مجتمع الخليج بوست
التشخيص أولا..
ماهي أساس استراتيجية الإمارات في الحرب على كورونا؟
يمثّل تركيز دولة الإمارات العربية المتّحدة على عملية تشخيص الإصابة بفايروس كورونا وتسريعها مع الرفع من دقّتها وتوسيع مداها لتشمل أكبر عدد ممكن من السكّان، جزءا من الحيوية التي ميّزت أسلوب الدولة في مواجهة الوباء والحدّ من انتشاره.
وتحوّل مركز لإجراء فحوص فايروس كورونا من السيارة، أياما قليلة بعد افتتاحه في أبوظبي، إلى مقصد للكثيرين ممن يرغبون في التأكد من سلامتهم من المرض، وذلك في خدمة فريدة من نوعها في الشرق الأوسط الذي تعاني غالبية بلدانه نقصا فادحا في عملية التشخيص التي تعتبر ضرورية في تكوين صورة صحيحة عن مدى انتشار المرض، وأساسية في تحديد أساليب محاصرته وتوفير الإمكانيات اللازمة لذلك.
وجاء افتتاح المركز المذكور بالتوازي مع افتتاح مختبر فائق التطوّر لتشخيص الإصابة بالفايروس يعتبر الأضخم من نوعه خارج الصين.
ويستثني مركز الفحص في السيارة كبار السن والنساء الحوامل والذين تظهر عليهم أعراض فايروس كورونا، من دفع مبلغ 100 دولار لقاء الفحص.
ونقلت وكالة فرانس برس عينات من شهادات أشخاص استفادوا من خدمات المركز. وبين هؤلاء الذين تدفقوا على المركز في أسبوع عمله الأول، المواطن محمد عبدالله الظحناني الذي قرّر إجراء الفحص بعد أسبوعين من الحجر الصحي إثر عودته من السفر.
وجلس الظحناني داخل سيارته مع زوجته وطفليه وقد ارتدوا أقنعة طبية في انتظار موعد فحصهم الذي قاموا بحجزه مسبقا. وبعد إدخال بطاقات الهوية التابعة له ولزوجته وطفليه في القارئ الإلكتروني، اقتربت ممرضتان من السيارة لأخذ عينات منه ومن أفراد أسرته للفحص.
ولا تستغرق العملية سوى خمس دقائق. فبعد أن تقوم مُساعِدة بقياس درجة الحرارة، تأتي ممرضة وتطلب من كل فرد أن يعيد رأسه إلى الوراء قبل أخذ المسحة من الأنف.
وقال الظحناني العائد من بلجيكا مع عائلته “بقينا في الحجر الصحي لأربعة عشر يوما، والبارحة كان آخر يوم”، مضيفا “جئنا للفحص من أجل التأكد لأننا على وشك رؤية أفراد آخرين من عائلتنا”. ويشير المواطن الإماراتي إلى مركز الفحص بالسيارة قائلا إنّه “أكثر سلامة من الذهاب إلى المستشفى”. وسيكون بإمكان أسرة الظحناني الحصول على نتيجة الفحص عبر رسالة نصية خلال يومين.
ورأى عبدالله (30 عاما) أن المبادرة “مريحة وسهلة”، مضيفا “جئت لتجربتها. وتطلّب الأمر عشر دقائق”.
وأضاف “أرى أن هذا أسهل وأقل خطورة من المستشفى وهو مريح للغاية.. أجلس في سيارتي مرتاحا والمكيف يعمل ولم أشعر بأي شيء سوى وخزة بسيطة”.
وفي المركز الفريد من نوعه في الشرق الأوسط، أربعة مسارب مخصّصة لإجراء الفحوص من دون أن يكون المتقدّمون لإجراء الفحص مجبرين على الاقتراب من بعضهم البعض ودون الحاجة إلى الترجل من السيارة.
ويقدم المركز خدماته إلى حوالي 600 شخص يوميا خلال 12 ساعة عمل. ومن المقرر افتتاح مراكز مماثلة في جميع أنحاء الإمارات الأسبوع المقبل.
وكان أعلن في وقت سابق عن إنشاء مختبر متطور لتشخيص الإصابة بفايروس كورونا المستجدّ، وذلك بالتعاون بين مجموعة جي 42 الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، ومجموعة بي.جي.آي الرائدة في مجال حلول الجينوم.
ويوفّر المختبر إمكانية القيام يوميا بإجراء عشرات الآلاف من الاختبارات بتقنية “بي سي آر، آر تي” التي تعتمد على تفاعل البوليمرز المتسلسل اللحظي، لتلبية احتياجات فحص وتشخيص الإصابة بالفايروس.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إن المختبر الجديد الواقع في مدينة مصدر بإمارة أبوظبي يوفّر حلا فوريا يلبي الاحتياجات المتصاعدة لاختبارات كوفيد – 19 في الدولة، ويستفيد من تجربة الصين في مواجهة الوباء، ومن المنتظر أن يسهم في تمكين الإمارات من مواصلة المتابعة النشطة وتوفير أعلى معدلات الفحص قياسا بعدد السكان على مستوى العالم، وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
ونقلت الوكالة عن بينج شياو الرئيس التنفيذي لمجموعة جي 42 قوله “بفضل القدرات التشخيصية الفائقة للمختبر سيوفر النطاق والقوة اللازمين لتمكين سكان دولة الإمارات من الحصول على أكثر الاختبارات موثوقية لتفاعل سلسلة البوليمرز”.
ومن شأن قدرات التشخيص الجديدة أن تساعد على تسريع وتيرة الاستجابة واحتواء وباء كورونا ومنع انتشاره، وذلك عبر تسريع عمليات التشخيص والكشف عن الحالات المشتبه بإصابتها وتخريج المرضى المتماثلين للشفاء، وفحص المخالطين والمجموعات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
ويعتزم المختبر المتطوّر منح الأولوية لإجراء الاختبارات في دولة الإمارات، لكنه قد يوسع نطاق عمله لاستقبال العينات من المناطق المجاورة. وعلاوة على ذلك، يخطط الشريكان في إنشائه لتفعيل منظومة رائدة لرصد تحولات الفايروس وتعزيز القدرة على الكشف عن مسببات الأمراض الجديدة مستقبلا من خلال الاختبارات التسلسلية المتقدمة.