الإخوان في الأردن يحرجون موقف الملك عبدالله الثاني

مطالب جماعة الإخوان المسلمين تتعمد إحراج موقف الملك

عمان

تتعمد جماعة الإخوان المسلمين إحراج موقف الملك عبدالله الثاني في الوقت الذي تتعرض فيه القيادة الأردنية والجيش إلى حملة تشكيك حيال الموقف من الحرب على غزة، كانت نددت بها الحكومة وفعاليات سياسية كثيرة.

وخلال مسيرة احتجاجية نظمتها جماعة الإخوان وشارك فيها الآلاف من المتظاهرين الجمعة في عمان، قال النائب ينال فريحات في كلمة ألقاها خلال المسيرة “نطلب من جلالة الملك أن يضع اتفاقية وادي عربة في كفة، ووقف العدوان على غزة في كفة”.

وذكر فريحات كيف تصرف الملك الراحل حسين عند محاولة الموساد الإسرائيلي اغتيال رئيس المكتب السياسي الخارجي لحركة حماس خالد مشعل في عمان عام 1997.

وكيف وضع الملك معاهدة السلام في كفة أمام حياة مشعل، حين قال “حياة مسيرة السلام معلقة بحياة هذا الأردني”، وأجبر إسرائيل على إرسال ترياق مضاد فأنقذ مشعل. كما تم الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين الذي نقل على متن طائرة أردنية إلى عمان.

وخاطب فريحات المتظاهرين “أتتفقون معي في هذا المطلب؟” ليجيبوه “نعم”، ويهتفوا “شعب الأردن الجبار، وادي عربة أكبر عار” و”وادي عربة مش سلام، وادي عربة استسلام”.

وفريحات عضو كتلة الإصلاح النيابية التي تضم نواب حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن.

وشارك في التظاهرة إلى جانب أنصار الجماعة، أحزاب موالية مثل “حزب الميثاق الوطني” و”حزب إرادة” و”حزب الاتحاد الوطني” حاملين أعلاما أردنية وفلسطينية وصورا للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي عهده.

وأشار فريحات إلى أن وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير “يسلح المستوطنين في القدس والضفة الغربية… هذا ليس لغزة”.

وطالب بـ”عودة خدمة العلم والجيش الشعبي ليكون الشعب الأردني في استعداد للعدو”، إلى جانب إلغاء أي اتفاق تعاون مع إسرائيل.

وتقول أوساط سياسية أردنية إن جماعة الإخوان تعمد إلى المزايدة على الموقف الرسمي، غير مهتمة بحساسية الموقف الأردني، لافتة إلى أن الجماعة وعلى خلاف باقي الطيف السياسي الأردني لم يسجل لها موقف يذكر حيال حملة تشويه ممنهجة تتعرض لها عمان هذه الأيام.

وكانت تقارير غربية تحدثت عن أن الولايات المتحدة أرسلت معدات عسكرية عبر الأردن إلى إسرائيل، وهو ما نفته المملكة، لكن ذلك لم يقنع الكثير من الأردنيين، الأمر الذي دفع الحكومة إلى التحرك عبر عقد لقاءات مع الفعاليات الشعبية للتحذير من خطورة السير خلف “المشككين”.

والتقى وزير الشؤون السياسية والبرلمانية حديثة الخريشة ووزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند المبيضين، الخميس، شابات وشبابا من الناشطين بالعمل السياسي والاجتماعي.

وقال الخريشة إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى والمحورية بالنسبة للأردن، “ولا مجال للتشكيك بالموقف الوطني الأردني تجاه ما يحصل في قطاع غزة”.

واستعرض مجمل المواقف الأردنية التي قادها الملك عبدالله الثاني منذ بدء الحرب على قطاع غزة، واللقاءات والاتصالات والمواقف التي عبر عنها، مبينا أن الدبلوماسية الأردنية دعت منذ اليوم الأول إلى وقف إطلاق النار ومنع تهجير الفلسطينيين من مدنهم باعتبار ذلك جريمة حرب، مع التأكيد على أهمية تطبيق القانون الدولي الإنساني.

وأشار إلى الجهد الدبلوماسي الأردني بموازاة تقديم الأردن للمساعدات الإنسانية لأبناء القطاع والإبقاء على المستشفى الميداني العسكري، وتقديم المساعدات الطبية للضفة الغربية، إضافة إلى قرار المملكة باستدعاء السفير الأردني من تل أبيب، وإبلاغ وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها إلى عمان.

وشدد على أن الدبلوماسية الأردنية تؤمن بالحل السياسي لقضايا النزاع في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدا الموقف الأردني الداعي إلى إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وحذر من التشكيك بالموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية، قائلا “هناك محاولات خسيسة تشكك بالموقف الرسمي الأردني”، مطالبا النشطاء الشباب والشابات “بعدم الالتفات لهؤلاء، والوقوف بوجه المشككين”.