تقارير وتحليلات
الإرهاب في زمن الجائحة
قلق أممي من تزامن العمليات الدموية مع تفشي كورونا
حالة من القلق الكبير، انتابت الأوساط الدولية، جراء تزامن العمليات الإرهابية في أفريقيا بمنطقة دول الساحل والصحراء، مع تفشي وباء فيروس كورونا المستجد في المنطقة.
قلق اممي
من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الخميس 11 يونيو 2020، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، من مغبة استغلال الجماعات الإرهابية جائحة كورونا لتأجيج العنف في مجموعة دول الساحل الإفريقي.
وقال إن الجماعات الإرهابية تستغل جائحة كورونا الحالية في تأجيج العنف بين المجتمعات المحلية في مالي وبقية دول الساحل الخمس التي تضم إلى جانب مالي كلا من النيجر وتشاد وبوركينا فاسو وموريتانيا.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء الوضع الحالي في مالي حيث "قُتل خلال الفترة الماضية 128 من بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) نتيجة لأفعال خبيثة ولم يُحاسب أي من مرتكبي تلك الجرائم حتى الآن».
مطالب بالمحاكمة
وتابع عبر تقنية الفيديو لأعضاء المجلس: «لابد من تقديم مرتكبي الجرائم ضد حفظة السلام إلى العدالة، ويتعين على السلطات المحلية في البلاد بذل المزيد لإثبات التزامها في هذا الصدد، وتمكين البعثة من تحقيق أهدافها الإستراتيجية الموكلة إليها».
وتابع: «شعرت بالفزع من مزاعم عمليات القتل والإعدام بإجراءات موجزة لما لا يقل عن 38 مدنيًّا على أيدي القوات المسلحة المالية في قريتين بمنطقة موبتي (وسط) نهاية الأسبوع الماضي، وإني أحث السلطات على بذل قصارى جهدها لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم الشنيعة».
كما أعرب في إفادته عن القلق العميق إزاء الأوضاع الإنسانية في مالي. وقال إنه «توقع أن يرتفع عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة إلى خمسة ملايين شخص في الأشهر المقبلة، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا والآثار المزعزعة للاستقرار لفيروس كورونا».
حزم الدعم الشامل
وشدد على ضرورة استمرار دعم دول منطقة الساحل قائلا: «يظل دعم دول منطقة الساحل أمرًا حيويًّا وأكرر دعوتي للحصول على حزمة دعم شاملة وأدعو أيضًا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم المبادرات الإقليمية بما في ذلك الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي».
ومن جانبه، عقد قادة أركان الجيوش في دول مجموعة الخمس في الساحل والشركاء في المنطقة اجتماعًا الخميس 11 يونيو 2020، عبر تقنية الفيديو، بهدف تقييم الأوضاع الأمنية واستعراض الإنجازات التي تحققت ودراسة السبل الكفيلة بضمان انتهاج تعاون أفضل وتنسيق أكثر إحكامًا بين الدول والشركاء.
وأفاد قائد الأركان العامة للجيوش الموريتاني الفريق محمد ولد بمب ولد مكت، أن هذا الاجتماع يأتي في ظرف خاص يتميز بوضعية صحية بسبب تفشي فيروس كوفيد 19؛ ما يعرض سكان المنطقة للمزيد من الهشاشة.