لبنانيون في قرية حدودية جنوبية لا يخشون التصعيد بين حزب الله وإسرائيل

"أرشيفية"
في جنوب لبنان المتاخم لإسرائيل، يؤكد سكان قرية حدودية كانت مسرحاً صباح الأحد لقصف متبادل بين إسرائيل وحزب الله، دعمهم لعملية حركة حماس الفلسطينية، وعدم خشيتهم من التصعيد رغم معايشتهم حروبا عدة.
يجلس أبو رامي عبد الله على شرفة منزله في بلدة كفرشوبا، ويدخن النارجيلة بعد ساعات من هجوم بالقذائف نفذه حزب الله صباح الأحد، ويقول لوكالة فرانس برس "لم نعد نخاف بعد اليوم، وعلمنا أولادنا أن هذا البلد هو بلد مقاومة".
ويُضيف الأربعيني متأملاً تلال قريته التي لطالما شهدت معارك واشتباكات طوال عقود "ليس لدينا ما نخاف عليه، لا كهرباء لدينا ولا بنى تحتية ولا حتى طعام"، في وقت يعاني لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة دفعت غالبية سكانه إلى ما دون خط الفقر.
في وقت مبكر من صباح الأحد، أعلن حزب الله المدعوم من إيران أنه أطلق "أعداداً كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة" على مواقع إسرائيلية في مناطق متاخمة للحدود.
وقال في بيان أنّ ذلك جاء "تضامنا" مع العملية الواسعة النطاق التي شنتها حركة حماس الفلسطينية السبت على إسرائيل.
"عشنا كل الحروب"
يرتبط حزب الله مع حركة حماس بعلاقة متينة، وينسقان مواقفهما ضمن ما يسمى "محور المقاومة" المدعوم من طهران.
لكن نطاق هجوم الحزب صباح الأحد بقي ضمن الأراضي المتنازع عليها، بدون أن تصل نيرانه إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وردّ الجانبُ الإسرائيلي بقصف مدفعي طاول جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ "المدفعية الإسرائيلية تقصف المنطقة في لبنان التي جاء منها إطلاق نار".
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إنّ صاروخين آخرين أُطلقا من الجهة اللبنانية ظهر الأحد، تلاه قصف إسرائيلي جديد أدى إلى إصابة طفلين.
ويعبر اسماعيل عبد العال عن موقف متضامن مع أبو رامي علما انهما ينتميان الى عائلة واحدة، ويقول السبعيني المتقاعد من الجيش اللبناني "سمعنا صوت القصف (..) لكن الوضع في البلدة طبيعي".
ويُضيف بعد جولة قصيرة في قريته "لسنا خائفين، لقد عشنا كلّ الحروب في كفرشوبا".
في ستينات وسبعينات القرن الفائت، كانت المقاومة الفلسطينية تستخدم منطقة العرقوب، وضمنها بلدة كفرشوبا، نقطة انطلاق لعملياتها ضد إسرائيل التي كانت ترد بقصف المنطقة.
واحتلت إسرائيل قرية كفرشوبا طوال 22 عاما حتى عام 2000 عندما انسحبت قواتها من جنوب لبنان .