ليبراسيون: سقوط النظام الإيراني بعد انهيار بشار الأسد يُعتبر احتمالًا واقعيًا

أفادت صحيفة ليبراسيون الفرنسية في عددها الصادر يوم الخميس، 19 ديسمبر 2024، بأن انهيار نظام إيران بعد سقوط حكومة بشار الأسد في سوريا لم يعد مجرد سيناريو افتراضي، بل أصبح احتمالًا واقعيًا. واستندت الصحيفة في تحليلها إلى سلسلة من التطورات الإقليمية والتصريحات الدولية.

الخليج بست

أفادت صحيفة ليبراسيون الفرنسية في عددها الصادر يوم الخميس، 19 ديسمبر 2024، بأن انهيار نظام إيران بعد سقوط حكومة بشار الأسد في سوريا لم يعد مجرد سيناريو افتراضي، بل أصبح احتمالًا واقعيًا. واستندت الصحيفة في تحليلها إلى سلسلة من التطورات الإقليمية والتصريحات الدولية.

أشارت صحيفة ليبراسيون إلى خطاب ألقاه السيناتور الجمهوري تيد كروز عقب سقوط نظام بشار الأسد. في خطابه، شدّد كروز على أنه في حال عودة دونالد ترامب إلى السلطة، ستفرض الولايات المتحدة أشد العقوبات على النظام الإيراني. وستستهدف هذه العقوبات بشكل خاص موارد النظام الأساسية، لا سيما في قطاع النفط وبرامج الأبحاث النووية، مما سيمنع أي محاولة لاستمرار النظام.

ونقل كروز قوله إن النظام الإيراني “ضعيف وخائف في الوقت الحالي”. وأضاف: «الحرية في إيران قادمة، وربما بسرعة تدهش الجميع».

وأبرزت ليبراسيون أن انهيار نظام بشار الأسد، إلى جانب احتمال تفكك حزب الله في لبنان، يشكّل ضربة مباشرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأشارت إلى أن النظام الإيرانی، الذي تعرض مرتين لهجمات مباشرة ، قد تكون العضو التالي في “محور المقاومة” الذي سيشهد انهيارًا.

كما نقلت الصحيفة عن مجلة فورين بوليسي وصفها لسقوط الأسد بأنه “لحظة 1989 في الشرق الأوسط” أو “سقوط جدار برلين في الشرق الأوسط”. وأوضحت الصحيفة أن هذا التشبيه يسلط الضوء على الطابع التحويلي لانهيار الأسد وتأثيره على النظام الإيراني. وأكدت أن الولي الفقیة علي خامنئي قد عبّر عن قلقه المتزايد إزاء هذه التطورات، وهو ما ظهر بوضوح في خطابه الأخير.

وأشارت ليبراسيون أيضًا إلى الخطاب الذي ألقاه خامنئي بعد سقوط الأسد، والذي اتسم بنبرة تهديدية. قال خامنئي: «أي شخص يثبط عزيمة الشعب بتحليلاته وتصريحاته يرتكب جريمة وسيواجه العقاب». وشدّد على أهمية الحفاظ على الروح المعنوية للشعب، محذرًا من أي تصرفات قد “تضعف قلوب الناس”.

واعتبرت الصحيفة أن تصريحات خامنئي تعكس خوف النظام وعدم استقراره الداخلي. من خلال دعوته إلى الدعم الشعبي غير المشروط، يبدو أن خامنئي يواجه ضغوطًا متزايدة من الداخل والخارج.

وأكدت الصحيفة على الترابط بين التطورات الأخيرة في المنطقة، حيث يُنظر إلى سقوط الأسد باعتباره نقطة تحول حاسمة تسرّع من تراجع النفوذ للنظام الإيراني في الشرق الأوسط. واعتبرت أن اعتماد النظام الإيراني على وكلائها الإقليميين، مثل حزب الله والنظام السوري، كان لوقت طويل ركيزة أساسية في استراتيجيتها الإقليمية. ومع تآكل هذه الشبكة، تواجه طهران عزلة متزايدة على الساحة الدولية.

ورسمت صحيفة ليبراسيون صورة قاتمة لنظام يواجه تهديدات وجودية على عدة جبهات. ووصفت نقاط ضعف النظام الإيراني بأنها مزيج من العقوبات الاقتصادية، والعزلة الجيوسياسية، وتراجع الشرعية الداخلية. وأشارت إلى أن سرعة وحجم التغيرات المحتملة قد تُفاجئ حتى أكثر المحللين خبرة.

ويتفق هذا التحليل مع وجهات النظر الدولية الأوسع حول التحولات الجارية في الشرق الأوسط، حيث يُصوَّر سقوط الأسد ليس كحدث منعزل، بل كمقدمة لتحول أكبر قد يُعيد تشكيل المشهد السياسي في المنطقة بأكملها.