الأزمة السودانية
ولاية الجزيرة هدف قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على الخرطوم
حققت قوات الدعم السريع في السودان تقدما ضد الجيش خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسط مساع لمد نفوذها خارج العاصمة الخرطوم التي باتت تسيطر عليها رغم حفاظ الجيش على مواقعه داخلها، باتجاه ولاية الجزيرة الإستراتيجية.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي بسبب توتر مرتبط بانتقال مزمع إلى الحكم المدني يرفضه الجيش.
وبعد أسابيع من تعليق الوسطاء المفاوضات، لا يبدو أن هناك منتصرا واضحا ولا نهاية تلوح في الأفق للحرب التي أدت إلى نزوح أكثر من 5.75 مليون شخص ومقتل الآلاف وتدمير مدن كبرى.
وسرعان ما سيطرت قوات الدعم السريع على العاصمة رغم التفوق الجوي للجيش الذي حافظ على سيطرته على قواعده، ويشن ضربات جوية كبيرة ويطلق نيران مدفعية، ما تسبب في خراب كبير للخرطوم وسط اتهامات له باتباع سياسة الأرض المحروقة، خاصة بعد قصف أبراج العاصمة الشهيرة.
ويبدو الآن أن قوات الدعم السريع تحاول التحرك جنوبا نحو ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية مهمة ومركز سكاني. وانتقل إلى هناك مئات الآلاف من السكان، إلى جانب بعض الجهات الحكومية والإنسانية التي نزحت من الخرطوم.
ورغم نفي الجيش لتقدم الدعم السريع في الجزيرة إلا أن تقريرا موجها إلى محافظ مشروع الجزيرة الزراعي في أواسط السودان كشف الأسبوع الماضي عن مناطق في المشروع أضحت خارج السيطرة بعد تحركات قوات الدعم السريع في المناطق الشمالية لولاية الجزيرة المتاخمة للعاصمة الخرطوم.
وكانت تقارير محلية قد نقلت عن مزارعين قولهم إن السلطات عمدت إلى فتح قنوات الري الكبيرة لإغراق الطرق الترابية بغية إعاقة تحركات الدعم السريع.
وأضافوا أن تفريغ القنوات تسبب في موجة عطش ضربت المحاصيل في القسم الشمالي الغربي والقسم الشمالي، خاصة الذرة والقطن، ما اضطر بعض المزارعين إلى الاستعانة بالمضخات لسحب المياه من القنوات ذات الري الانسيابي بعد انخفاض مناسيب المياه داخلها.
وتتميز ولاية الجزيرة بموقعها الإستراتيجي؛ إذ تتوسط البلاد وتعد أكبر مصدر دخل بالإضافة إلى كونها أكبر مصدر غذائي للبلاد. وفي الأسبوع الماضي سيطرت قوات الدعم السريع على العيلفون، وهي مدينة مهمة على أحد الطرق المؤدية إلى مدني.
وبحسب تقارير إعلامية تقدمت قوات الدعم السريع من مدينة العيلفون وتحركت في طريق الخرطوم مدني الشرقي، ووصلت حتى قرى البشاقرة شرق والنابتي بمحلية شرق الجزيرة، دون أن تجد أي مقاومة خلال تقدمها.
وقالت آمنة (واحدة من الفارين) “كان الهجوم قويا إلى درجة أن جنود الجيش أنهوا ذخيرتهم واضطروا إلى العودة إلى قاعدتهم”. وخاطبت قوات الدعم السريع أهالي المنطقة وتعهدت لهم بعدم المساس بهم.
كما واصلت القوات هجماتها العنيفة على نيالا والأبيض غربي العاصمة، وهي الهجمات التي بدأت بعد وقت قصير من اندلاع الحرب. ويقول الجيش إن جنوده، وخاصة وحدات القوات الخاصة، يواجهون تقدم الدعم السريع. وفي الخرطوم تشن قوات الدعم السريع هجمات على عدة قواعد تابعة للجيش، بما في ذلك مقر الجيش الرئيسي وقاعدة سلاح المدرعات.
وفي أم درمان يقول شهود إن قوات الدعم السريع تستخدم المدفعية بعيدة المدى، التي كانت في السابق بعيدة عن متناول المجموعة شبه العسكرية، لمهاجمة قاعدة وادي سيدنا الجوية الهامة.
وقال سكان إن قوات الدعم السريع شنت حملة أخرى على قاعدة تابعة للجيش جنوبي الخرطوم في منطقة جبل الأولياء، وأسفرت عن مقتل 45 شخصا في الشهر الجاري، حسب ما ذكرته مجموعة من المحامين لم تنح باللائمة على أي طرف.