إيران ..محاولة خامنئي اليائسة للسيطرة على الفوضى في داخل النظام
عقد الولي الفقیة علي خامنئي اجتماعًا مع أعضاء البرلمان الإيراني في 21 يوليو في محاولة لمعالجة الاضطراب المتزايد داخل نظامه. ودعا إلى “صوت موحد من البلاد” في ظل تسوية الغبار الناتج عن الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، والتي تركت المشهد السياسي الإيراني مليئًا بالانقسامات والصراعات المتجددة على السلطة.
عقد الولي الفقیة علي خامنئي اجتماعًا مع أعضاء البرلمان الإيراني في 21 يوليو في محاولة لمعالجة الاضطراب المتزايد داخل نظامه. ودعا إلى “صوت موحد من البلاد” في ظل تسوية الغبار الناتج عن الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، والتي تركت المشهد السياسي الإيراني مليئًا بالانقسامات والصراعات المتجددة على السلطة.
وأشعلت عملية اختيار ما يُسمى بالمجلس الاستشاري لتعيين الوزراء جولة جديدة من الصراعات بين العصابات التي تتنافس على حصة أكبر من السلطة والموارد. وتُوصف هذه الحالة بأنها نظام في حالة فوضى، حيث تمزق العصابات المختلفة النظام للحصول على المزيد من “لحم الأضحية”.
ووصلت التوترات إلى درجة أن هتافات “ظريف، ارحل!” أصبحت شائعة أثناء صلاة الجمعة. وأعربت الصحيفة المرتبطة بالحرس الإيراني عن مخاوفها، قائلة: “… تكليف قيادة هذه الانتخابات لشخص كان يعتمد يومًا ما على توقيع أمريكي لضمانات لم تتحقق، قد تسبب في قلق حقيقي بين الوطنيين الحقيقيين للنظام” ( صحیفة جوان، 20 يوليو).
وصفت الصحيفة أيضًا تكوين المجلس بأنه يتألف من “عناصر مثيرة للجدل”، متهمة إياهم بـ “تشجيع التشاؤم وتصوير الطرق المسدودة وتثبيط معنويات الشعب”، وكذلك بأنهم “متهمون وشخصيات مؤثرة في فتنة 2009″، و”عناصر رئيسية في سوء الإدارة وعدم الكفاءة في الحكومة المؤيدة للغرب”.
وفي المقابل، لم تصمت العصابة المعارضة، وأطلقت على منافسيها لقب “جليليين”، مشيرًا إليهم بعبارات مثل “التيار السلطوي الأرثوذكسي”، و”الذين يعتبرون أنفسهم هم النظام والإسلام”. علّق الأستاذ في القانون العام، علي أكبر کرجي، في مقابلة قائلاً: “تأملت في أفكار ومبادئ وتوجهات التيارات والشخصيات السلطوية، فوجدت أن معظمهم يعتبرون أنفسهم هم النظام والإسلام. بهذه الاعتقادات المطلقة، يرتكبون نوعًا من الاضطهاد المنهجي، ويؤدي هذا الآخر البغيض إلى نوع من التحرش المنهجي” (وکالة إيلنا، 20 يوليو).
وانتقد مسيح مهاجري بحدة، واصفًا الطبقة الحاكمة بـ”المنافقين” و”العطشى للسلطة”، موجهًا حديثه إلى بزشكيان: “منذ الحكومة التاسعة والعاشرة، تم ترسيخ ثلاثة أحرف دال في بلادنا: الخداع والتزوير والسرقة. هذه هي جذور كل الفساد، وحتى يتم القضاء عليها، لا يمكن لأي حكومة حل مشاكل البلاد” (مسيح مهاجري، صحیفة جمهوري إسلامي، 20 يوليو).
وتصاعدت الهجمات بين أئمة الجمعة حول ولائهم للولي الفقیة. دعا ممثل الولي الفقیة حسيني بوشهري من قم قائلاً: “نصلي أن يتمكن من اختيار زملاء يسيرون في الطريق الجهادي والقيمي مثل آية الله رئيسي” (أحمد حسيني بوشهري، 20 يوليو).
وبصراحة أكثر، تحدث ممثل خامنئي في خراسان، أحمد علم الهدى، عن “وجود اختلافات مع الولي الفقیة” محذرًا من تعيين شخص يتصافح مع وزير الخارجية الأمريكي، مما يؤدي إلى “تكديس أجهزة الطرد المركزي كعلب الصفيح وصب الخرسانة في الماء الثقيل في أراك” (تلفزيون محافظة خراسان، 19 يوليو).
وتسود هذه الفوضى بينما لم يتم بعد “مراسم التحليف” لبزشكيان من قبل خامنئي، مما يعني أنه ليس في موقع السلطة ولا خارجها تمامًا. تبعات أفعال رئيسي واضحة داخل النظام.
وفي بيان بتاريخ 7 يوليو، أشار زعيم المقاومة مسعود رجوي: “التوازن والمرحلة الجديدة في حكم الولي الفقیة أصبحت واضحة. هذا المأزق يظهر مشكلة خامنئي ويذكرنا بالمراحل النهائية للشاه. النظام مليء بالصراعات الداخلية، ونحن نرحب ترحيبا بأن يتحرك خامنئي للسماح لكلب أصفر بتولي الرئاسة من خلال التزوير بالملايين. هذه الفجوة والانقسام يساهمان في تمهيد الطريق للانتفاضة وتفكك النظام.”
باختصار، يظل المشهد السياسي الإيراني متقلبًا ومليئًا بالانقسامات، حيث تتنافس العصابات على الهيمنة بينما تبدو دعوات الولي الفقیة للوحدة أكثر يأسًا وغير فعالة.