شؤون العرب والخليج

انفصل باشينيان أخيرًا عن ناغورني كاراباخ

"أرشيفية"

لندن

ستعترف أرمينيا بـ"ناغورني كاراباخ" كجزء من أذربيجان إذا توصلت باكو وستيباناكيرت إلى اتفاق بشأن حقوق وأمن أرمن كاراباخ في المفاوضات. صرّح بذلك رئيس الوزراء نيكول باشينيان في مؤتمر صحفي يوم 22 أيار/مايو الحالي في يريفان حيث تناول فيه مشاكل ناغورني كاراباخ. وشدّد على أنّ أرمينيا سوف تعترف بأذربيجان داخل حدود الاتحاد السوفياتي السابق. ومن جهة اخرى دعا وزير الدولة السابق في ناغورني كاراباخ روبن فاردانيان باشينيان (الموالي لروسيا) إلى الامتناع عن الشروع في عمليات خطيرة تؤدي إلى تدهور الوعي القومي.

موقف متطور لأرمينيا من كاراباخ

الوضع في العاصمة الأرمينية ليس سهلاً - فأمام مبنى الحكومة يتم تنظيم اعتصام من قبل أقارب وأصدقاء العسكريين الذين لقوا حتفهم في الحرب التي استمرت 44 يومًا. ويطالبون بالإفراج الفوري عن غيان مارتيروسيان، والدة جندي قتل في هذه الحرب، والتي اعتقالت لمدة شهر في قضية محاولة اختطاف آشوت باشينيان، نجل رئيس الوزراء.

إذا نجحت المفاوضات بين باكو وستيباناكيرت، حول حقوق وأمن أرمن كاراباخ، حيث يجب على أذربيجان أيضًا الاعتراف بوحدة أراضي أرمينيا وفقًا لخرائط هيئة الأركان العامة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابقة في عام 1975... يعني بانّه سيتم إجراء انسحاب معكوس بالنسبة الى القوات من الحدود بين الولايات.

الليبرالية الأذربيجاني الأرميني وسياسة الواقعية

إنّ المحادثات الأرمنية الأذربيجانية الأخيرة في واشنطن وبروكسل أدّت إلى حقيقة أنّ الطرفين بدآ يعبران عن رغباتهما بشكل أكثر صراحة وحرية، حيث أكدّ باشينيان أنّه يؤيد توقيع معاهدة سلام في أقرب وقت ممكن.

وقال باشينيان في المؤتمر الصحافي "لقد قدمنا تعديلاتنا لاتفاقية السلام إلى الجانب الأذربيجاني للمرة الرابعة، ونأمل في ردّ فعلها الإيجابي، على الرغم من عدم وجود شيء واضح حتى الآن". وأشار باشينيان بأنّه لا توجد خطط لطرد روسيا من المنطقة، ولا أحد يمنع روسيا من الوفاء الكامل بالتزاماتها في المجال العسكري التقني أو في المجال الأمني، لكن درجة الثقة في روسيا بين سكان أرمينيا آخذة في الانخفاض.

لقد أعرب باشينيان عن عدم رضاه عن تصرفات منظمة معاهدة الأمن الجماعي. ولكنه لن يقطع العلاقات مع روسيا أو منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ويأمل في تعميق التعاون بين البلدين.
أما بالنسبة لبقاء أرمينيا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، فإنّ المنظمة نفسها غادرت الجمهورية، أي أنّها توقفت عن الوفاء بالتزاماتها تجاه الدولة الأرمنية. وأرمينيا لديها كل الفرص لتعميق التعاون العسكري مع الدول الأخرى، وشراء الأسلحة والمعدات الحديثة. لكن هذا "الممر" أُغلق على وجه التحديد بسبب عضوية أرمينيا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

الحلول الأذربيجانية الأرمينية يضع روسيا في مأزق

أشار نيكول باشينيان إلى أنّ العلاقات الوثيقة مع التحالف العسكري وحتى مع روسيا يمكن أن تصبح تحديات لأرمينيا. فإنّ الدعم من روسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي غير كاف. ولهذا السبب ظهرت بعثة الاتحاد الأوروبي، وليس منظمة معاهدة الأمن الجماعي، على الحدود الأرمنية الأذربيجانية.
وأشار إلى أنّ وجود حرس الحدود الروس في أرمينيا لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. وشدّد على أنّ جميع تحركات قوات الحدود الروسية يجب أن يتم تنسيقها مع جهاز الأمن القومي الأرميني.

وفي المقابل شدد وزير الدولة السابق لمدينة أرتساخ (الاسم الأرمني لـ"ناغورني كاراباخ"، روبن فاردانيان الموالي والمدعوم من روسيا إلى أنّ الخط الذي يتبعه باشينيان غير مقبول للأمة. بالرغم من أصوات المعارضة في كاراباخ حيث أعلن رئيسها بأنّ مواقف يريفان غير مقبولة ولن يتم الأخذ بها لكن هذا الاعتراض يضع موسكو في مواجهة مع أرمينيا في مقابل دعمها للعصابات في جمهورية كاراباخ غير المعترف بها دوليًا وحتى من يريفان نفسها، على حساب الدولة الارمنية، مما يعني بأنّ دخول واشنطن وبروكسيل على خطّ المواجهة الباردة سيضع روسيا في مأزق والقبول بالحلول من أجل المحافظة على بعض ما تبقى من امتيازات في القوقاز.

من يجلس في بيت من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة


في لقاء حواري: النظام الإيراني بين الأزمات الداخلية والتشبث بالأذرع الإقليمية


26 شخصية أمريكية بارزة تدين إعدام أعضاء مجاهدي خلق وتدعو إلى منع وقوع مجزرة أخرى في إيران


الرئيس في نظام ولاية الفقيه: لاعب شطرنج بلا أحجار!