القاهرة وجوبا تنسقان التحرك لحل أزمة السودان
لا تزال مصر متمسكة بلعب دور رئيسي لحل الأزمة السودانية سواء على المستوى الجماعي أو الفردي، رغم أن المبادرة المصرية لحل الأزمة السودانية لم يرشح عنها أي اختراق يذكر.
وأعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الاثنين، أن مصر وجنوب السودان اتفقتا على تكثيف الاتصالات مع الأطراف السودانية للوصول إلى حل الأزمة في بلادهم.
وجاء ذلك وفق ما أعلنه السيسي في مؤتمر صحفي مع نظيره الجنوب سوداني سيلفا كير الذي يزور القاهرة حاليا (زيارة غير محددة المدة وغير معلنة مُسبقا)، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلفت نحو 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد عن 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق أحدث إحصائية للأمم المتحدة.
ونقل البيان عن الرئيس المصري قوله “تشاورنا معا، وفي إطار من الحوار المتواصل والبنّاء، حول الأزمة السودانية وتداعياتها على المنطقة، خاصة دول الجوار المباشر وفي مقدمتها مصر وجنوب السودان”. وأضاف “اتفقنا على تكثيف الجهود والاتصالات، بيننا وبين الأطراف المعنية داخل السودان، من أجل إيجاد حلول عاجلة للأزمة، وتجنيب الشعب السوداني المزيد من الدمار”.
وتابع “اتفقنا على دعوة مختلف الأطراف السودانية إلى تغليب المصالح القومية العليا للسودان على أي مصالح فردية أو تدخلات خارجية من شأنها تعميق المشكلة، أو زيادة حدة معاناة الأشقاء السودانيين وإطالة أمد الأزمة”.
وأكد الرئيس المصري أن “دور مصر وجنوب السودان محوري في الأزمة السودانية، مع ضرورة عدم إغفال ذلك في أي مبادرات أو مساع مطروحة لتسوية الأزمة”.
وأواخر أكتوبر الماضي أعلنت السعودية استئناف المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة غرب المملكة.
وتقول مصادر دبلوماسية إن المفاوضات التي ترعاها الرياض وتدعمها الولايات المتحدة بين طرفي الصراع تعتبر الأكثر جدية وتفاعلية حتى الآن.
ويعود ذلك، حسب المصادر، إلى الثقل الإقليمي والدولي للرياض وواشنطن وقدرتهما على الضغط باتجاه تسوية الأزمة.
ويتبادل الجيش السوداني والدعم السريع اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال، وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية التي شهدتها البلاد في أعقاب اندلاع الاشتباكات الدامية بين الطرفين.