صحف..
مصر تواصل مساعيها لعقد "قمة السلام" لوقف نزيف الدماء في غزة
تواصل القيادة المصرية مساعيها للتحضير لاستضافة "قمة مصر للسلام"، والتي من المتوقع انعقادها يوم السبت المقبل في القاهرة، حيث تم توجيه دعوات موسعة للعديد من الدول الأجنبية والعربية لتحقيق حضور إقليمي ودولي لبحث وقف التصعيد في قطاع غزة، والتمهيد لعملية سلام تساهم في إنقاذ الأرواح في أسرع وقت.
وأعلنت الحكومة المصرية أن القمة الإقليمية الدولية التي دعت لها لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، تهدف لأن يتحدث المجتمع الدولي من خلال قادة دول لها تأثيرها ومكانتها، سواء كانت إقليمية أو دولية، بصوت واحد للتأكيد على ضرورة التهدئة ومراعاة الأوضاع الإنسانية، وفتح آفاق لتسوية الصراع على أساس حل الدولتين.
لا تراجع عن القمة
وكشف مصدر دبلوماسي مصري أن القيادة المصرية تعكف على الترتيب لانعقاد القمة الدولية المعنية بالوضع في غزة، وذلك بعد إلغاء القمة الرباعية التي كانت من المقرر أن تعقد في العاصمة الأردنية عمان، بعد القصف الصاروخي لمستشفى المعمداني في قطاع غزة.
وأوضح المصدر لـ24 أنه تم توجيه دعوات إلى عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الدول العربية المختلفة وأبرزهم الإمارات والسعودية والكويت وقطر وكذلك الأردن، إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش.
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لاقت قبولاً واسعاً، ومن المقرر أن تشهد القمة حضوراً كبيراً من المسؤولين من مختلف دول العالم، حيث تأتي القمة من منطلق الاهتمام المصري لتحقيق التهدئة والسلام في الأزمة الحالية بقطاع غزة، واحتواء التصعيد الدائر في أسرع وقت ممكن.
نتائج زيارة بايدن لإسرائيل
ومن جانبه قال الخبير السياسي في الشأن الفلسطيني والعربي أشرف أبو الهول، إن القيادة المصرية مصممة على انعقاد "قمة دولية للسلام" في القاهرة، ولديها إصرار على إجمال رؤساء الدول الأجنبية والعربية، من أجل التوافق على وقف التصعيد في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، والضغط على إسرائيل لوقف العدوان المستمر واستهداف المدنيين.
وقال أبو الهول لـ24 إن نجاح قمة "مصر للسلام"، يتوقف على نتائج زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل وإمكانية حضوره القمة في القاهرة، إذ أن هناك تساؤلات حول مدى إقناع بايدن لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو بالسماح بدخول المساعدات وكذلك وقف العدوان على قطاع غزة، والبحث عن حل للقضية الفلسطيني وأن يكون الموقف الأمريكي واضحاً من الحل النهائي للأزمة.
وتوقع أشرف أبو الهول أن تساهم "قمة القاهرة" في إعادة بعض من التوازن للمواقف الدولية، وتغيير الانحياز في مواقف القوى الدولية خلال الأيام الماضية، وخاصة بعد استهداف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، وسقوط مئات الضحايا من الفلسطينيين.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذر من محاولات تصفية القضية الفلسطينية، واعتبر أن أن حجم المخاطر في قطاع غزة "كبير"، مؤكداً أن مصر تبذل قصارى جهدها لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحركة "حماس"، ومستعدة للوساطة بالتنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية.
واتهم السيسي في كلمة له خلال حفل تخريج الكلية الحربية مؤخراً أطرافاً، بـ"السعي إلى حرف القضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام القائم على العدل، وعلى مبادئ أوسلو، والمبادرة العربية للسلام، والعمل على تصعيد يؤدي إلى حرف هذا المسار، وإلى صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم، تخل بمبادئ القانون الدولي والإنساني، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق".