شؤون العرب والخليج

صحف..

اتحاد عائلات بيروت: كسر للآحادية، حياد المخزومي وتوارٍ للتغيير

"أرشيفية"

بيروت

حظيت الانتخابات العائلية لأبناء بيروت، التي صدرت نتائجها الثانية فجر أمس السبت بعد سبع ساعات من عملية الفرز التقليدي غير الممكنن، بنسب كبيرة من النقاش والمتابعة والفضول في العاصمة. وكذلك، نالت اهتماماً ساماً من بعض المواقع الالكترونية، التي اغتنمتها فرصة لبخ الأضاليل وشق الصفوف، وهي التي حظيت بأعلى نسبة للمشاركة، حيث وصلت إلى 86.25% ممن لهم الحق في التصويت بحيث اقترع 207 ناخبين من أصل 240.

وكانت محط أنظار الجميع، مراقبين ومتابعين، حتى اللحظات الأخيرة لنتائج الفرز، لتنتهي إلى كسر لآحادية تيار المستقبل (المنقسم بذاته على خطي أحمد الحريري وأحمد هاشمية)، وتشهد حياداً واضحاً للنائب فؤاد المخزومي الذي لم يشارك ولم يطرح مرشحين له فيها (بالرغم من حلول المرشحين عبدالله شاهين وعبد الرحمن الحوت المقربان سياسياً من المخزومي في المرتبتين الأولى والثانية على كل المرشحين)... وتسجل توارٍ ملفت للخط التغييري الذي لم يستطع حتى الساعة اختراق القواعد العائلية في بيروت ولم يقو على فرض أي حيثية له فيها.

ناهيك عن دخول العنصر الشبابي إلى الاتحاد من باب تقدم وليد دمشقية وظهور اسمه بين أول خمس فائزين!

وربما كان الإعلام الأكثر فضولا في ما يتعلق بمسار نتائجها المؤثرة على ما يمكن أن يكون في الانتخابات البلدية القادمة، وبشكل خاص، كان ولا يزال التعتيم على الحقائق سيد الموقف بخاصة حول خسارة المرشحين المدعومين من محمد شقير والرؤساء السابقين للاتحاد الذين ينسقون مع الرئيس السابق فؤاد السنيورة.

وعندما نقارن تلك التجربة بميراث الانتخابات العائلية الأخرى، تظهر فروق كثيرة تتعلق بالسلاسة الديمقراطية في بيروت، وشكلية الانتخابات المناظرة لها في المناطق الأخرى. في الأولى تجربة "حامية" وتيار مستقبل توقف رسمياً عن العمل الحزبي إنما لا يزال نشطاً على مستوى القاعدة الاجتماعية للناخبين، وخيار واضح لحزب الحوار الوطني بعدم شق الصفوف أو التدخل لا من قريب ولا من بعيد والمهتم بترك الأمور لأولياء الأمور، وتباينات في الرؤى عند التغييريين - الذين وبالرغم من اختراقهم الانتخابات النيابية في بيروت بنائبين (ابراهيم منيمنة ووضاح الصادق) - لا نشاط لهم يُذكر في إطار الوجود الحقيقي بين العائلات لا بل يغيبون تماماً عن مشهدية راقية كسرت فيها بيروت أمس "السطوة التقليدية" لبعض من لبسوا ثوباً فضفاضاً على مقاسهم الهزيل كـ"مرجعيات زائفة".

الفائزون في عضوية الاتحاد، أكدوا أن مهمتهم لن تكون إلا في إطار ما فيه مصلحة العاصمة بيروت وأهلها، ومن اختارهم اختار تبيان حقيقة أنه ليس لمحمد شقير أي حيثية تُذكر في بيروت. وفي لوحة التبريكات، هنأ المخزومي الفائزين وبعد حياده طرح أنه على أتم الاستعداد لمد يد العون والمساعدة في الوقوف إلى جانبهم من أجل التخفيف من المعاناة التي يعيشها أهالي العاصمة. آملا أن يكون إنجاز هذا الاستحقاق مقدمة لإنجاز الاستحقاقات الأخرى التي من شأنها أيضًا وضع حد لأزمات اللبنانيين ومشاكلهم.

لم تصل بيروت إلى النموذج المثالي للديمقراطية، لكنها تقترب منه أقله لناحية خيار النائب فؤاد المخزومي الذي دعا عدة مرات الأطراف السياسية برفع إيديها عن الإتحاد، وترك الحرية لممثلي العائلات لاختيار من يرونه مناسباً لتولي النهوض بهذا الصرح البيروتي مجدداً، ولناحية ابتعاد خط التغيير "والثورة" عن حتى إبداء أي رأي رسمي في إطار احتضان العائلات أو حتى الانخراط بين صفوفها.

في بيروت نوع يُدرّس من الديناميكية والمرونة والانسجام بين الناخبين على اختلاف آرائهم السياسية، إذ أن "بيروتنا" أهم وأجدى وأعلى من الدخول في طيات التنافر فيها وهو ما أكدته نسبة عالية من "التشطيب" في اللائحة "التوافقية" وما أحدث خرقاً، ليس على المستوى السياسي بل على المستوى الشخصي للمرشحين المخترقين الأربعة. وليس من حق أحد من خارجها أن يفتي أو يصدر أحكاماً أو يدخل من باب الابتزاز الإعلامي على شاكلة أن فريقاً قد أسقطته بيروت، في حين أن الحقيقة في مكان آخر تماماً. عائلات بيروت اختارت اليوم، شخوصاً لا أحزاب، إذ ضاقت ذرعاً مما حدث سابقاً من تخاذل وتبعية سياسية عمياء وإهمال لا يُسكت عنه.

وقد انتهت العملية الانتخابية على فوز لائحة "الوفاء لبيروت" بـ14 مقعداً ولائحة "اتّحادنا للعائلات" بـ4 مقاعد. والأسماء الرابحة لا تمثل خطاً سياسياً بالضرورة بل سير ذاتية غنية بحب العاصمة، مشكلين بانوراما مختلفة من الشخصيات التي ستسعى بحسب المتابعين إلى كسر مسألة غياب التوافق وإرساء طابع سوف يكون له كلمة في كل شاردة وواردة في بيروت بعكس تموضع الاتحاد سابقاً في قوقعة بعيدة عن شؤون العاصمة. في التفاصيل، فاز المهندس عبد الله شاهين رئيس لائحة "اتحادنا للعائلات" التي حققت حصدت 4 مقاعد وأعلى نسبة من الأصوات إلى جانب الإعلامي المخضرم منير الحافي الذي جمع كذلك 124 صوتاً. وتلاهما ثانياً في الترتيب من حيث عدد الأصوات عبد الرحمن الحوت بـ119 صوتاً. فيما بعيداً عن النزاعات الداخلية لأحمَدَي تيار المستقبل: حلّ رئيس لائحة "الوفاء لبيروت" محيي الدين كشلي رابعاً بـ115 صوتاً وانتُخب رئيساً جامعاً للإتحاد. وعلى الرغم من رفض محمد خالد سنّو الرئيس الأسبق للاتحاد، للمرشح محمد عبد القادر سنّو، من لائحة "الوفاء لبيروت"، إلا انه استطاع حجز كرسي له على طاولة الفوز حاصداً 98 صوتاً.

يؤكّد ذلك أن تلك الانتخابات كرّست شوق البيارتة لهذا النموذج التعددي إنما المتراص الجامع الذي يفتقدونه في أغلب الأوقات، والرغبة في بناء نموذج إتحاد عائلات للجميع لا للوجاهات، لا فضل لمستقبليّ على مدني إلا بخدمة الناس والكفاءة، وعلى النقيض، انكسار للآحادية ورفض للشرذمة.

لائحة الفائزين:

1-عبد الله شاهين - 124.
2-منير الحافي - 124.
3-عبد الرحمن الحوت - 119.
4-محيي الدين كشلي - 115.
5-وليد دمشقية - 115.
6-لينا دوغان - 110.
7-سامر فاكهاني - 110.
8-زياد ناطور - 110.
9-خضر لاوند - 108.
10-حسن بربور - 104.
11-سامي بليق - 104.
12-محمد بالوظا - 103.
13-سليم المدهون - 102.
14-طارق عيتاني - 99.
15-محمد عبد القادر سنّو - 98.
16-خليل قباني - 97.
17-شفيق حميدي صقر - 96.
18-ناصر عيدو - 95

اعتراف مساعد رئيس بلدية طهران بتحويل مقابر آلاف شهداء الثمانينات إلى مرآب للسيارات


المقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي مسيرة نضال وصمود لم تهدأ


إيران: نقل 5 سجناء سياسيين محكومين بالإعدام إلى عنبر عام بعد 12 يومًا من التعذيب والانفرادي


السفيرة كارلا ساندز لواشنطن تايمز: النظام الإيراني في أضعف حالاته والبديل الديمقراطي جاهز