صحف عالمية: حلفاء ترامب بالشرق الأوسط يسابقون الزمن للحصول على مكاسب

واشنطن

تناولت الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأربعاء؛ العديد من القضايا، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط، والتقارير التي تشير إلى تدخل روسيا في السياسة الداخلية البريطانية، والإجراءات التي يخطط رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لاتخاذها لإيقاف موسكو.

الشرق الأوسط على حافة الهاوية

قالت صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية، إن حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط يسابقون الزمن للحصول على مكاسب في المنطقة سريعة الاشتعال، قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر لها نوفمبر المقبل.

وأشارت الصحيفة، في مقال كتبه ”ديفيد جاردنر“، إلى أن الشرق الأوسط يقترب من حافة الهاوية قبل الانتخابات الأمريكية الحاسمة التي يتصارع فيها الرئيس ترامب أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وقال الكاتب ”أصبح واضحا أن ترامب ربما يخسر حملته لإعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وفي الشرق الأوسط فإن هذا الاحتمال يؤدي إلى الإسراع في كل الأنشطة القاتلة، حيث يسابق حلفاؤه الزمن بقدر كبير من التهور لإنجاز ما يريدون تحقيقه خوفا من معارضة الإدارة الديمقراطية المحتملة بقيادة بايدن لتلك الخطوات مستقبلا“.

 

وأضاف ”رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أصبح محاصرا مع تفشي فيروس كورونا، وقضايا الفساد التي تلاحقه أمام القضاء، وفي ظل الضغوط التي يتعرض لها على يد شركائه في اليمين المتطرف وحلفائهم من المستوطنين، من المحتمل أن يلجأ نتنياهو إلى الخوض في المياه الموحلة من خلال ضم جزئي ولكنه استراتيجي لأراض في الضفة الغربية، وهو ما سيؤدي إلى قتل الدولة الفلسطينية المستقبلية، ويجعله يبدو كرجل دولة ومعتدل“.

وتحدث الكاتب عن الأوضاع في ليبيا، بعد تدخل تركيا لدعم حكومة الوفاق، واحتمالات التدخل العسكري المصري، ووصف احتمال المواجهة بين مصر وروسيا، أو إحداهما، من جانب، وتركيا من جانب آخر، بأنها ”أمر خطير“.

وختم الكاتب الأمريكي مقاله بالقول ”آخر شيء يحتاجه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج هو الحرب القاسية، مثلما يحدث في سوريا واليمن وليبيا، حيث تبدو المنطقة الآن على حافة الهاوية، وإذا نجح بايدن في الانتخابات فإن هناك توقعات منطقية بأنه سيستعين بالطريقة الدبلوماسية التي اتبعها الرئيس الأسبق باراك أوباما مع إيران، وستكون هذه هي الطريقة الأكثر أمانا لاحتواء الطموحات النووية الإيرانية دون اللجوء إلى الحرب“.

الأوضاع في لبنان تخرج عن السيطرة

بدورها قالت شبكة ”بلومبيرغ“ الإخبارية الأمريكية، إن لبنان لا يستطيع الانتظار أطول من ذلك كي يصل إلى توافق حول كيفية التعامل مع قضية الديون، والقرض المنتظر من صندوق النقد الدولي.

وأضافت ”بلومبيرغ“ في تقرير نشرته اليوم الأربعاء ”في الوقت الذي لا تزال فيه المشاحنات قائمة بين النخبة السياسية اللبنانية وصندوق النقد الدولي حول قرض بقيمة 10 مليارات دولار، فإن الأزمة الاقتصادية في البلاد تخرج عن نطاق السيطرة“.

ومضت في التقرير  إلى القول إنه ”لا يزال وزير الاقتصاد والتجارة راؤول نعمة، الذي اعترف بأن لبنان أصبح دولة فاشلة، متفائلا بالتوصل إلى اتفاق قريبا، ولكن بعد مرور 6 أسابيع على المباحثات فإن التقدّم الذي حدث ضئيل للغاية، واستقال العديد من المفاوضين اللبنانيين احتجاجا على الطريقة التي يتعامل بها الزعماء السياسيون مع الأزمة“.

وتابع ”حزب الله الذي يسيطر على حكومة رئيس الوزراء حسن دياب يتمسك بالأمل بأن الأموال ستأتي من أماكن أخرى، الصين على سبيل المثال، وتواصل دياب مع دول عربية أخرى من بينها قطر والكويت، ولكن من المستبعد أن تقوم أي دولة بالاستثمار في لبنان دون حضور صندوق النقد الدولي“.

وقال التقرير، إن الوضع في لبنان لا يختلف كثيرا عما شهدته اليونان في أعقاب الركود العالمي عام 2009، حيث بدأت الحكومة اليونانية وقتها في الاقتراض على نطاق واسع لتمويل القطاع العام والخدمات، وأدى انهيار الثقة إلى أزمة كبيرة واضطرابات واسعة، وهناك أوجه شبه واضحة بين اليونان ولبنان، حيث قامت البنوك بتمويل الدولة على مدار عقود من خلال مخطط بونزي للمودعين، مثل الحالة اليونانية، فإن هيكل الدين اللبناني أجوف، ولا يمكن ببساطة دفع مستحقات الدائنين.

وأضاف أن الساسة في لبنان عليهم أن يستعدوا للمعركة الأصعب، وهي محاولة إقناع اللبنانيين بأنهم سيتحملون القدر الأكبر من فاتورة الإصلاح الاقتصادي، في مهمة ستكون صعبة للغاية، في ظل التناحر السياسي القائم حاليا.

وخلص تقرير ”بلومبيرغ“، إلى أن كل الفصائل السياسية اللبنانية، ومن بينها حزب الله، ستكون بحاجة إلى الوصول لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وقالت ”يبدو أنهم يعتقدون أن أمامهم شهورا للتفكير، ولكن الكارثة الوطنية المتصاعدة تشير إلى حقيقة أخرى“.

روسيا ”تقوض“ سياسات بريطانيا

قالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، إن روسيا قامت بحملة طويلة ومتطورة لتقويض الديمقراطية في بريطانيا، وإفساد سياساتها، في الوقت الذي تجاهلت فيه الحكومات البريطانية المتعاقبة هذا الأمر، وذلك وفقا لتقرير طال انتظاره صدر يوم الثلاثاء عبر لجنة برلمانية بريطانية.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الاربعاء ”من التدخل في الانتخابات ونشر المعلومات المضللة، إلى استغلال الأموال القذرة، وتجنيد أعضاء في مجلس اللورادت، فإن الروس حاولوا استمالة السياسيين والعمل على تآكل المؤسسات، وسط مقاومة ضعيفة من أجهزة إنفاد القانون أو وكالات الاستخبارات، التي تجاهلت سنوات من الإشارات التحذيرية“.
ومضت الصحيفة، ”التقرير الذي ستكون عواقبه شاقة للغاية على المسؤولين البريطانيين أكثر من الروس، لم يقدّم إجابة على سؤال حول ما إذا كانت روسيا لعبت دوراً في التصويت الأبرز في التاريخ البريطاني الحديث: استفتاء 2016 على الرحيل من الاتحاد الأوروبي“.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة ”تايمز“، إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يستعد لمنح أجهزته الأمنية المزيد من السلطات لوقف التدخل الأجنبي في بريطانيا، بعد التقرير الذي اتهم الحكومة البريطانية بغض الطرف عن التدخلات الروسية.

وأضافت الصحيفة، أن التقرير الصادر عن لجنة الأمن والاستخبارات اتهم وزراء الحكومة البريطانية بالفشل في حماية استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 من التدخلات الخارجية.

وتابعت ”رفضت الحكومة البريطانية أمس الدعوات التي تطالب بالتحقيق في الأمر، وقالت إنه لا يوجد دليل على أي تدخل ناجح في استفتاء الاتحاد الأوروبي. حيث تخطط الحكومة حالياً للمضي قدماً في إصدار قانون جديد لمكافحة التجسس، سيجعل من بريطانيا بيئة أكثر صعوبة لعمل الخصوم“.