شبان الانتفاضة یستهدفون مراکز القمع للنظام الإيراني في طهران والعديد من المدن الإيرانية
في سلسلة من العمليات المنسقة التي نفذها “شبان الانتفاضة” في عدة مدن إيرانية، صعّدت المقاومة أنشطتها ردًا على تزايد حالات الإعدام والقمع من قبل النظام الإيراني.
في سلسلة من العمليات المنسقة التي نفذها “شبان الانتفاضة” في عدة مدن إيرانية، صعّدت المقاومة أنشطتها ردًا على تزايد حالات الإعدام والقمع من قبل النظام الإيراني. واستهدفت هذه العمليات رموزًا وهياكل تابعة للنظام، وجاءت في وقت فرضت فيه الحكومة إجراءات أمنية مشددة. وتشمل هذه الأعمال تحديًا مباشرًا مثل إحراق لافتات النظام، والهجمات على المكاتب الحكومية، وتدمير منشآت مرتبطة بالحرس الإيراني (IRGC). وتأتي هذه الأعمال كرد مباشر على إعدام 11 شخصًا في 22 و23 أكتوبر 2024، بالإضافة إلى إجمالي 356 حالة إعدام منذ تولي مسعود بزشكيان الرئاسة.
وفي طهران، العاصمة، نفذ شباب الانتفاضة عملية رمزية من خلال إحراق لافتات حكومية كبيرة في عدة مناطق. هذا العمل يعكس الاستياء الواسع من جهود النظام الدعائية في قلب البلاد. تستهدف هذه اللافتات، التي تحمل رسائل الولاء للنظام وقادته، بشكل متكرر من قبل المقاومة. ومن خلال مهاجمة هذه الرموز في عاصمة البلاد، يسعى النشطاء لإيصال رسالة واضحة بالتحدي على الرغم من التواجد الأمني المكثف في المدينة.
وشهدت شيراز، وهي مدينة رئيسية أخرى، انفجارًا كبيرًا في مكاتب الحكومة المحلية في المنطقة 7. تعرض المبنى، الذي يُعتبر رمزًا للفساد وسوء الإدارة المنسوبة إلى المسؤولين المحليين من قِبَل العديد من المواطنين، لأضرار كبيرة نتيجة الهجوم. وُصِف هذا العمل بأنه رد مباشر على الاستغلال الاقتصادي للنظام للشعب والقمع المستمر. وكانت شيراز منذ فترة طويلة نقطة محورية للأنشطة المعارضة للنظام، ويؤكد هذا الحادث الأخير دور المدينة كمعقل للمقاومة.
وفي قزوين، أشعل شباب الانتفاضة النار في مركز استشاري ديني رئيسي تابع للنظام، وهو مركز مسؤول عن نشر الفكر الأيديولوجي المتطرف للنظام. وتعتبر هذه المراكز أدوات هامة في جهود الدولة للسيطرة على الفكر العام. من خلال استهداف هذا الموقع، سعت وحدات الانتفاضة إلى إضعاف تأثير النظام على القضايا الدينية والأيديولوجية في المنطقة، مما يشكل ضربة رمزية لأحد أعمدة سيطرة النظام.
وشهدت مشهد، وهي مدينة معروفة بأهميتها الدينية، أعمال تحدٍ متكررة من قبل شباب الانتفاضة. شن الشباب الشجعان هجمات على أربعة قواعد منفصلة تابعة للباسيج الإيراني. وكان من بين الأهداف وحدة باسيج طلابية مسؤولة عن قمع الاحتجاجات الطلابية وضمان سيطرة النظام على المؤسسات التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، تم إحراق قاعدتين أخريين مرتبطتين بأنشطة النظام القمعية. وتؤكد هذه الهجمات عمق المعارضة في مشهد ودور الباسيج في قمع الاحتجاجات.
وفي أصفهان، وهي مركز صناعي رئيسي، أصبحت بلدة يزدانشهر مسرحًا لنشاط شباب الانتفاضة مع إحراق قاعدة باسيج تابعة للحرس الایراني. ولعبت هذه القاعدة دورًا حاسمًا في الحفاظ على سيطرة النظام على السكان المحليين، وتدميرها يعكس استعداد الشباب المحليين لمواجهة القوات الأمنية بشكل مباشر. كانت المنطقة بؤرة اضطرابات عمالية، ويضيف هذا العمل الأخير طبقة أخرى من المعارضة على سيطرة النظام الضعيفة بالفعل على السلطة في المنطقة.
وشهدت مدن أخرى في إيران، بما في ذلك كرمان وزاهدان، أعمال تحدٍ مماثلة، حيث تم إحراق لافتات حكومية. وتسلط هذه العمليات المنسقة عبر عدة مدن الضوء على اتساع نطاق المقاومة والزخم المتزايد للحركة المعارضة للنظام. ويشير الانتشار الواسع لهذه الأعمال إلى وجود جهود منظمة ومصممة على تحدي هيمنة النظام.
وقام النظام الإيراني بزيادة الإعدامات وتشديد الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء البلاد. ومع ذلك، فإن استمرار أعمال شباب الانتفاضة يشير إلى أن هذه التدابير لم تنجح في قمع التوترات المتصاعدة. مع استمرار الإعدامات، والتي بلغت 356 حالة منذ تولي بزشكيان السلطة.
ووجه شباب الانتفاضة رسالة واضحة بأنهم سيواصلون هذا النضال حتى تحرير إيران وإسقاط هذا النظام، لأن بقاء هذا النظام في السلطة يعني استمرار تقديم الضحايا من الشعب الإيراني كل يوم، وأحكام الإعدام اليومية ستقود الشباب إلى المسلخ. هذا الجيل من المحتجين والمقاومين عازم على مواصلة الطريق نحو الحرية والعدالة، رغم كل التهديدات والقمع الذي يتعرضون له.