شؤون العرب والخليج

الأردن يريد ناتو عربيا للتصدي للخطر الإيراني ويتودد لطهران في نفس الوقت

رسائل متناقضة من الأردن إلى إيران وعنها

البحث عن دور إقليمي ولو بمواقف متناقضة

عمان

 قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة الأحد إن بلاده تسعى لعلاقات جيدة مع إيران، ولم تتعامل معها يوما واحدا على أنها مصدر تهديد للأمن القومي، في موقف يتناقض كليا مع مساعي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي يدعو إلى ناتو عربي لمواجهة إيران.

وقال متابعون للشأن الأردني إن عمان تحرص على أن تلعب أدوارا متقدمة في الملفات الإقليمية، مثل ملف السلام مع إسرائيل أو مواجهة إيران، لكن حين يقابل حماسها ببرود إقليمي تغير مواقفها وتشكك بإمكانية السلام، من ذلك مواقفها التي تلت موجة السلام الجديد بين دول عربية وإسرائيل، وقمة النقب في مارس الماضي.

وأشار المتابعون إلى أن دعوة العاهل الأردني إلى ناتو عربي يتعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة لمواجهة إيران لم تقابل بالحماس الذي يتوقعه لدى إسرائيل كما لدى الدول الخليجية، وهو ما قد يكون أشعر الأردنيين بالخيبة في الوقت الذي كانوا يأملون فيه الركوب على الفكرة وتسويقها وكأنها مبادرة أردنية تم تبنيها إقليميا.

وتساءل هؤلاء كيف يمكن أن يلعب الأردن دورين متناقضين؛ من ناحية يدعو إلى ناتو إقليمي لمواجهة إيران، وفي نفس الوقت يتودّد لها، ما يفتح أمامه فرص الاستفادة من نفوذها الإقليمي وخاصة في العراق بحثا عن مخرج للمملكة الهاشمية من أزمتها الاقتصادية وارتفاع فاتورتي الطاقة والغذاء.

ويشكو الأردنيون من تهميش دورهم الإقليمي في السنوات الأخيرة، ومن البرود في العلاقات الأردنية – الخليجية، وخاصة مع السعودية، وهو برود لم تبدده الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى عمان، والتي لم تصدر عنها وعود قاطعة بشأن الدعم السعودي لعمان.

وكانت عمّان تراهن على زيارة ولي العهد السعودي للحصول على دعم قوي تحتاجه لمواجهة أزمات معقدة بعضها مزمن، وبعضها الآخر من مخلفات الجائحة، فضلا عن التهديدات التي تخلفها الحرب في أوكرانيا على أوضاع الأردن وتعقيدات أزمة الغذاء.

وغلب على البيان الختامي للزيارة التطرق إلى قضايا إقليمية مثل سوريا وإيران ولبنان والملف الفلسطيني، ولم يشر بشكل واضح إلى ما تم الاتفاق عليه على المستوى الثنائي، سوى صيغة عامة عن “العمل المشترك لزيادة مستوى التعاون الاقتصادي والاستثماري”، وهو الجانب الذي انتظره الأردنيون الذين يعيشون على وقع موجة من ارتفاع الأسعار.

ولا يستبعد أن تكون تصريحات الخصاونة، التي ركز فيها على أن المملكة الهاشمية لا ترى في إيران مصدر تهديد لأمنها القومي، محاولة للفت نظر السعوديين الذين لم يعلقوا على مبادرة الناتو لمواجهة إيران فقد تستفزهم الدعوة إلى التعاون معها، والتقليل من خطرها على الأمن الإقليمي.

وقال الخصاونة في مقابلة مع شبكة “بي بي سي” عربي، بثت على موقعها في يوتيوب إن “الأردن يسعى للوصول إلى صيغة حوار مع إيران مبنية على علاقات حسن الجوار”.

وأكد “الانفتاح على علاقة صحية للغاية مع إيران، ولكن على قاعدة الضوابط والأحكام التي قام عليها النظام الدولي”.

وقبل أسابيع كان العاهل الأردني قد اتهم في مقابلة مع قناة “سي.أن.بي.سي” الجانب الإيراني بـ”زعزعة الاستقرار على حدوده الشمالية”، في حين ربط مسؤولون في الجيش الأردني عمل شبكات التهريب بميليشيات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني.

وقال العاهل الأردني في الرابع والعشرين من يونيو الماضي إن “الميليشيات الشيعية في سوريا زادت عمليات تهريب السلاح والمخدرات”، تزامنا مع “تراجع دور روسيا في سوريا” بسبب أزمة أوكرانيا.

وقال في نفس المقابلة إنه سيدعم تحالفا عسكريا في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإن “رؤية هذا التحالف العسكري الذي يمكن تأسيسه بالتعاون مع دول تمتلك نفس التفكير يجب أن تكون واضحة جدا، ودوره يجب أن يكون محددا بشكل جيد”.

وقد تجد مبادرة العاهل الأردني بشأن الناتو العربي مبررا لدى الأردنيين كونها محاولة لوضع بلادهم ضمن التطورات الإقليمية كلاعب فاعل وليس هامشيا، لكنها عمليا من الصعب أن تتحقق لاعتبارات بعضها يتعلق بعدم حماس الدول المعنية بها كونها ليست أولوية لديها وبعضها الآخر لاستحالة تنفيذ هذه المبادرة على الأرض لتناقض الأجندات والأولويات.

ويعتقد مراقبون أن العاهل الأردني الذي جاءت تصريحاته بعد زيارة إلى واشنطن التقى خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن، يسعى للظهور كأحد الفاعلين في الشرق الأوسط ضمن المقاربة الأميركية الجديدة لتدعيم العلاقة بين إسرائيل ومحيطها العربي، وأن عمان ربما تفكر في أن تكون مقرا للناتو الجديد.

وعادت قضية إنشاء تحالف عسكري في منطقة الشرق الأوسط للظهور، فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا تقريرا حول التعاون الإسرائيلي المتزايد مع بعض الدول العربية وتعديل التحالفات في المنطقة، استنادا إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بأن بلاده جزء من شراكة عسكرية إقليمية لمواجهة إيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء المبادرة الجديدة التي يطلق عليها اسم “تحالف الشرق الأوسط الدفاعي الجوي” يعملون معا مع الولايات المتحدة ضد الصواريخ الإيرانية والطائرات دون طيار.

وقال غانتس “البرنامج فاعل ونجح في اعتراض محاولات إيرانية لمهاجمة إسرائيل ودول أخرى”.

راديو فرنسا الدولي: المقاومة الإيرانية تدين إعدام عضوين لها وتدعو لتحرك دولي فوري


إيران.. مساع مشبوهة يجب التصدّي لها!


قوزاق أصبح ملكـا – الجزء الثاني


هجوم وحوش خامنئي على الجناح الرابع في سجن قزلحصار لقمع السجناء السياسيين