.

وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت في العام 2011 لائحة تنظيمية لنقل المواد الخطرة، ومن بينها البيركلورات التي تستخدم في صناعة الصواريخ من بينها كلورات الأمونيوم، وسماد الأمونيوم، بالإضافة إلى الغازات اللهوبة القابلة للانفجار بدرجة شديدة، والأيروسولات، والسوائل المؤكسدة.

ويستمر النزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.

وفيما لا يزال الحل السياسي متعثراً في اليمن، يحتاج الآلاف، بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار. ويعتبر تهريب الأسلحة والذخائر إلى الحوثيين انتهاكا لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على الجماعة المسلحة المرتبطة بإيران منذ العام 2015، وهي الدولة الوحيدة التي تعترف بسلطة الحوثيين في اليمن.