بلومبرغ: الهجوم الأخير على القنصلية الإيرانية في سوريا يدمر قيادة الحرس الایراني في المنطقة

محمود حكميان

كشفت شبكة تلفزيون بلومبرغ أن الهجوم الأخير على القنصلية الإيرانية في سوريا وجه ضربة قاسية لهيكل قيادة الحرس الایراني في المنطقة.

الخليج بست

 

كشفت شبكة تلفزيون بلومبرغ أن الهجوم الأخير على القنصلية الإيرانية في سوريا وجه ضربة قاسية لهيكل قيادة الحرس الایراني في المنطقة.

وبحسب التقرير، فإن «كامل هرمية القيادة المسؤولة عن أنشطة حرس النظام الایراني في سوريا ولبنان قُتلت» في الضربة. وكان الضباط الكبار الذين لقوا حتفهم «محوريين لأنشطة حزب الله في المنطقة».

ومن بين الضحايا العميد محمد رضا زاهدي، قائد حرس النظام الایراني في سوريا، ونائبه محمد هادي رحيمي. وقد اجتمعوا، إلى جانب مسؤولين آخرين رفيعي المستوى، في مبنى القنصلية، معتقدين أنه الموقع “الأكثر أمانًا” في دمشق، غير مدركين للهجوم الإسرائيلي الوشيك.

قبل الغارة الجوية على مبنى القنصلية في دمشق، كان من المفترض أن يتم نقل مسكني السفير والقنصل إلى مجمع سكني جديد في نفس الشارع، حيث يعيش أيضًا شقيقا الرئيس السوري بشار الأسد. قبل وقت قصير من الهجوم، اجتمع كبار المسؤولين في حرس النظام الایراني في سوريا في الطابق الثاني من مبنى القنصلية وقرروا البقاء هناك.

ويشكل القضاء على هذه القيادة الرفيعة المستوى في حرس النظام الایراني انتكاسة كبيرة لجهود إيران للحفاظ على نفوذها في سوريا ولبنان. وكان لهؤلاء الضباط الكبار دور فعال في تنسيق أنشطة حزب الله، وكيل إيران في بلاد الشام، والذي كان عنصراً حاسماً في استراتيجية طهران الإقليمية.

وجاء في تقرير بلومبرغ أن «هؤلاء الضباط الكبار كانوا حيويين لأنشطة حزب الله في المنطقة»، مما يؤكد أهمية الأفراد المستهدفين في استعراض القوة الإقليمية لإيران.

الهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا دفع إيران، للمرة الأولى، إلى الرد بشكل مباشر ومهاجمة إسرائيل. وبعد عملية الاغتيال مباشرة، بدأت إيران تشك في تورط مجموعات في سوريا في عدة حالات اغتيال لأفراد من حرس النظام الایراني في البلاد خلال السنوات القليلة الماضية.

وتتركز الشكوك الإيرانية حول 18 قائدًا تم اغتيالهم خلال فترة قصيرة في هجمات نسبت إلى إسرائيل. هذا بحسب منشق سوري معارض لنظام الأسد، يدعي أنه تحدث مع مسؤول إيراني.

وبحسب المنشق السوري، فإنه بعد اغتيال رضا الموسوي في سوريا في كانون الأول/ديسمبر 2023، بدأ تحقيق مشترك بين البلدين لمحاولة تتبع الخرق الأمني المحتمل. ومع ذلك، في مرحلة معينة، اختارت إيران إجراء تحقيق مستقل مع حزب الله، في أعقاب مخاوف من تدخل المخابرات السورية في التحقيق.

وخلص التحقيق المستقل إلى أن الخروقات الأمنية التي أدت إلى الاغتيال كانت تحت غطاء سياسي وأمني رفيع المستوى، ومن غير المرجح أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد على علم بها.

وأضاف المنشق أن ما زاد الشكوك في طهران هو أن عناصر حزب الله الذين اغتيلوا في البلاد كانوا على صلة بأجهزة الأمن السورية. وكان اغتيالهم ممكنا عن طريق التجسس باستخدام التكنولوجيا المتقدمة.