تقارير وتحليلات
التنفيذ خلال 30 يوماً..
تقرير: آلية لتسريع اتفاق الرياض تقرّب بين الشرعية والانتقالي الجنوبي
أثمرت الجهود السعودية المبذولة خلال أسابيع عن التوصل إلى آلية تنفيذية لتسريع "اتفاق الرياض" بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي في الشقين السياسي والعسكري؛ حيث أعلن الطرفان موافقتهما على الآلية.
ووفقاً لصحف عربية صادرة الخميس، رحب المجتمع الدولي بالخطوة السعودية، مؤكداً أن الآلية الجديدة خطوة أساسية نحو حل سلمى للأزمة اليمنية.
التنفيذ خلال 30 يوماً
وقال مسؤول حكومي يمني لصحيفة الشرق الأوسط، إن "مرحلة جديدة من البناء وتوحيد الصف لمواجهة الانقلاب الحوثي ستبدأ في أعقاب هذا الاتفاق". وأشار المسؤول مفضلاً عدم ذكر اسمه إلى أن "جهوداً سعودية إماراتية كبيرة بذلت لتقريب وجهات نظر الطرفين، وسنرى نتائج إيجابية خلال وقت قصير".
وأضاف رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني: "آن الأوان ليتجاوز اليمنيون كل الخلافات والوصول إلى السلام والأمن والاستقرار في كل جزء من البلاد، وهو أمر في غاية الأهمية".
وتابع، في حديثه للصحيفة: "اتفاق الرياض مفتاح لكثير من القضايا، ما يهمنا هو أن نخرج بوفاق كامل، دخلنا في التفاصيل الكاملة، ولم نؤجل بعض القضايا إلى ما بعد تكليف رئيس الحكومة، لكن فضّلنا مناقشة جميع القضايا، وأن تكون محل اتفاق كامل من الآن".
ووفقاً للبركاني، فإن "أجزاء كبيرة من اتفاق الرياض سوف تنفذ خلال 30 يوماً قبل تشكيل الحكومة الجديدة مناصفة بين الشمال والجنوب التي كلف بها الدكتور معين عبد الملك".
دعم إماراتي
واعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية، أن التفاهمات الجديدة تزيد من وحدة اليمنيين والتفافهم في مواجهة المشروع التدميري الذي يستهدف اليمن ووحدته ومصيره، من خلال الانقلاب الدموي الذي قامت به ميليشيا الحوثي للاستيلاء على اليمن وحرف بوصلته وأخذه بعيداً عن محيطه الخليجي والعربي.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، أنه "من هنا فقد كان الموقف الإماراتي حاسماً منذ البداية في رفض الانقلاب، والانخراط في التحالف العربي الذي قادته السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، ومواجهة المشروع الحوثي، ولم يقتصر موقف الدولة على ذلك، بل قامت بواجبها على الصعيد الإنساني من خلال مساعدات بالمليارات لدعم البلد الذي أنهكته الحرب التي شنها الحوثي، فضلاً عن مشاريع كبيرة لإعادة إعمار البنية التحتية، خاصة في القطاعات الحيوية كالصحية والتعليم، إضافة إلى المساعدات الإغاثية المتواصلة حتى اللحظة".
وأوضحت أنه كما كانت الإمارات من أوائل الدول التي هبّت لنصرة اليمن، ورعت المصالحة فيه إلى جانب الشقيقة الكبرى السعودية، فقد كانت من أوائل الدول المرحبة بعودة الأطراف اليمنية إلى تطبيق الاتفاق، وهي حريصة كل الحرص على وحدة اليمن ورفعته وتقدّمه ونصرة أبنائه، تماماً كحرصها على بقائه بعيداً عن التدخّلات الخارجية أو ارتهانه للخارج.
مرحلة جديدة
من جهة أخرى، قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم: "تخطينا مرحلة صعبة جداً، أكثر من سبعة شهور من محاولات الفوضى التي قادتها أطراف في حزب الإصلاح الموالي للإخوان المسلمين، وكانت السبب الرئيسي وراء تأخير تنفيذ اتفاق الرياض".
ولفت هيثم في تصريح لصحيفة العرب اللندنية، إلى أن تعثر تنفيذ الاتفاق بعد التوقيع عليه في نوفمبر الماضي، جاء نتيجة محاولة بعض الأطراف في الشرعية تأجيل تنفيذ الشق السياسي واستباق الشق العسكري، في مخالفة للآلية المزمنة لاتفاق الرياض، قبل أن يصوب هذا الاختلال اليوم.
وعن الانعكاسات المحتملة بعد انفراج أزمة تنفيذ اتفاق الرياض، أضاف هيثم "سيساهم وبشكل كبير جداً في حلحلة الأوضاع، وفي قدرة الجنوبيين على أن يكونوا شركاء جادين على أرضهم، وبالتالي ستنتهي المخاوف التي كانت حاضرة سابقا ومحاولة شيطنة قواتهم العسكرية والأمنية، وأيضا محاولة إقصاء القيادات الجنوبية الفاعلة والمؤمنة بقضية الجنوب من العملية السياسية".
وثمّن ناطق الانتقالي دور السعودية والإمارات في إنجاح تلك الجهود التي أثمرت عن استئناف العمل باتفاق الرياض، مضيفا "سنسعى جاهدين لأن نكون يداً واحدة في مواجهة المشاريع التآمرية التي تقودها تركيا وقطر، وأيضاً لا ننسى الحوثيين الذين يوالون إيران ويحاولون عرقلة أيّ اتفاقيات سلام في المنطقة".