شؤون العرب والخليج
تأجيل محادثات السلام الإثيوبية لأسباب لوجستية
مساع لحمل الطرفين على الالتزام بهدنة جديدة
قال مصدران دبلوماسيان والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الجمعة إن محادثات السلام، التي يقودها الاتحاد الأفريقي والتي تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ عامين في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا، تأجلت لأسباب لوجستية. وكان من المقترح إجراء المحادثات في مطلع الأسبوع القادم.
وقالت كل من الحكومة الإثيوبية وقوات منطقة تيغراي الأربعاء إنهما قبلتا دعوة الاتحاد الأفريقي لإجراء محادثات في جنوب أفريقيا، والتي ستكون أول مفاوضات رسمية بين الجانبين منذ اندلاع الحرب في نوفمبر 2020.
وكان الصراع بين الحكومة الاتحادية وقوات يقودها حزب كان يهيمن على المشهد السياسي لما يزيد عن عقدين في ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، قد أودى بحياة الآلاف من المدنيين، فضلا عن تشريد الملايين.
وقال المصدران الدبلوماسيان، اللذان رفضا الكشف عن هويتهما، إن التأجيل يتعلق بتنظيم أمور لوجستية وإنه لم يحدد موعد آخر بعد.
وقال جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وهو الحزب الذي يقود حكومة الإقليم، إن الاتحاد الأفريقي لم يستشر قادة تيغراي قبل إرسال الدعوات.
وأضاف في رسالة نصية “لا يمكنك أن تتوقع أن يحضر الناس في تاريخ معين كما لو كان هذا نوعا من التجمعات الودية”.
وجاء في إحدى رسائل الدعوة الموجهة من الاتحاد الأفريقي أن المفاوضات سيقودها أولوسيجون أوباسانجو، مبعوث الاتحاد الأفريقي السامي للقرن الأفريقي، بدعم من الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا والنائبة السابقة للرئيس في جنوب أفريقيا فومزيل ملامبو – نجوكا.
وعلى الرغم من الاتفاق على إجراء محادثات، فإن عددا من الأطراف المعنية أبدت مخاوف تتعلق بالعملية.
وجاهر بعض النشطاء من أمهرة، وهي إقليم متاخم لتيغراي قاتلت قواته إلى جانب الحكومة الاتحادية في الحرب، بمعارضتهم للمحادثات.
وقالت جمعية أمهرة الأميركية، وهي جماعة ضغط، في بيان إن “عملية محادثات السلام الحالية التي يقودها الاتحاد الأفريقي تهمّش الأمهريين، وهم المجموعة الأكثر تضررا من الحرب”.
وحتى في رسالتها بقبول دعوة الاتحاد الأفريقي، أشارت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إلى أن لديها تحفظات، وطلبت توضيحا بشأن من تمت دعوتهم بصفة مشاركين ومراقبين وضامنين.
وقال وليام دافيسون، كبير محللي شؤون إثيوبيا في مجموعة الأزمات الدولية، “هناك عدد من القضايا التي يجب حلها قبل إجراء المحادثات، وحتى بعد ذلك سيواجه الوسطاء تحديا كبيرا… لحمل الطرفين على الالتزام بهدنة جديدة”.
وقال الدبلوماسيان إن حكومة إريتريا المجاورة، التي قاتلت أيضا إلى جانب الحكومة الاتحادية الإثيوبية في الحرب، لم تتم دعوتها إلى المحادثات.
وكانت الأطراف المتحاربة في السابق على خلاف حول من يجب أن يتوسط في المفاوضات.
كما تنازعت بشأن استعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات والبنوك في تيغراي، وهو شرط مسبق رئيسي للحوار وفقا لجبهة تحرير شعب تيغراي.
وتواجه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة نقصا حادا في الغذاء والوقود والأدوية وإمدادات طارئة أخرى، إذ حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من ارتفاع معدلات سوء التغذية.
وذكرت الخارجية الأميركية الاثنين في بيان أن مندوبها إلى القرن الأفريقي مايك هامر سيزور كينيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا هذا الشهر.
وتندرج الزيارة، التي ستشمل لقاءات مع مسؤولين في الحكومة الإثيوبية والاتحاد الأفريقي، ضمن جهود الولايات المتحدة “للتوصل إلى وقف فوري للأعمال العدائية في شمال إثيوبيا، ودعم إطلاق محادثات السلام بقيادة الاتحاد الأفريقي”.
ويأتي الإعلان في أعقاب زيارة قام بها هامر إلى إثيوبيا الشهر الماضي واستمرت 11 يوما، بهدف دعم جهود إطلاق مفاوضات سلام.
وقُتل عدد لا يحصى من المدنيين منذ اندلاع الحرب في نوفمبر 2020 في ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، كما تم توثيق انتهاكات جسيمة لحقوق المدنيين من قبل جميع الأطراف.