أخبار

انقلاب النيجر يتحدى المصالح الأميركية رغم هدوء واشنطن

استثمار روسي في العداء للغرب

واشنطن

يثير التعاطي الهادئ لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع انقلاب النيجر، ورغبتها في إنجاح مسار التفاوض مع العسكريين الماسكين بالسلطة، تساؤلات بشأن طبيعة هذا الانقلاب، وهل أنه لا يهدد مصالحها، ولماذا هذا الهدوء بخلاف الانزعاج الفرنسي والأفريقي.

وسعت الولايات المتحدة لتأكيد أنه لا روسيا ولا مجموعة فاغنر تقفان وراء الانقلاب وإن كانت لم تستبعد استفادتهما منه، ما يوحي بأن ما جرى ردة فعل تلقائية من العسكريين ضد نفوذ فرنسا يمكن تطويقها واحتواؤهم. على خلاف ما يذهب إليه خبراء من أن مصالح واشنطن مهددة تماما مثل مصالح باريس.

ويرى الخبير الاقتصادي فرانسوا بيرد أن الانقلاب يهدد الاستقرار في غرب أفريقيا، والمصالح الأميركية والفرنسية في القارة الأفريقية، ويعزز الفرص الصينية. وسوف يعاني الأفارقة من هذه المسارات الانقلابية، كما سيواصل الجهاديون كسب مناطق نفوذ لهم بسببها، وليس من المرجح أن تعود النيجر إلى الديمقراطية في المدى القصير.

وفي تقرير نشرته مجلة ناشونال أنتريست الأميركية، قال بيرد مؤسس “حركة اللعب النظيف” في مجال التجارة، وهي حركة تأسست عام 2016 لمكافحة الإغراق والتجارة المفترسة، إن الآمال الأولية التي أعربت عنها فرنسا بأن تسارع القوات المسلحة النيجرية لإنهاء الانقلاب الذي قام به رئيس الحرس الرئاسي تبددت سريعا عندما انحاز الجيش للانقلاب.

كما أن الموعد الذي حدده قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) ليقوم الجيش بإعادة الرئيس الشرعي محمد بازوم إلى السلطة وإلا فإنه سيكون هناك تدخل عسكري، انتهى كما بدأ. وتم فرض عقوبات وقطعت نيجيريا الكهرباء عن النيجر، ولكن هذا سيلحق الضرر بالمواطنين وليس بالجيش أو المتمردين.

ولقد وقعت التطورات في النيجر في أعقاب الوضع الأمني المتدهور في بوركينا فاسو، الذي يؤثر أيضا على الدول الأخرى في المنطقة. ويعد هذا اختبارا مبكرا لممثل الأمم المتحدة الخاص لمنطقة غرب أفريقيا والساحل ليوناردو سيماو، الذي يتعين عليه حشد رد فعل قوي.

ومن المتوقع أن يقوم سيماو، الذي كان وزيرا للخارجية في موزمبيق، بالعمل على استجماع رد فعل أفضل مما حدث حتى الآن لمواجهة المخاطر في أفريقيا والساحل.

وأضاف بيرد أن إيكواس كانت تخطط لتشكيل فريق لمواجهة الأزمات، ولكنها فشلت في تمويله حتى الآن. وعلى الرغم من الإعلان عن اجتماع مقرر للقادة العسكريين لإيكواس، هناك احتمال ضئيل في أن يكون هناك تدخل عسكري أفريقي فعلي ما لم يتم تمويله ودعمه من جانب الولايات المتحدة وفرنسا.

والسؤال هو ما إذا كان الافتقار للإرادة السياسية والقيادة والتمويل يعني أنه لن يحدث أي شيء.

استفاد العسكريون في النيجر من الانقلابات التي شهدتها مالي وغينيا والسودان وبوركينا فاسو وغينيا بيساو، وفهموا أن الغرب لن يتحرك. وفي الغالب، في تلك الانقلابات، عندما انسحبت أميركا وفرنسا، تمت دعوة الروس، في شكل مرتزقة مجموعة فاغنر للدخول. ولم تتعلم الحكومتان الأميركية والفرنسية من هذا التاريخ القريب.

وإذا لم تقم أميركا وفرنسا بإعادة تقييم نهجيهما ومشاركتهما في أفريقيا، فإنهما تخاطران بصورة متزايدة بالتخلي عن النفوذ في القارة للصين وروسيا. ويشمل هذا فقدان الحصول على المعادن الإستراتيجية، ومن بينها أكثر من 7 في المئة من يورانيوم العالم في النيجر، إلى جانب خسائر جغرافية وأمنية وتجارية. ويتطلب المستقبل تركيز الدولتين على تعزيز حكم القانون والديمقراطية مع امتلاك الجرأة أيضا للتعامل بصورة عملية مع الأنظمة غير الديمقراطية والحكومات العسكرية.

ولا يعني التعامل بصورة عملية تبني الانقلابات على حساب حقوق الإنسان، ولكنه يعني خدمة مصالح الفقراء المحرومين من الحقوق باختيار أقل الشرور.

ومنذ أن تخلت فرنسا عن التزاماتها القوية السابقة في غرب أفريقيا، لاسيما بعد انقلاب بوركينا فاسو، هناك الآن المزيد من النازحين، والمزيد من غارات المتمردين، والتدهور الاقتصادي الأكثر سرعة، والمزيد من الانقلابات، وقدر أقل من الديمقراطية عن ذي قبل.

ويؤكد بيرد أن المخاطر بالنسبة إلى غرب أفريقيا واضحة بالفعل. فهناك أنباء تتعلق بقطاع التعدين في كوت ديفوار تفيد بحدوث غارات يومية من بوركينا فاسو على الجزء الشمالي الشرقي من البلاد لسرقة معدات التعدين والمواد الغذائية. وتعتبر ليبيا وتشاد وتوغو وغانا والسنغال وبنين ونيجيريا وكوت ديفوار معرضة لخطر الوضع الأمني الذي يزداد ضعفا نتيجة انقلابي النيجر وبوركينا فاسو.

ويقول بيرد إنه لمعرفة مصير النيجر في المستقبل، من الضروري ترقب دلالات معينة.

وبالنسبة إلى أداء الجيش في مواجهة المتمردين، فإذا خسرت قوات الحكومة عدة معارك مهمة على التوالي أو تم اجتياح قاعدة عسكرية رئيسية، أو إذا كانت هناك هجمات كبيرة في نيامي العاصمة، كما حدث في بوركينا فاسو، حينئذ يجب أن تعلم أميركا أن الوضع يزداد تدهورا بسرعة.

وهناك دلالة أخرى تتمثل في رحيل ضباط عسكريين كبار، أو مسؤولين حكوميين، أو مدنيين من النيجر، ولا بد إعادة فتح مكاتب المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة والسفارات التي تشهد إغلاقا حاليا.

وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري مراقبة التدهور الاجتماعي، مثل معدل زيادة مخيمات النازحين، أو البيانات المتعلقة بالحصاد والإنتاج الغذائي كمؤشرات لاحتمال حدوث مجاعة. كما أن تدهور دخل الضرائب بالنسبة إلى الحكومة العسكرية في النيجر سوف يضعف وضعها أيضا. وأيّ عدد من هذه التطورات سوف يفتح الباب أمام الصين، وروسيا، وحتى تركيا، التي تكثف نشاطها في أفريقيا.

ويقول بيرد إنه من المرجح في الوقت الحالي أن تفقد أميركا وفرنسا استثماراتهما وقواعدهما الخاصة بمكافحة الإرهاب في النيجر. وسوف يقاتل الروس من أجل الاستفادة من التعدين وغيره من الأصول. وسوف يكسب الجهاديون أراضي إضافية. وسوف تحقق الصين مكاسب مالية وتزيد من نفوذها، وكل ذلك بسبب تدهور الاستقرار في النيجر وغرب أفريقيا.

البرلمان الفرنسي يدعو الاتحاد الأوروبي لإدراج حرس النظام الإيراني ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية


15 عملية ينفذها شباب الانتفاضة ضد مقرات للحرس والباسيج وغيرها من مراكز القمع التابعة للنظام في طهران ومدن أخرى في إيران


دعم أكثر من 3000 برلماني، عمدة، وشخصية دينية، وسياسية من 78 دولة لدعوة “لا للإعدام” في إيران


علامات تحذيرية لانتفاضة جديدة في إيران