شؤون العرب والخليج
طريق بعبدا تمرّ من الإليزيه؟!
"أرشيفية"
تشخص الأنظار مجدداً إلى العاصمة الفرنسية باريس وتحديداً إلى اللقاء المرتقب الجمعة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لما يحمل في طياته من ملفات تنتظر التوافق عليها، على المستويين المحلي والإقليمي.
ومن المتوقع أن يحظى لبنان باهتمام خاص، بعد إشارات فرنسية تلقاها أخيراً إثر تعيين ماكرون للوزير الأسبق جان إيف لودريان مبعوثًا رئاسيًا خاصًا إلى بيروت، فيما الشغور الرئاسي يطوي شهره الثامن.
وبدا تأثير التقارب بين الدولتين الخليجية والأوروبية واضحاً على العديد من الملفات الاقليمية والمحلية في وقت سابق، حيث مهد اجتماع عقد بين محمد بن سلمان وماكرون في يوليو/تموز من العام الماضي إلى إيجاد حل عادل ومتكامل للملف اليمني برعاية الأمم المتحدة إضافة إلى قضايا أخرى مرتبطة بالمنطقة العربية والشرق الاوسط ومن ضمنها ايران وسوريا بالإضافة إلى ملف تعزيز العلاقات التجارية بين السعودية وفرنسا.
لبنان والخروج من مرحلة الركود
خلال الفترة الماضية، لم يطرأ أي جديد على الملف اللبناني وتحديداً الشق المتعلّق بالشغور الرئاسي إلا أن لقاء باريس من شأنه "التأسيس لزخم جديد وبنسق مختلف للاستحقاق الرئاسي اللبناني" كما أشار الخبير القانوني في المفوضية الأوروبية الدكتور محي الدين شحيمي لـ"جسور" متوقعاً خروج الملف "من مرحلة الركود".
وأكد شحيمي أن الأزمة اللبنانية ستطرح بجدية على طاولة الاليزيه لما يتمتع به لبنان من أهمية لدى البلدين المتحمسين لمساعدته وانتشاله من أزماته"رابطاً بداية الحلّ بتعيين المبعوث الرئاسي جان إيف لودريان كمبعوث الى لبنان في دلالة واضحة على التناغم الفرنسي مع الرؤية السعودية للملف اللبناني بعد تفردها السابق في موضوع ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية".
فالتعيين، وفقاً لشحيمي "بداية مشجعة للحلّ السياسي المؤسساتي في لبنان من منطلق البيان الثلاثي ومجموعة مقررات دول خلية الأزمة واللقاء الخماسي، واعتماد الوسطية والحياد في التأييد لأي شخصية لبنانية، وإعطاء الأولوية للمشروع والطروحات" ما يعيد الأمور إلى النهج السعودي المتوازن وغير المتهور في موضوع الأزمة الرئاسية.
ولفت إلى أن جلسة الانتخاب الثانية عشرة تعد "نقطة انطلاق بغض النظر عن أبعاد نتائجها وعمق أرقامها، وسوف يبنى عليها للمرحلة المقبلة".
العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى
مواضيع أخرى هامة، تتعلق بالبلدين ستكون على طاولة البحث بين بن سلمان وماكرون أضاف شحيمي، أبرزها العلاقات السياسية الثنائية ومحاولة نقلها الى مستوى أولي من العلاقات الاستراتيجية.
ثانيا، سيتم البحث في "تقوية الشراكات الاقتصادي والتنموية وخصوصا في مواضيع الطاقة والمجالات الابتكارية، ما يقدم لفرنسا فرصة إعادة علاقاتها مع دول الخليج الى مرحلة ما قبل حرب الخليج، خصوصاً وأن المنطقة في مرحلة تقارب استراتيجي سعودي - إيراني".
وكشف شحيمي عن "الاستفادة الفرنسية من التنويعات الاستراتيجية والعملية في العلاقات السعودية الحاضرة والمستقبلية لاستثمارها في حل مشاكلها خصوصاً في ظل وجود علاقة مميزة تجمع المملكة مع كل من الصين وروسية ".
ومن المواضيع الهامة الأخرى المتوقع البت بها "العمل على التشبيك الإضافي والبحث في كيفية رفع معيار الثقة لجهة التعاون في المجال التطويري والحوكمي خصوصاً وأن المملكة عازمة على الدخول في منافسة لكسب ملف اكسبو 2030 ، إضافة الى التحضير لقمة الميثاق المالي الجديد المرتقب".
الموضوع السوري لن يكون بعيداً من المحادثات الثنائية في باريس، يتابع شحيمي حيث "ستعمد السعودية الى شرح فكرتها ورؤيتها حول طريقة تعامل مع الموضوع السوري والتحاور مع كل المكونات السورية الطبيعية والفعلية ومنها النظام، والفائدة المتوخاة من العودة السورية للفلك العربي بالاضافة الى قضية اللاجئين ما تمثله من أهمية للجانبين ، وموضوع اعادة الاعمار ".