تقارير وتحليلات
اليمن..
النازحون في مأرب.. شتاء قارس يُوجع سكان المخيمات
"أرشيفية"
ما زالت تبعات الانقلاب الحوثي تتكالب على النازحين اليمنيين، وهي مآسٍ ناتجة عن الكارثة الأم التي اقترفتها المليشيات بعد أن شردتهم.
آخر تلك المآسي، كان الشتاء القارس، الذي حاصر مخيمات النازحين في محافظة مأرب (شرقي اليمن)، بعد أن طردتهم مليشيات الحوثي، وأصبحوا في العراء يواجهون تقلبات الطبيعة.
وبعد أن كانوا في بيوتهم آمنين، ينعمون بالدفء والطمأنينة، تسبب الانقلابيون الحوثيون في تعريض اليمنيين لمختلف صنوف الملمات، وصاروا فريسةً للموت عقب تشريدهم من قراهم ومدنهم.
الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب أعلنت وفاة عدد من الأطفال جراء اشتداد برد الشتاء هذا العام، بالإضافة إلى إصابة كثير من الأسر النازحة بالأمراض الشتوية.
وفيات الشتاء
وقال مساعد مدير عام الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في مأرب، خالد الشجني، لـ"العين الإخبارية"، إن 7 أطفال في مخيمات النزوح توفوا خلال النصف الأول من يناير/كانون الثاني الجاري، جراء اشتداد البرد القارس.
الشجني أضاف أن 6 حالات من الوفاة حدثت داخل مخيم "المعاشير" بمديرية الوادي، وحالة في مخيم "سائلة الرميلة" بنفس المديرية، في ظل نقصٍ حاد بمواد الإيواء ووسائل التدفئة والملابس الشتوية.
وأطلق الشجني نداء استغاثة إلى شركاء العمل الإنساني والمنظمات المانحة للتدخل وتوفير احتياجات المخيمات وتعزيز الأمن الغذائي والصحي للنازحين خاصةً في فصل الشتاء.
ولفت إلى أن مخيمات النازحين في مأرب تحتضن أكثر من 55 ألف أسرة نازحة، وأغلب المخيمات مساكنها من الخيام المهترئة التي لا تقي حرارة الشمس أو برد الشتاء.
وأوضح أن الأسر النازحة في المخيمات تعاني من البرد وموجات الصقيع، بالإضافة إلى أن وجود الكثير من الحالات المرضية بالإنفلونزا وغيرها من الأمراض المنتشرة بكثافة نتيجة البرد القارس.
مساعد مدير عام الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين بمأرب، قال إنه تم تسجيل 67 مخيمًا للنازحين لدى إدارة المخيمات، جميعها شهدت إصابة الكثير من الأسر النازحة بالأمراض، وهو ما يحتاج إلى تدخلات عاجلة.
أبرز الاحتياجات
المسؤول اليمني كشف عن وجود 197 مخيمًا للنازحين في مأرب، موزعة على مديريات المحافظة، لكنها تتركز بكثافةٍ أكبر في مديريتي المدينة والوادي، و95 % منها تقع في أراضٍ زراعية ومحاذية لأودية تتدفق فيها السيول الجارفة.
وقال الشجني إن أبرز الاحتياجات التي يحتاجها هذا الكم الهائل من المخيمات تتمثل في توفير نحو 50 ألف حقيبة للنازحين داخل المخيمات، ونحو 35 ألف دفاية، وأكثر من 45 ألف حصة من الملابس الشتوية.
بالإضافة إلى احتياجات أخرى كمواد التدفئة من فرش وبطانيات، وتغيير الخيام المهترئة ذات الجودة الضعيفة، وعمل أغطية بلاستيكية لها، وتوزيع وجبات غذائية تحوي سعرات حرارية عالية تحافظ على تدفئة الأجسام.
واختتم الشجني تصريحاته لـ"العين الإخبارية" بالإشارة إلى أهمية التدخلات التي يمكن أن تقوم بها المنظمات والجهات الإنسانية، الدولية والمحلية؛ بهدف التخفيف من آثار موجات البرد القارس على مخيمات النازحين.