اللاذقية عروس الساحل السوري وجنة الله على الأرض

ليلى ظروف

متابعات

اللاذقية المدينة السوريّة التي تقع على الساحل الشرقي البحر الأبيض المتوسط ضمن شبه جزيرة بحرية على بعد حوالي 335 كم من الشمال الغربي للعاصمة دمشق وهي المنفذ الأول للبلاد على البحر المتوسط والحاضنة لأكبر مرافئها، ما أكسبها موقعًا تجاريًا فريدًا، وأغناها بالعديد من المرافق الحيوية والصناعية والتجاريّة؛ فضلاً عن ذلك فإن المدينة هي المركز الإداري لمحافظة اللاذقية.
أيضًا فإن المدينة تعتبر مركزًا سياحيًا هامًا لغناها بالمواقع الأثريّة التي يرقى بعضها إلى العصر الفينيقي، فضلاً عن المناخ المعتدل وتوفر خدمات الصناعة السياحية. كانت المنطقة التي تشغلها المدينة حاليًا مأهولة بالسكن البشري منذ العصر الحجري، وقد شهدت ازدهارًا فنيًا واقتصاديًا وثقافيًا نادرًا وظهرت من أوغاريت الأبجدية الأولى. كما كانت مركزًا هامًا في العصرين السلوقي والروماني، إلا أن وقوعها قرب الحدود مع الإمبراطورية البيزنطيّة بعد الفتح الإسلامي للشام، حوّلها لما يشبه دول الثغور، وأدى أيضًا إلى تراجع أهميتها ودورها، وما ساهم في تردي الوضع الكوارث الطبيعية والزلازل التي أصابتها، فضلاً عن الإهمال الإداري خصوصًا إبان الحكم العثماني؛ بيد أن المدينة قد أخذت أهميتها في التنامي منذ القرن العشرين، واستطاعت أن تصبح مركزًا تجاريًا وصناعيًا وثقافيًا وسياحيًا هامًا، حتى غدت مقصد حوالي نصف مليون زائر سنويًا.

تطور عدد سكان المدينة بشكل ملحوظ منذ بداية القرن العشرين بفضل تزايد أهميتها ونمو سوقها التجاري، ويبلغ عدد سكانها حسب إحصاءات 2009 650,558 نسمة، وهي مدينة متنوعة طائفيًا فهناك مسلمون علويون ومسلمون سنيّون والمسيحيون أغلبهم يتبع طائفة الروم الأرثوذكس إلى جانب أقليات أخرى؛ أما من الناحية العرقية فالعرب هم الأغلبية الساحقة مع وجود أقليات أرمنية وتركمانية. أغلب سكان المدينة متعلمون وتبلغ نسبة الأمية في المحافظة 9% أي أقل من المعدل العام في سوريا. أما النشاط الاقتصادي للسكان فهو يبدأ من خدمات الاستيراد والتصدير ومن ثم الأعمال المرتبطة بالسياحة والصناعة حيث ينشط في المدينة عددٌ من الصناعات كالسجاد والألمنيوم والإسفلت وغيرها. اختيرت قلعة صلاح الدين الأيوبي، على بعد 30 كم من المدينة، كواحدة من مواقع التراث العالمي، المحمي من
نُعتت اللاذقية بعدد وافر من الأسماء، بتطور المراحل والحقب التاريخية التي مرت عليها، ففي أيام الفينيقيين أطلق عليها اسم «أوغاريت» لكونها الضاحية الجنوبية لمدينة أوغاريت الشهيرة، وكذلك «شمرا» وأقدم من هذين الإسمين «ياريموتا» الذي ظهر في مراسلات تل العمارنة، ثم حوّل الاسم إلى «راميتا» ومعناه «المرتفعة» وسماها الفيلسوف والمؤرخ فيلون «راماثوس» وهو اسم أحد الآلهة الفينيقية. أما السكان المحليون فدعوها «مزبدا» التي تعني في العربية «زبد البحر»، بينما أطلق عليها الإمبراطور جوستيان اسم «تيودوريارس»، في حين أسماها الصليبيون «لاليش».

و تشتهر محافظة اللاذقية بجمال طبيعتها وطيبة سكانها حيث تتموضع الكثير من البلدات والقرى والمصايف في أحضان الجبال الخضراء التي تكسوها الغابات الطبيعية وأشجار الفاكهة والبساتين. في محافظة اللاذقية الكثير من الأثار والمواقع الأثرية والمدن التاريخية والقلاع على امتداد جبال اللاذقية، وبها عدد من الأنهار القصيرة والبحيرات والكثير من ينابيع المياه الطبيعية والشلالات، طبيعة خلابة في الجبال وبين الغابات وطبيعة ساحرة على شواطئ البحر المتوسط وتنتشر المنشأت السياحية والفنادق والمنتزهات في كافة المصايف الشهيرة الجبلية والساحلية وفي المدن الرئيسية، يوجد في اللاذقية مطار دولي يربط المحافظة بمطارات سورية الداخلية وعدد من بلدان العالم إضافة لوجود محطة للقطارات منها قطارات سياحية متطورة وبخدمات فندقية، وتتميز مدن ومناطق اللاذقية بمناخ معتدل صيفا بارد في الشتاء وتتساقط الثلوج على المرتفعات الجبلية.

أما أكثر الأسماء شيوعًا، وهو أصل الاسم المتداول اليوم، فهو الاسم الذي أطلقه عليها في القرن الرابع قبل الميلاد الإمبراطور سلوقس نيكاتور بعد أن جدد بنائها وهو «لاوديكيا» على اسم أمه، كما سمّى أنطاكية على اسم والده أنطوخيوس، كما سمّى أفاميا على اسم زوجته. ومن ثمّ حُرفت على نحو ما لتصبح اللاذقية أما خلال العهد الروماني سماها يوليوس قيصر في القرن الأول قبل الميلاد «جوليا»، وسماها الإمبرطور سيبتيموس سيفيروس باسمه أي «سبيتما السافريّة» غير أن الأسماء الرومانية لم تنتشر وظلّت التسمية السلوقية هي الشائعة، وعندما قامت الدولة الأموية في دمشق أطلق عليها اسم «لاذقية الشام» تمييزًا لها عن عدد من المدن التي تحمل الاسم نفسه. أما عن ألقابها فتوصف بكونها عروس الساحل