تقارير وتحليلات
صحف..
اتحاد الشغل يستعجل استبعاده نهائيا: الحوار يجب أن يكون بلا شروط
"أرشيفية"
عاد الاتحاد العام التونسي للشغل إلى التصعيد ضد الرئيس قيس سعيد، وهو ما ينظر له مراقبون على أنه اختبار صبر للرئيس وتحد له سيقود إلى استبعاد الاتحاد نهائيا -كما جرى مع حركة النهضة- من الحوار الوطني المرتقب.
وقال الأمين العام للاتحاد نورالدين الطبوبي الأربعاء “الاتحاد يضغط من أجل أن يكون الحوار بدون شروط مسبقة. يجب ألا يستند إلى نتائج المشاورات الإلكترونية كما أعلن الرئيس”.
وكان الرئيس سعيد قال الأسبوع الماضي إن الإصلاحات التي سيشملها الحوار الوطني يجب أن تستند إلى نتائج الاستشارات عبر الإنترنت التي شارك فيها 500 ألف شخص فقط في البلد البالغ عدد سكانه 12 مليونا.
موقف الطبوبي يشير إلى عودته للتصعيد مع الرئيس سعيد في تكرار لأخطاء حركة النهضة الإسلامية ورئيسها راشد الغنوشي
وقال أيضا إن التونسيين سيصوتون في الانتخابات البرلمانية المقبلة في ديسمبر على الأفراد وليس القوائم مثلما حدث في الانتخابات السابقة، وهو أحدث قرار أحادي الجانب لقيس سعيد.
ويشير موقف الطبوبي المعلن عنه الأربعاء إلى عودته للتصعيد مع الرئيس سعيد في تكرار لأخطاء حركة النهضة الإسلامية ورئيسها راشد الغنوشي، وفقا لما قالته أوساط سياسية تونسية.
ويراوح الطبوبي منذ فترة مواقفه تجاه الرئيس سعيد بين التصعيد والمهادنة، في خطوات يرجعها مراقبون محليون إلى النهج السياسي الذي اختاره الرئيس سعيد في التعامل مع بقية الأطراف التونسية.
وكان الطبوبي، الذي التقى الرئيس سعيد مؤخرا مع بقية أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجدد، قد عاد إلى مهادنة الرئيس سعيد في وقت سابق، في محاولة للتقرب من مسار الخامس والعشرين من يوليو الذي يقوده قيس سعيد.
وقال الطبوبي إن “مشروع الخامس والعشرين من يوليو هو مشروع فئة واسعة من الشعب، وليس مشروع شخص أو فئة ضيقة”، مؤكدا أن فئة واسعة من الشعب قالت يوم الخامس والعشرين من يوليو الفائت كفى عبثا بتونس، وإن مواقف الرئيس سعيّد حول المسائل الاجتماعية لا تختلف عن مواقف الاتحاد.
وأوضح الطبوبي أن “ما حصل أمر طبيعي ونتيجة لتراكمات طويلة لعشرية كاملة، وأن من قاد التحركات هم النقابيون والنقابيات، والانتفاضة الشعبية الطوعية حصلت باعتبار أن الناس ضجرت من المشهد السياسي آنذاك”، مشيرا إلى أن “البعض لم يفهم حدود الديمقراطية”.
وذكر أن “موقف الاتحاد كان واضحا من الخامس والعشرين من يوليو وسيكون دائما إلى جانب الشعب”، مستدركا بأنه لا يعطي صكا على بياض لأي كان.
تونس تسعى إلى تهدئة المخاوف الغربية: الديمقراطية خيار شعبي لا رجعة فيه
واعتبر أن الرئيس سعيّد كان واضحا في تمشيه، وأنه أعلن عن خارطة طريق، وأنه بصدد تنفيذها، مذكرا بأنها تتضمن بعد الاستشارة استفتاء وانتخابات تشريعية.
وقال الطبوبي إن لقاءاته برئيس الجمهورية تؤكد له تبنيه للمطالب النقابية، مضيفا أن قيس سعيّد تبنى الخطوط الحمراء التي وضعها الاتحاد. وأكد أن الرئيس التونسي يتفهم ويتبنى مطالب النقابيين في ما يتعلق برفض التفويت في المؤسسات العمومية ورفع الدعم.
ويعكس ذلك وفقا لمراقبين ارتباكا من الطبوبي في التعامل مع مجريات الأحداث وخاصة عدم إدراكه أن الأمر تغير في العلاقة مع السلطة التنفيذية حيث بات الرئيس سعيد يتجاهل أي ضغوط مهما كانت. ولوح الطبوبي مرارا بالقيام بإضرابات من شأنها أن تعمق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وبالفعل شنت عدة نقابات منضوية تحت الاتحاد الذي يقوده الطبوبي إضرابات في قطاعات حساسة على غرار البريد، ما عطل شؤون التونسيين لعدة أيام، لكن الرئيس سعيد لم يرضخ لتلك الضغوط.
ويتذرع الاتحاد بأن هناك مطالب اجتماعية تشمل زيادات في الأجور وغيرها، في خطوة قال مراقبون إنها لا تراعي الظرفية الصعبة التي تمر بها البلاد.