إيران .. ضعف خامنئي والصراع المتفاقم في قمة النظام
لقد مرت 11 يوما على مهزلة انتخابات خامنئي وشهدنا تصاعدا للصراعات على رأس نظام الملالي بين مجموعات مختلفة تابعة لعصابة خامنئي، أي من بين أولئك الذين مروا جميعا عبر مرشح مجلس صيانة النظام وتم تأهيلهم للمشاركة في الانتخابات.
لقد مرت 11 يوما على مهزلة انتخابات خامنئي وشهدنا تصاعدا للصراعات على رأس نظام الملالي بين مجموعات مختلفة تابعة لعصابة خامنئي، أي من بين أولئك الذين مروا جميعا عبر مرشح مجلس صيانة النظام وتم تأهيلهم للمشاركة في الانتخابات.
یظهر هذا التنازع والصراع بوضوح أنه تحت تأثير المقاطعة الهائلة للانتخابات من قبل الشعب الإيراني، هزم خامنئي تماما في خطته لمزيد من الانكماش وتخليص مكونات سلطته من الشوائب.
بعد انتفاضة الشعب الإيراني في عام 2022 ضد نظام الملالي، جعل خامنئي حكمه أكثر اتساقا من أجل مواجهة الانتفاضة الحتمية القادمة للشعب الإيراني لإسقاط النظام، لأن الفجوة في رأس النظام يمكن أن توفر مساحة لانتفاضة شعبية ضخمة. ولذلك عمل على هندسة الانتخابات منذ عام وكان تأجيج نيران الحرب في المنطقة ودق طبول الحرب في غزة، التي كلفت حتى الآن فقد ارواح أكثر من 31000 من الشعب الفلسطيني والدمار الكامل لهذه المنطقة، خطة خامنئي لتعزيز هندسته الانتخابية في الداخل.
وفي ضوء أجواء الحرب في غزة، استبعد خامنئي الرئيس السابق حسن روحاني العقل الأمني الذي عمل للنظام 40 عاما، وكذلك صادق لاريجاني، الرئيس الحالي لمجمع تشخيص مصلحة النظام.
لكن المقاطعة الواسعة للانتخابات من قبل الشعب الإيراني لم تؤد إلى فشل كل هذه الخطط فقط ولكن أيضا تسببت في تفاقم التناقض على رأس الحكم وبروزه علنيا.
حيث مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، ظهر الملا حميد رسايي وهو أحد رجال عصابة خامنئي والفائز الأول على الظاهر في مسرحية الانتخابات في طهران على شاشة تلفزيون النظام، وتحدث ضد محمد باقر قاليباف، الرئيس الحالي لبرلمان النظام، والذي ينتمي أيضا إلى عصابة خامنئي ويمثل مجموعة داخل الحرس وعصابة خامنئي، وقال إن قاليباف لا يمكن أن يصبح رئيسا لبرلمان النظام. وعلى الفور، بدأت ردود أفعال من قبل عصابات مختلفة تابعة لقاليباف في الحرس ضد حميد رسائي بل وحتى هددوه باستبعاده.
بعد ستة أيام من انتهاء العرض، اضطر خامنئي إلى التدخل لاحتواء الصراع المتصاعد بين أزلامه وتحذيرهم من جعل النظام يشعر بالمرارة بهذه “الصراعات والنزاعات”.
وقال خامنئي في 7 آذار/مارس: ” ما يمكنه القضاء على عذوبة المجلس الجديد هي التّصريحات التي تثير الخلافات، وافتعال النّزاعات، وبثّ العداوات التي تُسعد العدوّ؛ مثل هذه الأمور قادرة على سلب المجلس الجديد حلاوته وعذوبته. يجب توخّي الحيطة والحذر جيّداً، لابدّ من ذلك. يجب أن يحذر الإخوة والأخوات في المجلس الجديد الذي سيتأسّس بعد فترة قصيرة، وألّا يسمحوا بزوال عذوبة تأسيس المجلس الجديد “.
وكتبت صحيفة فرهيختكان، التابعة لولايتي مستشار خامنئي: “أول ضوء للمرارة السياسية أشعله التلفزيون. حيث عرض برنامج غريب للتلفزيون، بعد ساعات من تصريحات المرشد، استمرار الخلافات والنزاعات بين بعض أعضاء البرلمان المنتخبين مع رئيس البرلمان والبرلمان الحادي عشر، في الأسبوع الذي أعقب انتهاء الانتخابات البرلمانية، مما جلب رد فعل المرشد الأعلى. أحد الأشخاص الذين كان قصد القيادة هو حميد رسايي. ومع ذلك، في نفس اليوم، كان ضيفا على التلفزيون، وبالطبع، بدلا من السيطرة على الصراعات والنزاعات، تم فتح الجدل الآن لوسائل الإعلام الوطنية. (صحيفة فرهيختكان التابعة للنظام: 9 مارس)
وكتب ممثل خامنئي في صحيفة كيهان المدعو حسين شريعتمداري: “من المتوقع ألا يمر المسؤولون وكبار المديرين في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بهذا الحدث غير السار والمدمر مرور الكرام وأن يدرسوا الحادث بعناية لمنع وقوع مثل هذه الحوادث مرة أخرى”. (وكالة تسنيم للأنباء: 9 مارس)
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام النظام بإقالة مساعد رئيس الإذاعة والتلفزيون في الشؤون السياسية بعد هذا الحادث.
وقال محمود زاده، عضو برلمان النظام بهذا الصدد: “إن الفصيل الذي دخل المجلس ال12 يهدد قاليباف، بأنه لا يسمح له بالفوز بكرسي رئاسة البرلمان خلال فترة ولايته. ويتطلع هؤلاء إلى الاستيلاء على مناصب هيئة رئاسة البرلمان ورئاسة اللجان. هذه المشاكل ستخلق مشاكل في المستقبل. كما أن له تأثيرا سلبيا على الانتخابات الرئاسية المقبلة. (صحيفة هم ميهن: 9 مارس)
إن تصاعد التناقض على رأس نظام الملالي، وعدم التفات مختلف فئات جماعة خامنئي لتحذيراته يبين قبل أي شيء، ضعف خامنئي الشديد في السيطرة على الوضع، ويظهر أن هذه التناقضات لا يمكن السيطرة عليها، بل إنها تتزايد وتتعمق، مما سيوفر بلا شك المساحة اللازمة لانتفاضات شعبية جماهيرية ضد النظام.
قال قائد المقاومة الإيرانية، السيد مسعود رجوي، حول عواقب مسرحية انتخابات الملالي: “ بسبب فشله في «هندسة الانتخابات»خسر خامنئي معظم ما کسبه في المراهنة علی طاحونة الدماء في غزّة والمجازر المرتکبة هناك.
وغرق في مستنقع «الانتخابات» التي عمل عليها ودعا إلیها باستمرار بعد قمع انتفاضة 2022، ومنذ حوالي عام ومن بدایة العام الإیراني 1402
وافتضح أمره داخل إيران وفي المنطقة وعلى الصعيد الدولي وأصبح موضوع السخرية والاستهزاء.
والنتيجة العملية لهذا الوضع هي اشتعال واشعال انتفاضات الشعب الإيراني للإطاحة بنظام الملالي.