شؤون العرب والخليج
ولي العهد الأسبق الأمير الحسن ينزع فتيل الأزمة مع ولي العهد السابق
الأمير حمزة يختار التصعيد خوفا من التهميش
الحل من داخل العائلة
قالت مصادر أردنية مطلعة إن التصعيد في تصريحات الأمير حمزة بن الحسين، ولي العهد السابق، يعود إلى خوفه من أن سكوته يعني نسيانه وتهميشه، لكنه اضطر إلى قبول وساطة الأمير الحسن بن طلال الذي كلفه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالتواصل معه لنزع فتيل الأزمة.
وأشارت المصادر إلى أن الأمير حمزة شعر بأن الاهتمام الشعبي به قد تراجع بعد أن فقد صفته الرسمية في الدولة، ولهذا فهو يريد لفت الأنظار إليه.
وأضافت أن الملك عبدالله الثاني يعرف أن المسألة كلما توسعت وزاد اللغط بشأنها فإنها تمسّ الأسرة الهاشمية ومكانتها، ولهذا فقد بحث صيغة توفيقية داخل الأسرة من خلال تكليف الأمير الحسن بلقاء الأمير حمزة والتحدث إليه وفهم حقيقة القصة من عنده قبل غيره.
وقال بيان لـ الديوان الملكي مساء الاثنين إنه في ضوء قرار الملك التعامل مع موضوع الأمير حمزة ضمن إطار الأسرة الهاشمية “أوكل هذا المسار لعمه الأمير الحسن الذي تواصل بدوره مع الأمير حمزة”.
وأضاف البيان أن الأمير حمزة “أكد بأنه يلتزم بنهج الأسرة الهاشمية، والمسار الذي أوكله الملك إلى الأمير الحسن”.
وكان مسؤولون أردنيون قد أعلنوا أن جهودا تجري لتسوية الأزمة في إطار العائلة المالكة في أول خلاف صريح من نوعه منذ أعوام طويلة، غير أن الأمير حمزة غير متعاون.
ولم يظهر في كلام ولي العهد الأردني السابق ما يفيد بأنه جزء من “أي مؤامرة”، كل ما في الأمر أنه منزعج من طريقة التعامل معه بوضعه في الإقامة الجبرية. ومع ذلك فقد قال إنه لا ينوي التصعيد، وهو ما يفتح الباب أمام المساعي الهادفة إلى تطويق الموضوع داخل الأسرة الهاشمية الحاكمة في البلاد.
وقال الأمير “أنا ما بدي أتحرك عشان أبدأ أصعد هسه (الآن). بس أنا أكيد مش راح ألتزم لما يقولك ممنوع تطلع، ممنوع تغرد، وممنوع تتواصل مع الناس. وبس مسموح لك تشوف العائلة”.
وأضاف “هذا شوية يعني أتوقع إنه مش مقبول بأي شكل من الأشكال. وحاليا منتظر الفرج”.
ولا يعتبر الأمير حمزة مصدر خطر على النظام الملكي الذي يتمتع بالتأييد الكامل من الجيش والأجهزة الأمنية، لكنه يحاول كسب ود أبناء العشائر الأقل حظا الذين شعروا في السنوات الأخيرة بوطأة الانكماش الاقتصادي وعجز الدولة عن مواصلة توفير الوظائف التي كانت تستوعب لفترة طويلة أبناء العشائر في المناطق الريفية والبدوية.
وقال رئيس الأركان الأردني اللواء يوسف الحنيطي إن قوات بلاده وأجهزتها الأمنية قادرة على مواجهة “أية مساعٍ يراد بها تقويض أمن الوطن وترويع مواطنيه، وزعزعة أمن واستقرار المملكة”.
وجاءت تصريحات اللواء الحنيطي خلال مناورات للقوات المسلحة الأردنية يبدو أنها أُعدت على عجل للتأكيد على تماسك الجيش والأمن من وراء الملك. وكان الجيش حذر الأمير من تصرفات قال إنها تمس “الأمن والاستقرار” في الأردن.
وقال الأمير في التسجيل الذي ظهر بعد أن زاره رئيس أركان الجيش الأردني “الوضع صعب شوي … جاني رئيس الأركان يهدد باسم مدراء الأجهزة. أنا سجلت كلامه ووزعته لمعارفي بالخارج وأهلي على أساس إذا صار أي شيء … وبانتظار نشوف شو بدن يعملوا”.
والأمير حمزة هو الابن الأكبر للملك الراحل حسين من زوجته الملكة نور، وكانت علاقته جيدة رسميّا بأخيه الملك عبدالله وهو قريب من الناس وشيوخ العشائر.
وسمى الملك عبدالله الأمير حمزة وليا لعهده عام 1999 بناءً على رغبة والده الراحل عندما كان ابنه الأمير الحسين في الخامسة، لكنّه نحّاه عن المنصب عام 2004 ليسمي عام 2009 ابنه وليا للعهد.
ويقول مراقبون إنه حتى لو تم تطويق الموضوع داخل الأسرة الحاكمة بالنسبة إلى الأمير حمزة فإن القضية لن يتم تعويمها، خاصة أن الأردنيين ينتظرون نتائج التحقيق وكيف ستتم إحالة المسألة إلى محكمة عسكرية وإلى أي مدى يمكن أن تصل هذه المحاكمة، وما هي الجهات التي تقف وراءها خاصة في وجود اعتقالات واتهامات لشخصيات بارزة سياسيا وعشائريا ومن الصعب أن تترك الأمور دون كشف الحقائق التي تثبّت تهمة المؤامرة أو تنفيها وتكشف من وراءها محليا وخارجيا.
وتقاذفت عدة أطراف اتهامات بشأن وجود أصابع إسرائيلية وإخوانية وخليجية خلف الأنشطة التي “تستهدف أمن الأردن”. ومن شأن الغموض الذي يرافق المعطيات التي يمتلكها الأردن ويتم التكتم عليها أن يعزز هذه الأقاويل.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية السبت إن من بين المعتقلين باسم عوض الله أحد المقربين من الملك والذي شغل منصب وزير المالية، وكذلك الشريف حسن بن زيد عضو العائلة المالكة.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال الأحد إن التحقيقات كشفت “وجود ارتباطات بين باسم عوض الله وجهات خارجية (…) لتنفيذ مخططات آثمة لزعزعة الاستقرار”، دون تحديد تلك الجهات.
وأضاف أنه تم رصد اتصال “لشخص له ارتباطات بأجهزة أمنية أجنبية مع زوجة الأمير حمزة (…) يضع خدماته تحت تصرفها ويعرض عليها تأمين طائرة فورا للخروج من الأردن لبلد أجنبي”، في إشارة إلى إسرائيلي يدعى روي شابوشنيك يعيش في أوروبا وهو بعمر الأمير حمزة.
وبعد هذه الاتهامات قال شابوشنيك في بيان إنه “لم يعمل أبدا مع الموساد الإسرائيلي أو مخابرات أي دولة” وأنه فقط “صديق للأمير حمزة”.
وأضاف قائلا إنها “لمسة إنسانية”. وأوضح “دعوت زوجة الأمير وأطفالها للمجيء إلى منزلي في أوروبا”.