تقارير وتحليلات

بعد عام من الزحف نحو العاصمة

الجيش الليبي يستعيد الكرامة الليبية وتركيا توقف الطوفان

الجيش الليبي

وكالات

في الرابع من أبريل 2019 انطلقت عملية «طوفان الكرامة»، التي شنها الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة من الميليشيات الإرهابية، وعلى رأسها ما تسمى بـ«حكومة الوفاق»، ومرّت العملية- على مدار عام مضى-  بالكثير من المعارك الميدانية التي كان الانتصار العسكري حليفًا في أغلبها للجيش الليبي، مقابل إخفاقات وتراجعات تكتيكية عقب التدخل التركي السافر في ليبيا وحشد المرتزقة لمساندة ميليشيا الوفاق؛ إذ لايزال الإعلان النهائي عن تحرير العاصمة لم يتحقق إلى الآن بسبب تغيير الكثير من الأمور الداخلية لا سيما الدعم التركي الذي أطال أمد الحرب وأدى إلى غياب الحسم النهائي لها.

 

مراحل الطوفان

 

في أبريل 2019، أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، بدء عملية طرابلس لتحرير العاصمة، حيث شنت قواته هجومًا للسيطرة على العاصمة، عقب تنفيذ وحداته في يناير 2019، عملية تأمين مناطق الجنوب الليبي، إذ أعلن اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي –آنذاك- تقدم قواته  نحو العاصمة ووصل إلى المدينة، وسيطر على عدة مدن، مضيفا أن العملية العسكرية هدفها استقرار ليبيا وسلامة المواطنين؛ لافتًا إلى أن العمليات العسكرية انطلقت من قاعدة الجفرة وأن قوات الجيش دخلت مناطق «قصر بن غشير ووادي الربيع وسوق الخميس»، وتقدمت إلى مدينتي «غريان والعزيزية».

بدأت المرحلة الأولى من العملية بشكل متسارع، وحقق على أثرها الجيش الليبي نجاحات عدة، كان من بينها فتح ثمانية محاور جنوب طرابلس، أبرزها وادي الربيع وطريق المطار وخلة الفرجان والسبيعة، بالإضافة إلى دخول مدن «صبراتة، صرمان، غريان، وترهونة» إذ تعد مدنًا رئيسية وتمثل حدود العاصمة.

 في خضم المعارك الضارية آنذاك، انطلقت المرحلة الثانية من معركة التحرير في مطلع مايو 2019، وكان الهدف الأساسي منها هو دمج ومشاركة كتائب من المنطقة الغربية في العملية، إذ شاركت خلالها عدة قبائل منها «ترهونة وورشفانة والعزيزية»، إذ استهدفت تلك المرحلة بعد دمج الكتائب استنزاف الميليشيات الإرهابية والسيطرة الكاملة على مواقعها، من قبل الكتائب عقب إمدادهم بالتعزيزات العسكرية اللازمة لتحرير طرابلس؛ حيث حررت وحدات الجيش عدة معسكرات مهمة، أبرزها معسكر اليرموك الواقع في منطقة الخلة جنوب طرابلس أكتوبر 2019، والذي كان يعد ثكنة عسكرية مهمة بمحور صلاح الدين الذي يوصل إلى قلب طرابلس من الجهة الجنوبية، كما تقدمت القوات لأول مرة في اليوم نفسه إلى مبنى الجوازات بالمحور ذاته، إضافة إلى قيام الجيش الليبي بربط المحاور ببعضها من أجل الوصول إلى نقاط التماس بين القوات، والتي كان آخرها السيطرة على المحور الرابط بين مدينة العزيزية وطرابلس في نوفمبر 2019، ومحور «الهيرة» الرابط بين منطقة العزيزية ومدينة غريان.

 

تقدم الجيش الليبي

لم يتوقف تقدم الجيش الليبي عند هذا الحد، بل سيطرت قواته في ديسمبر 2019، على مواقع استراتيجية وسط العاصمة من بينها معسكر حمزة المعروف بـ«معسكر 301»، ومعسكر «التكبالي» ومنطقة «التوغاز» شمال غرب طرابلس، إضافة إلى السيطرة في يناير 2020 على واحدة من أهم المدن الليبية الاستراتيجية في المعارك والمعقل السابق لتنظيم داعش الإرهابي، مدينة سرت الساحلية، ومطار قاعدة القرضابية الدولي وميناء سرت التجاري، إذ يُعد المطار والميناء من أهم المنافذ الرئيسية لليبيا على العالم.

وعلى أثر السيطرة على مدينة سرت، اتجه الجيش الليبي إلى مصراتة، وفتح محاور جديدة بداخلها، أبرزها «بوقرين والهيشة والوشكة» التي تعتبر أكبر وأهم المدن الداعمة للميليشيات الإرهابية والتي تحتوي على ميناءين بحري وجوي، يستخدمان لاستجلاب السلاح والمرتزقة من تركيا.

 

أردوغان ينقذ الإرهابيين

في الوقت الذي حقق فيه الجيش الليبي مكاسب ميدانية واسترداد مواقع استراتيجية، كادت تحقق الحسم النهائي لصالحه لاستعادة العاصمة الليبية، استنجدت ميليشيا الوفاق براعي الإرهاب في الشرق الأوسط، وحليفها الأهم، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اشترط- أولا قبل التدخل-  توقيع مذكرة تفاهم –مثيرة للجدل- مع حكومة السراج، في نوفمبر 2019، الأمر الذي أدى إلى انتقال تركيا من مرحلة الدعم اللوجيستي للوفاق، إلى مرحلة الدعم بالعتاد والسلاح، علاوة على الدعم العسكري المباشر بإرسال ضباط أتراك لتدريب الميليشيات الارهابية، ثم الدفع بعد ذلك بالآلاف من الإرهابيين المرتزقة العاملين في الفصائل السورية الموالية لأنقرة؛ إذ مثّل هذا التدخل نقطة إضافية لتراجع شرعية حكومة الوفاق والالتفاف حول الجيش الليبي في معركة استعادة بسط سلطته على كامل الأراضي الليبية.

 

دور القبائل الليبية

القبائل الليبية شرق وجنوب ليبيا، أقدمت في منتصف يناير 2020، على أثر هذا الأمر بإيقاف صادرات النفط من موانئ «البريقة وراس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة» شرق ليبيا، احتجاجًا على استخدام حكومة السراج عوائد النفط لجلب ودفع رواتب المرتزقة السوريين، والمطالبة بإنهاء الوجود التركي في ليبيا.

ودفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمزيد من المرتزقة إلى ليبيا لدعم ميليشيا حكومة الوفاق في طرابلس ضد قوات الجيش الوطني الليبي، وقام بإرسال دفعات من المرتزقة السوريين المتطوعين في الفصائل المدعومة من أنقرة، وعلى رأسهم فصائل «لواء المعتصم، وفرقة السلطان مراد، ولواء صقور الشمال، والحمزات، وسليمان شاه»،  والتي كان آخرها وصول دفعة السبت 11 أبريل 2020 مؤلفة من  300 عنصر من فصائل «السلطان مراد، ولواء صقور الشمال، وفيلق الشام»، إضافة إلى دفعة أخرى تتكون من 150 مقاتلًا من «السلطان مراد» احتشدت من مركز مدينة عفرين، وتوجهت بواسطة حافلات نقل تركية إلى الحدود، بجانب مجموعات أخرى تضم العشرات من مدينتي جرابلس والباب إلى نقطة التجمع في منطقة حوار كلس وصلوا جميعهم إلى ليبيا، لدعم ميليشيا الوفاق؛ حيث وصل عدد الذين توجهوا إلى ليبيا بما يقرب من 5 آلاف مرتزق، بينما وصل عدد المجندين داخل المعسكرات التركية لتلقي التدريب استعدادًا لنقلهم إلى ليبيا ما يقرب من 1950، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

هدنة وهمية

 

أعلن الجيش الوطني الليبي في 12 يناير 2020، قبوله للهدنة مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، بعد مساعٍ دولية، مع احتفاظه بحق الرد على أي خروقات، وأن محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة ليس له علاقة بأي قرار لوقف إطلاق النار مع المليشيات، الأمر الذي على أثره تم عقد مؤتمر برلين في 19 يناير 2020 حول ليبيا، وشاركت فيه وفود دولية عديدة دعا لتثبيت وقف إطلاق النار والتصدي للمرتزقة والإرهابيين وتهريب السلاح، إلا أنه بالرغم من التوصيات التي خرج بها مؤتمر برلين لوقف إطلاق النار وحظر توريد السلاح إلى ليبيا والدعوة إلى تشكيل لجنة دولية لإنهاء النزاع، تجاهلت تركيا الإرادة الدولية واتفاق برلين وخرقت جميع بنود الاتفاق؛ حيث أمطرت طرابلس بشحنات أسلحة متطورة، بالإضافة إلى إرسال المزيد من المرتزقة إلى ليبيا.

استمرت الخروقات متواصلة من قبل الميليشيات المدعومة بالمرتزقة؛ حيث استطاع الجيش الوطني الليبي من منطلق حق الرد على خروقات الميليشيات من تحرير العزيزية، مفتاح تحرير طرابلس، في 2 مارس الماضي، والسيطرة على مقر اللواء الرابع أحد أكبر المواقع العسكرية جنوب غرب العاصمة،

فيما واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق هجماتها الاستفزازية؛ حيث شنت هجومًا مفاجئًا على قاعدة الوطية العسكرية في منتصف مارس 2020؛ وذلك بالرغم من استجابة الجيش الوطني الليبي لدعوة بعثة الأمم المتحدة، ودول غربية وعربية بالوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء العمليات العسكرية لأغراض إنسانية، وفي مقدمتها مواجهة وباء فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد-19).

 

معارك متواصلة

 

كما تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين قوات الجيش وعناصر من ميليشيا الوفاق، الإثنين 13 إبريل 2020، حيث أعلنت الأخير سيطرتها على مدينة «صرمان» الساحلية الواقعة غرب العاصمة طرابلس، بعد هجوم جوي مفاجئ بالطيران المسير التركي، وفتح محور جديد للقتال لاستعادة مدينة صبراتة، إذ اقتحمت فصائل الوفاق مدينة صرمان، وسيطرت على المقار الأمنية وعلى السجن وكذلك على مجمع المحاكم وسط المدينة، بعد مواجهات عنيفة مع قوات الجيش الليبي بإسناد من الطيران المسير التركي.

وكان الجيش الوطني الليبي يسيطر على مدينتي صرمان وصبراتة منذ بداية العملية العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس، في الرابع من شهر أبريل من العام الماضي.

في المقابل، أكد الجيش الوطني الليبي، أن ما حدث من قبل ميليشيا الوفاق ليس إلى البداية، متوعداً بقلب الموازين رأسًا على عقب لاستعادة المدينتين من الميليشيات الإرهابية.

 

أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ينتقدون إدارة بايدن لعدم تنفيذ العقوبات ضد النظام الإيراني


أسباب تبوء المغرب الرتبة السادسة عربيا و74 عالميا في تقرير الأمان العالمي


إيران .. عامان على إنتفاضة 2022 التي مازالت تهدد نظام الملالي


خطاب في مجلس حقوق الإنسان: تصاعد الإعدامات والإفلات من العقاب في إيران