لعلع صوته في بيروت معتقداً أنه سيهز العالم، ولكنه بدلاً من ذلك زاد من الانهيار الاقتصادي اللبناني ورفع سعر الدولار من 4 آلاف ليرة إلى 6 آلاف دفعة واحدة. إنه حسن نصر الله زعيم ميليشيات حزب الله، المختبئ في مكان ما، يطلق تصريحاته المهددة بالقتل والدمار، فيدمر ما تبقى من الاقتصاد اللبناني.
لحظة تاريخية ومصيرية يعيشها اللبنانيون، الصورة نفسها عاشوها في أسوأ أيام الحرب الأهلية، حين كان ميشال عون يجلس في قصر بعبدا رئيساً لحكومة عسكرية، يرفض الحل السياسي الذي وضع في اتفاق الطائف، عشية استحقاقات كبرى في العالم منها تفكك الاتحاد السوفياتي، ودخول صدام حسين إلى الكويت وقيام التحالف الدولي، ودخول منظمة التحرير الفلسطينية على طريق الحل والعودة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
واليوم المرحلة التاريخية نفسها، ضغوط دولية وزيادة بالعقوبات على إيران، وملاحقة لملفها النووي، وتغيرات تعصف بالعالم من وباء كورونا إلى الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وأزمات أوروبية، فيما يغرق حزب الله أكثر في ملفات تخريب من لبنان واليمن إلى العراق وسوريا.
تأزيم الخلاف
التصريحات العالية الصوت التي أطلقها نصر الله جاءت بينما أفلت عناصره في شوارع بيروت، بعضهم يقف على مداخل مناطق سيطرته وآخرين عملوا على تخريب ما أمكنهم من شوارع ومؤسسات تجارية في العاصمة وطرابلس، فيما لم تزد تصريحاته إلا فجوة الخلاف الداخلي، وهي لم تكن في السابق ولا في الوقت الحالي تشكل نقطة إجماع لبناني، سواء عند من رفع الصوت كاسراً المحرمات، أو عند من لا يزال يخضع لمعادلة القوة على قاعدة "اجلس وانتظر مرور جثة عدوك" كما قالها سابقاً الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وهي الفئة الأكبر من اللبنانيين.
ولكن نصر الله لم يعتد أن يقارع طواحين الهواء، وخصوصاً أن إيران لم تطلب منه إشعال المنطقة الجنوبية في حرب جديدة ضد إسرائيل، وفي الداخل ليس هناك من قوة سياسية كبيرة تقارعه إلا المحتجين في الشارع الذين وجد فيهم ألد أعدائه، فأفلت عليهم عناصره.
خطاب تهديد
الميليشيات خلال الأشهر الماضية عادت إلى استعمال مفهوم التهرب من الضغوط التي تتعرض لها بالتشدد على الداخل اللبناني. ومقابل حصاره عبر قوانين بالولايات المتحدة وأوروبا وفي الدول العربية، يدفع حزب الله بميليشياته، ويرفع خطاب التهديد الداخلي بالقتل، وصولاً إلى قضم مالية الدولة وما تبقى في مصرف لبنان من ودائع بالعملة الأجنبية التي عمل اللبنانيون على جمعها طوال عقود.
والهروب إلى الأمام صفة أخرى تنتهجها الميليشيات، وجديدها دعوة وجهها الرئيس اللبناني ميشال عون للقاء وطني يعقد "للتباحث والتداول في الأوضاع السياسية العامة والسعي للتهدئة على الصعد كافة بغية حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وتفادياً لأي انفلات قد تكون عواقبه وخيمة ومدمرة للوطن، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، التي لم يشهد لبنان مثيلاً لها".
تهرب جديد
هذه الصيغة الطويلة للدعوة وصفتها أحزاب المعارضة بتهرب جديد من المسؤولية التي يتحملها حزب الله، حيث عقدت سابقاً عشرات اللقاءات لبحث استراتيجية الدفاع الوطني، وكان لحزب الله الدور التفجيري دائماً فيها، وحين التزم رئيس كتلة الميليشيات النيابية أمام الرئيس السابق ميشال سليمان بعدم التدخل في الحرب السورية وتحييد لبنان عن أزمات المنطقة تحت مسمى "اتفاق بعبدا"، خرج بعد ساعات ينفي تعهداته، ويكذب توقيعه على الأوراق الرسمية.
لحظة تاريخية ومصيرية يعيشها اللبنانيون، الصورة نفسها عاشوها في أسوأ أيام الحرب الأهلية، حين كان ميشال عون يجلس في قصر بعبدا رئيساً لحكومة عسكرية، يرفض الحل السياسي الذي وضع في اتفاق الطائف، عشية استحقاقات كبرى في العالم منها تفكك الاتحاد السوفياتي، ودخول صدام حسين إلى الكويت وقيام التحالف الدولي، ودخول منظمة التحرير الفلسطينية على طريق الحل والعودة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
واليوم المرحلة التاريخية نفسها، ضغوط دولية وزيادة بالعقوبات على إيران، وملاحقة لملفها النووي، وتغيرات تعصف بالعالم من وباء كورونا إلى الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وأزمات أوروبية، فيما يغرق حزب الله أكثر في ملفات تخريب من لبنان واليمن إلى العراق وسوريا.
تأزيم الخلاف
التصريحات العالية الصوت التي أطلقها نصر الله جاءت بينما أفلت عناصره في شوارع بيروت، بعضهم يقف على مداخل مناطق سيطرته وآخرين عملوا على تخريب ما أمكنهم من شوارع ومؤسسات تجارية في العاصمة وطرابلس، فيما لم تزد تصريحاته إلا فجوة الخلاف الداخلي، وهي لم تكن في السابق ولا في الوقت الحالي تشكل نقطة إجماع لبناني، سواء عند من رفع الصوت كاسراً المحرمات، أو عند من لا يزال يخضع لمعادلة القوة على قاعدة "اجلس وانتظر مرور جثة عدوك" كما قالها سابقاً الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وهي الفئة الأكبر من اللبنانيين.
ولكن نصر الله لم يعتد أن يقارع طواحين الهواء، وخصوصاً أن إيران لم تطلب منه إشعال المنطقة الجنوبية في حرب جديدة ضد إسرائيل، وفي الداخل ليس هناك من قوة سياسية كبيرة تقارعه إلا المحتجين في الشارع الذين وجد فيهم ألد أعدائه، فأفلت عليهم عناصره.
خطاب تهديد
الميليشيات خلال الأشهر الماضية عادت إلى استعمال مفهوم التهرب من الضغوط التي تتعرض لها بالتشدد على الداخل اللبناني. ومقابل حصاره عبر قوانين بالولايات المتحدة وأوروبا وفي الدول العربية، يدفع حزب الله بميليشياته، ويرفع خطاب التهديد الداخلي بالقتل، وصولاً إلى قضم مالية الدولة وما تبقى في مصرف لبنان من ودائع بالعملة الأجنبية التي عمل اللبنانيون على جمعها طوال عقود.
والهروب إلى الأمام صفة أخرى تنتهجها الميليشيات، وجديدها دعوة وجهها الرئيس اللبناني ميشال عون للقاء وطني يعقد "للتباحث والتداول في الأوضاع السياسية العامة والسعي للتهدئة على الصعد كافة بغية حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وتفادياً لأي انفلات قد تكون عواقبه وخيمة ومدمرة للوطن، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، التي لم يشهد لبنان مثيلاً لها".
تهرب جديد
هذه الصيغة الطويلة للدعوة وصفتها أحزاب المعارضة بتهرب جديد من المسؤولية التي يتحملها حزب الله، حيث عقدت سابقاً عشرات اللقاءات لبحث استراتيجية الدفاع الوطني، وكان لحزب الله الدور التفجيري دائماً فيها، وحين التزم رئيس كتلة الميليشيات النيابية أمام الرئيس السابق ميشال سليمان بعدم التدخل في الحرب السورية وتحييد لبنان عن أزمات المنطقة تحت مسمى "اتفاق بعبدا"، خرج بعد ساعات ينفي تعهداته، ويكذب توقيعه على الأوراق الرسمية.