شؤون العرب والخليج
مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول
دعوات دولية لاستمرار مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا
بعد مرور أسبوع على اتفاق إعادة تصدير الحبوب الموقع بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول برعاية من الأمم المتحدة، ازدادت الدعوات الدولية بضرورة استمرار المحادثات بين البلدين لإنهاء الصراع الذي دخل شهره السادس. في حين تواصل الولايات المتحدة والدول الأوروبية حرب العقوبات في محاولة لإخضاع موسكو.
وتربط موسكو تخفيف هجومها في أوكرانيا الذي بدأ في فبراير (شباط) الماضي بتقديم الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة تنازلات حقيقية تقود إلى عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف اليوم الجمعة رداً على تقديم عدد من الدول مقترحات لكييف من أجل إطلاق مفاوضات سلام مع موسكو، أن "موسكو لا ترى أي استعداد للتنازل من قبل الغرب فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا"، وفقاً لما ذكره موقع "روسيا اليوم".
وأجاب بيسكوف بالنفي على سؤال صحفي عما إذا كانت موسكو ترى تغييرات في موقف الغرب من الأزمة الأوكرانية واستعداده لتقديم تنازلات وقال: "كلا، لا نرى".
عقوبات
وفي دليل على استمرار الغرب برفض تقديم تنازلات من أجل إعادة الطرفين لطاولة المفاوضات، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم الجمعة عقوبات جديدة على شخصين روسيين و4 كيانات روسية.
وبحسب الموقع، فإن العقوبات صدرت بموجب أمر تنفيذي أمريكي يتعلق بالتدخل في انتخابات أجنبية وممارسة أنشطة سيبرانية خبيثة.
العقوبات الأمريكية تزامنت، مع إعلان بنك سويسري بحظر الحساب الشخصي للممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة بجنيف، غينادي غاتيلوي، وفقاً لما أبلغته البعثة الروسية الدائمة للأمم المتحدة لوكالة "نوفوستي" الروسية.
وفقاً للبعثة الروسية الدائمة، فإن الحساب الشخصي كان يتم استخدامه لتغطية النفقات الطبية.
ومع استمرار مسلسل العقوبات، استدعت بيلاروس الجمعة سفيرها لدى لندن للاحتجاج على العقوبات القاسية التي فرضتها بريطانيا على مينسك لقمعها المعارضة ودعمها الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأعلنت وزارة الخارجية البيلاروسية في بيان أنها اتخذت هذا الإجراء رداً على "عقوبات غير مسبوقة"، خصوصاً تلك التي تستهدف الاقتصاد البيلاروسي، مشيرة إلى أنها ستخفض عدد موظفي السفارة في لندن.
وقالت، إن "عودة السفير لا تعني أننا أغلقنا قنوات التواصل مع لندن".
مخاوف ألمانية
وتشير التوقعات إلى أن أزمة الطاقة في أوروبا سوف تتفاقم في فصل الشتاء خاصة في ألمانيا التي تشهد تراجعاً في كميات الغاز الواردة من روسيا عبر خط "نورد ستريم 1". وفي إجراء احترازي لتفادي أزمة حقيقية، دعا رئيس لجنة الطاقة وحماية المناخ بالبرلمان الألماني كلاوس إرنست، لتوريد الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر خط "السيل الشمالي-2" الذي علّقت برلين تشغيله بموجب العقوبات. واعتبر إرنست أنه لا يهم أي أنبوب ينقل الغاز إلى ألمانيا طالما هو روسي.
وشدد على أنه إذا كان توريد الغاز لألمانيا لا يتحقق إلا بمساعدة "السيل الشمالي-2"، فيجب على برلين التحدث عن تشغيله في أسرع وقت ممكن.
أزمة كالينينغراد
كما عادت أزمة الترانزيت إلى جيب كالينينغراد إلى الواجهة، بعد تأكيد محافظ المقاطعة الروسية أنطون أليخانوف، ظهور تهديدات جديدة لعمليات الترانزيت عبر ليتوانيا، إلى هذه المنطقة الواقعة في أقصى غرب روسيا.
وأشار المحافظ إلى أن الشركات والمؤسسات الروسية، تسدد قيمة خدمات السكك الحديدية الليتوانية في الوقت الراهن، من خلال مصرف واحد فقط وهو "سياولياي بنك". ولكن المصرف الليتواني المذكور، أعلن مؤخرا أنه سيوقف كل التعامل المال مع الجانب الروسي اعتباراً من 1 سبتمبر (أيلول) المقبل.
تطمينات
وفي إطار السعي لحلحلة أزمة الغذاء المتصاعدة عالمياً، ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن شحنات من الحبوب الأوكرانية، التي ظلت محتجزة بسبب الغزو الروسي، من المقرر أن تشرع فى الخروج من ميناء اوديسا "اليوم أو غداً".
وقال زيلينسكي في رسالة نشرها عبر تطبيق تليغرام: "أهم شيء بالنسبة لنا إلينا هو أن الميناء يتم تشغيله والأشخاص يعملون". وظهرت في مقطع فيديو سفينة "بولارنت" التي تحمل علم تركيا أثناء تحميلها بالحبوب الأوكرانية.
وذكرت وزارة البنية التحتية أن كل اللازم الآن هو إشارة من تركيا والأمم المتحدة أن السفينة بإمكانها المغادرة، "من المهم بالنسبة لنا أن تظل أوكرانيا ضامنة للأمن الغذائي على مستوى العالم".