دراسة ترصد تراجع النهر الجليدي في القطب الجنوبي بشكل كبير

أرشيفية

وكالات

تراجع  نهر كادمان الجليدى فى القارة القطبية الجنوبية، بشكل ملحوظ، الواقع على الساحل الغربى لشبه الجزيرة القطبية الجنوبية، وفقاً لموقع space.

باستخدام صور الأقمار الصناعية لتتبع نهر كادمان الجليدي لأكثر من ثلاثة عقود، أبلغ فريق من العلماء عن تراجع جليدي كبير يبلغ 5 أميال (8 كيلومترات)، وكان التغيير سريعًا، حيث حدث على مدار عامين ونصف فقط بين نوفمبر 2018 ومايو 2021، وبعد هذا التراجع، انهار الجرف الجليدى للنهر، وهو جزء من النهر الجليدي الذي يطفو على سطح المحيط.

وقال قائد الفريق بنجامين واليس، عالم الجليد فى جامعة ليدز، فى بيان: "لقد فوجئنا برؤية السرعة التى تحول بها كادمان من نهر جليدى مستقر على ما يبدو إلى نهر نرى فيه تدهورًا مفاجئًا وفقدانًا كبيرًا للجليد".

على الرغم من أن نهر كادمان الجليدى كان ينحسر منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أو ربما حتى السبعينيات، يشير الفريق إلى أن درجات حرارة المحيطات الأكثر دفئًا من المعتاد فى عامى 2018 و 2019 (التى تفاقمت جزئيًا بسبب الاحتباس الحرارى الناجم عن النشاط البشرى)، مما أدى إلى تسريع العملية، مما أدى إلى إضعاف الجرف الجليدى إلى حد الانهيار،

وأضاف واليس: "الأمر المثير للفضول أيضًا هو أن الأنهار الجليدية المجاورة فى هذا الجزء من غرب شبه جزيرة القطب الجنوبى لم تتفاعل بنفس الطريقة، الأمر الذى قد يحمل دروسًا مهمة للطريقة التى يمكننا بها تصور كيفية استمرار تغير المناخ فى التأثير على هذا القطب القطبى المهم والحساس".

يفترض الفريق أن التلال تحت الماء تعمل كحواجز دفاعية للأنهار الجليدية القريبة، وتحميها من ارتفاع حرارة البحر، ولكن مع استمرار ارتفاع درجات حرارة المحيطات، قد لا تتمكن الجيولوجيا تحت سطح البحر من حماية الأنهار الجليدية لفترة أطول.

وقال البروفيسور مايكل ميريديث، من هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا والمؤلف المشارك للدراسة: "ما يظهره هذا البحث الجديد هو أن الأنهار الجليدية المستقرة على ما يبدو يمكن أن تتغير بسرعة كبيرة، وتصبح غير مستقرة تقريبًا دون سابق إنذار، ثم تتضاءل وتتراجع بقوة شديدة، وهذا يؤكد الحاجة إلى شبكة مراقبة شاملة للمحيطات حول القارة القطبية الجنوبية، وخاصة في المناطق القريبة من الأنهار الجليدية التي يصعب إجراء قياساتها بشكل خاص".