تقارير وتحليلات
الباب الخلفي لأفريقيا
أردوغان يتسلل للصومال ويتورط مع الشباب الإرهابية
من باب دعم الإخوة في الصومال، دخل الرئيس التركي رجب أردوغان للأراضي الصومالية بصفته المزعومة كداعم لاستقرارها، لكن على عكس هذا الاتجاه المعلن تحرك أردوغان، وعلى محور الإرهاب وفرت «تركيا» مراكز تدريب عسكرية لحركة الشباب الصومالية الإرهابية، بزعم إعادة تأهيل عناصرها لإلحاقهم بالجيش.
ارتباط إرهابي
وترتبط تركيا بما تسمى حركة شباب المجاهدين، بطريقة غير مباشرة، حتى ينفي أردوغان صلته الخفية أو تهمة ارتباط الحركة بتنظيم القاعدة.
يذكر أن «الشباب» حركة ذات توجه متشدد، ظهرت عام 2006 كإحدى الأذرع العسكرية لما عُرف بـ«اتحاد المحاكم الإسلامية» في الصومال، التي كانت تُسيطر حينها على مقديشو (العاصمة الصومالية) وتسعى لإقامة ما يسمى بـ«خلافة إسلامية» هُناك.
تمويل تركي
وفي بدايتها ساندت الحركة «اتحاد المحاكم»، حيث خاضت معارك ضد القوات الحكومية المدعومة بقوات إثيوبية، والتي اضطرت إلى الانسحاب في نهاية 2008، ويجمعها ارتباط وثيق بتنظيم «القاعدة» منذ عام 2009، وفي 2012 أعلنت ولاءها رسميًّا للتنظيم، وذلك في شريط مصور بثته الحركة، وتضم الحركة في صفوفها نحو 9000 عنصر.
وفي عام 2019، أوضحت «شبكة الشمال للأبحاث والرصد»، السويدية المتخصصة في تتبع الحركات المتطرفة، التابعة لموقع «نورديك مونيتور»، اكتشاف الحكومة الأمريكية معلومات تفيد بتحويل أموال من الاستخبارات التركية لحركة الشباب الصومالية، التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
واسترسلت في كشف التفاصيل، إذ قالت إن المعلومات التي وفرها مكتب مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، أفادت بتورط مواطن تركي يدعى إبراهيم سين (37 عامًا) في نقل مبلغ 600 ألف دولار لحركة الشباب الصومالية، نهاية 2012.
ولفتت إلى أنه رغم ذلك فمجلس التحقيق في الجرائم المالية، المتولي رئاسته صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نفى وجود أي أدلة تدين المواطن التركي وتورطه في نقل أموال للحركة الصومالية.
واعتبرت الشبكة أن هذا التصرف تقف وراءه الحكومة التركية التي رغبت في إغلاق الملف.
وفي يوليو 2013، أكدت منظمة جلوبال إيكونوميست أن الحركة حصلت خلال السنوات السابقة على تمويلات من قطر، وجمعت بفضل هذا الدعم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، كما كشف التقرير أن الحركة تحصل على تمويلات كبيرة من تركيا بصورة غير مباشرة، وأحيانًا ترسل لها الحكومة التركية الأسلحة والذخائر، لذلك الحركة لا تواجه أي عجز تسليحي.
تحرير الرهائن برعاية تركية
وفي 2020، فقد فتح تحرير الرهينة الإيطالية سيلفيا رومانو، من حركة الشباب الإرهابية في الصومال، التساؤلات حول علاقة الاستخبارات التركية بالجماعات الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي، وتمويل تركيا للإرهاب عبر سياسة تحرير الرهائن.
الناشطة الإيطالية، سيلفيا كونستانزو رومانو، كانت اختطفت من دار للأيتام في أواخر سنة 2018، ثم عادت إلى بلادها معتنقة للإسلام بعد عامين، وبدت في الصور وهي ترتدي الحجاب، وهو ما أثار شبهات في إيطاليا حول تعرضها لـ«غسيل مخ».
وكشفت جريدة "Giornale di Puglia" الإيطالية عن فدية مالية قدرها 3 ملايين دولار تم دفعها إلى حركة الشباب مقابل الإفراج عن العاملة الإغاثية سيلفيا رومانو التي ظلت محتجزة لدى الحركة 18 شهرًا.
دعم قطري
أيضًا كشف المدير السابق لوكالة المخابرات والأمن الوطنية الصومالية، عبدالله محمد علي «سنبلوشي»، عن دعم قطر لأخطر الحركات الإرهابية في القارة الأفريقية وهي حركة الشباب الصومالية ماليًّا، مشيرًا إلى أن العلاقات القطرية المتينة مع المنظمة الإرهابية أثمرت عن نجاح الحكومة التركية في إطلاق سراح عاملة الإغاثة الإيطالية، سيلفيا رومانو التي وقعت في قبضة الحركة.