وكالات..
القضيّة الأحوازيّة ضحيّة صراع الأمم

"أرشيفية"
تعتبر القضيّة الأحوازيّة العربيّة من القضايا التي أزهقت على مذبح أضاحي الأمم. ففي بدايات الصراع الروسي الإنكليزي في أوائل القرن العشرين، وبعد الحرب الأولى، سعى الروس للوصول إلى المياه الدافئة. فكانت أرض عربستان وجهتهم الجنوبيّة. فيما الإنكليز سعوا للحفاظ على هذه المنطقة بهدف السيطرة على طرقات القوافل العابرة من الشرق إلى الغرب.
ولكنّ اصطدام الأحوازيين مع الانكليز على خلفيّة اعتراضهم على دعم الانكليز لليهود لبناء دولتهم على أرض فلسطين العربيّة شكّل سببًا رئيسًا للتضحية بقضيّتهم. فأهمية الأحواز بالنسبة الى الجانبين جيوسياسيًّا وحيوبولستيكيًّا كبيرة جدًّا.
تواصل أممي غير منتج سياسيًّا
بالنسبة إلى موضوع التواصل مع الجهات الدولية لدعم هذه القضية العربية التي تعتبر منسية، فيعتبر الناشط السياسي المختص في الشأن الإيراني – العربي،دانيال الأحوازي، وهو عضو حزب العمّال البريطاني أيضًا، أنّ هذه القضيّة "تمّ تغييبها في محاولة لاسترضاء نظام الملالي في إيران من قبل بعض الجهات الدولية وحتى العربية." وفيما إذا كان هنالك أيّ تواصل أحوازي - أممي يرى الأحوازي أنّ "هذا التواصل موجود لكنّه يندرج في سياق الدعم من قبل المؤسسات الانسانية الذي تقوده الحركات السياسية الأحوازية التي تعمل من خارج الأحواز، وتستقر في بعض الدول الأوروبية مع بعض المنظمات الدولية ومنها مثلاً منظمة حقوق الانسان ، ومنظمة Amnesty International USA | Human Rights Organization وبعض البرلمانات الاوروبية والغربية لطرح القضية الاحوازية من الباب الانساني."
أما بالنسبة الى الشقّ السياسي فيرى الأحوازي أنّ " التواصل مع الجهات الدولية، أو أروقة صنّاع القرار يحتاج إلى دعم مَن يتحمّل مسؤولية طرح القضية الأحوازية، كما حصل للقضية الفلسطينية حيث تحملت بعض الدول العربية مسؤولياتها وقامت بطرح هذه القضية على المجتمع الدولي." وهذا ما لا يراه الأحوازيّ متوفّرًا راهنًا، برغم أحقّيّة هذه القضيّة واستمرار نضال الشعب الأحوازي لقرابة قرن من الزّمن، أي منذ العام 1925 وحتّى اليوم.
أسباب صعوبة الدّعم الدّولي للقضيّة الأحوازيّة
يعتبر النّاشط السياسي دانيال الأحوازي الذي يتابع نضاله السياسي عبر حزب العمال البريطاني من بريطانيا أنّ " للأحواز العربية أهمية استراتيجية انطلاقًا من أبعادها الاقتصادية والجغرافية والجيوبوليتيكية." ويرى الأحوازي أنّ هذه القضيّة "تشكّل عبئًا على أي تحرّك لمساندتها بعيدًا من الجهات الدولية."
كما يلفت الأحوازي في حديثه لجسور كيف تنصّلت جامعة الدّول العربيّة من هذه القضيّة حيث " تمّ التواصل مع الجامعة لطرح هذه القضية من قبل وفد أحوازي زار الجامعة في حقبة رئاسة عمرو موسى آنذاك الذي قال نحن جامعة الدول العربية وليس جامعة الشعوب العربية. " فيما بدا هروبًا عربيًّا إلى الأمام لعدم إثارة هذه القضية من بوابة جامعة الدول العربية. على قاعدة تجنب فتح أبواب جهنّم بمجرد الحديث عن القضية الأحوازية.
كذلك كان للحزب الديمقراطي الأحوازي جولة خليجيّة في كانون الثاني من العام 2016 حيث زار وفد أحوازي برئاسة الشيخ علي جابر عبدالحميد الشيخ خزعل والدكتور عارف الكعبي رئيس الحزب الديمقراطي اﻻحوازي لمناقشة وطرح مشروع إعلان دولة اﻻحواز واﻻعتراف بها عربيًّا ودوليًّا، وإعادة شرعيتها كبلد شقيق في دول الخليج العربي.
ويكمل الأحوازي رؤيته للحراك باتّجاه المجتمع الدّولي حيث يعتقد أنّ "التحرك على الصعيد الدولي صعب جدًّا من دون وجود داعم إقليميّ أساسي، يتحدّى الظروف، ويحمل هذا الملفّ ليطرحه في أروقة دول صناع القرار والمؤسسات الدولية."
وفي هذا السياق من المهمّ الانتباه إلى تنامي الدّور السعودي في الساحة الدّوليّة حيث باتت المملكة لاعبًا دوليًّا مهمًّا، ولا سيّما بعد دخولها في اتّفاقيّات دوليّة كطريق بهارات الممتدّة من الهند إلى أوروبا؛ فإمكانيّة لعب المملكة هذا الدّور الداعم للقضيّة الأحوازيّة قد تتصاعد أكثر.
ولا بدّ من الاشارة هنا إلى أنّ الحسابات الدّوليّة قد لا تتقاطع مع المصالح الدّاخليّة لبعض الشعوب في مرحلة ما؛ لكن من الضروري أن تتمسّك الشعوب بحقّها في تقرير مصيرها والدّفاع عن وجوديّتها وعن أحقيّة الحياة لأوطان تعيش فيها قناعاتها. وهذا ما نجح به الأحوازيّون عبر تمسّكهم بحقّهم في بناء دولتهم المستقلّة.
ذلك كلّه بانتظار لحظة إقليميّة داعمة ودوليّة مؤاتية. فهل اقتربت لحظة تحقيق
الحلم الأحوازي؟