شؤون العرب والخليج
أزمة سد النهضة
إدارة بايدن على خط الأزمة المتفاعلة لسد النهضة
هل تنتهي الأزمة قريبا؟
يصل المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث إلى الخرطوم الأحد المقبل في سياق جولة إقليمية تشمل مصر وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى، حيث من المقرر أن تتصدر أزمة سد النهضة المباحثات.
وذكرت الوكالة السودانية للأنباء (سونا) الخميس أن وفدا يضم نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ونائب وزير الخارجية لشؤون المحيطات والبيئة، يرافق المبعوث الأميركي خلال الزيارة.
وأشارت الوكالة إلى أن المبعوث الأميركي سيلتقي خلال الزيارة التي تستغرق يومين، عددا من المسؤولين السودانيين لمناقشة تطورات ملف التفاوض بشأن سد النهضة ودعم الانتقال الديمقراطي.
وهذا أول تحرك أميركي في عهد إدارة جو بايدن بشأن ملف أزمة سد النهضة، وكانت الولايات المتحدة قد أبدت ترحيبا في وقت سابق بوساطة رباعية طرحتها الخرطوم وتشمل الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وتشهد أزمة سد النهضة مأزقا حقيقيا، وسط مخاوف من تصعيد، لاسيما مع بدء العد التنازلي للموعد الذي حددته إثيوبيا للملء الثاني، وهو يوليو القادم.
وتتفاوض السودان ومصر وإثيوبيا منذ سنوات حول إدارة وملء خزان سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، ولكن من دون التوصل إلى اتفاق.
وسبق وأن رعت إدارة دونالد ترامب مفاوضات بين الأطراف الثلاثة بيد أنها فشلت في تحقيق أي اختراق بسبب الموقف الإثيوبي، ما دفع واشنطن حينها إلى تعليق بعض المساعدات لأديس أبابا.
وتعتبر مصر أن سد النهضة سيؤثر على حصتها في مياه النيل، فيما تتخوف الخرطوم من سلامة السد الأمر الذي قد يشكل تهديدا خطيرا عليها، لكن إثيوبيا تصر على أن تلك المخاوف لا مبرر لها.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة التحذيرات المصرية والسودانية، لإثيوبيا من التصرف بشكل منفرد على غرار ما فعلت سابقا في الملء الأول. وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء أن سد النهضة يمثل “قضية وجودية” تؤثر على حياة الملايين من المصريين.
وأكد السيسي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البوروندي إيفاريست ندايشيمي، على رفض بلاده لأي “منهج أحادي” يسعى إلى فرض الأمر الواقع، وتجاهل الحقوق الأساسية للشعوب.
من جهتها حذرت السلطة الانتقالية في السودان من أن عملية الملء الثاني ستشكّل “تهديدا مباشرا” لأمنها القومي. وقال وزير الري السوداني ياسر عباس الشهر الماضي “إذا تم الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل، فهذا تهديد مباشر لأمننا القومي”.
وتسعى مصر والسودان إلى التوصل لاتفاق قانوني ملزم، ينظم عملية ملء وتشغيل السد، قبل البدء في الملء الثاني، لكن لا يبدو أن أديس أبابا المأزومة داخليا في وارد تعديل خططها بشأن السد، وقد صرح رئيس وزرائها آبي أحمد في وقت سابق من أنه لا نية لتأجيل الملء.