تقارير وتحليلات
معركة البيضاء..
الجيش اليمني يدحر الحوثي وإيران تدعم ميليشياتها
"أرشيفية"
خلال الأيام القليلة الماضية، اشتدت حدة المعارك الدائرة في محافظة البيضاء وسط اليمن، بين ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران وقوات الجيش الوطني اليمني مسنودًا بدعم المقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، ونجم عنها إلحاق مزيد من الخسائر في صفوف الحوثي الانقلابي الذي خسر أبرز وأهم قاداتها في تلك المعارك
مما دفعها لإعادة تشكيل قياداته مرة أخرى، كي يتمكنوا من السيطرة على تلك المحافظة التي تمثل أهمية استراتيجية نظرًا لموقعها المتوسط بين مناطق النفوذ والسيطرة.
خسائر حوثية
وحول آخر الخسائر التي أعلنت عنها ميليشيا الحوثي في 11 يوليو 2021، مقتل 20 قياديًّا عسكريًّا في معارك البيضاء بجبهة الحازمية بمديرية الصومعة ومديرية الزاهر بآل حميقان، كان من بينهم «صالح الوهبي» قائدها وراجلها العسكري الأول في محافظة البيضاء، الأمر الذي شكل ضربة موجعة للانقلابين، وفقًا لوسائل إعلام يمنية.
يأتي هذا في ظل تقدم القوات المشتركة اليمنية وتمكنها من السيطرة على مواقع عدة بمناطق مختلفة بالبيضاء، واستعادة ثماني مديريات شرق البيضاء، في تحول لمسار المعارك الذي تحكم فيه الحوثيون لأكثر من شهر، خاصة بعد سيطرت القوات اليمنية أيضًا على مرتفعات في مديرية الزاهر والأطراف الشرقية لمديرية البيضاء، مركز المحافظة، وهذه المرتفعات ذات أهمية استراتيجية، والسيطرة عليها كان بمثابة صدمة للحوثيين.
أوامر حوثية
وفي ظل انتصارات الجيش اليمني المتتالية، تراجع الانقلابين وانتقلوا من مرحلة الهجوم إلى الدفاع، بل أن مواقع إعلام تابعة للحوثي، كشفت اليوم الأحد 11 يوليو 2021، أن «عبد الملك الحوثي» زعيم الميليشيا، أصدر أوامر إلى قياداتها لإعادة تشكيل صفوفهم مرة أخرى من أجل إشعال الصراع في البيضاء والتمكن من مقاومة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تلك المحافظة.
وتجدر الإشارة أن مصادر مقربة من الحوثي، كشفت عن غضب «عبد الملك الحوثي» من الخسائر المتلاحقة التي تكبدوها، مما دفعه أيضًا لمطالبه القيادات الجدد بحشد المزيد من المقاتلين والدفع بهم إلى جبهات البيضاء للحفاظ عليها من السقوط، بل وتلقي شيوخ القبائل بتلك المحافظة تهديدات جمة من الحوثي، الذي طالبهم بالوقف بجانب مسلحيها والتخلي عن مساندة قوات الجيش الوطني، مبينة أن الحوثي يعي تمامًا أن تلك المحافظة هي من تحدد مصيره في اليمن من عدمه.
ونتيجة لما تقدم، أفاد عدد من المحللين السياسيين اليمنيين، أن تمكن الجيش اليمني من السيطرة بشكل كبير على محافظة البيضاء، في ظل استمرار قوات التحالف العربي من جهة أخرى بتوجيه وصد ضربات لميليشيا الحوثي، يُسهم في اقترب القوات اليمنية من تحقيق النصر على تلك الميليشيا، خاصة بعد فقدنها لمعدات جمة وأموال باهظة وقيادات هامة فُقدت في تلك المعارك.
دعم إيراني
ولكن من ناحية أخرى، كشف عدد من المحللين أن إيران لن تترك ميليشياتها في اليمن تعاني، رغم الاقتصاد الإيراني المنهار، إلا أن نظام الملالي سيحاول خلال الأيام القادمة مساندة الانقلابين، وإمداده بجميع الأدوات اللازمة التي تمكنه من مواجهة قوات التحالف والجيش الوطني، إذ إن إيران لن تترك مخططها الهادف للسيطرة على اليمن يضيع هباءً.