شؤون العرب والخليج

وكالات..

حصيلة حريق زفاف نينوى ارتفعت.. تصريح رسمي لـ جسور يكشف الكثير

"أرشيفية"

بروكسل

"اللهم نجّنا الموت حريقاً"، مقولة تردّدت على مسامعنا مراراً ولكنها تجلّت فجر الأربعاء في حريق اندلع بقاعة للأعراس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى في شمال العراق.

وحتى ساعات الصباح الأولى، كان عناصر الدفاع المدني يبحثون عن ناجين وسط حطام المبنى المتفحّم، في حين لم يبق من سقف القاعة المبنية من ألواح الخشب الذي انهار سقفها بشكل كامل جراء الحريق الكبير الناتج عن "ألعاب نارية" إلا هيكلها الحديدي، وفق السلطات العراقية الرسمية.

وتضاربت الأنباء بشأن الأعداد الصحيحة لضحايا الحريق، فبعد أن تواردت الأنباء عن مقتل 120 شخصاً وإصابة أكثر من 200، أفاد رئيس خلية الاعلام الأمني، اللواء سعد معن، لـ "جسور" بأنّ "الإحصائية الأخيرة لعدد وفيات حريق الحمدانية بلغت 94 قتيلا وأكثر من 100 مصاب"، مضيفا أنه "لا مؤشرات على وجود قصد جنائي في حريق الحمدانية". وأكد اللواء معن "توقيف 9 متهمين على خلفية الحادثة."

عامل الفساد

من جهته، رأى مستشار مؤسسة رؤى للدراسات، غام العابد، أنّ "الحريق قضاء وقدر، لكن هناك أسباب أخرى أدت إلى ارتفاع أعداد الضحايا والجرحى نتيجة هذا الحادث المأسوي من بينها تقصير لجان التفتيش أو اللجان المسؤولة عن منح الإجازات الخاصة بقاعات الأعراس"، وقال في اتصال مع "جسور": "كنا شاهدنا نوعيّة المواد الموجودة داخل القاعة، فهي مواد شديدة الخطورة كونها قابلة للإشتعال وهي ما سبّبت هذه الكارثة التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، لهذا يُعتبر عامل الفساد متواجد وبقوة، وهذا بطبيعة الحال ما يجب أن يتحمّله أولا أصحاب القاعة والجهات المأذونة بمنح الإجازات للقاعات."

وأكدّ العابد أنّ "الموضوع في غاية الخطورة، ولا يجب أن ينسحب فقط على قاعة "الهيثم" للأعراس، بل يجب على الحكومة المحلية في عموم محافظة نينوى القيام بجولة تفتيشية تشمل المدارس التي بنيت مؤخرا، والمولات، وجميع القاعات الكبيرة، كي لا تتكّرر هذه الفاجعة، مشدّدا على "ضرورة إجراء تحقيق شفّاف ونزيه وإطلاع الرأي العام على كافة تفاصيله بشكل واضح وصريح، متمنيا أن "تكون هناك وقفة جادة وحقيقية للحدّ من الفساد المستشري الذي أنهك البلاد والعباد." 

تحقيق عاجل

وكان أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد في وقت سابق، على ضرورة فتح تحقيق عاجل بحادثة حريق الحمدانية، وذكر في تدوينه له على منصة "إكس": "ما حصل لأبنائنا في قضاء الحمدانية فاجعة مؤلمة، وحادث اعتصر قلوبنا وقلوب كل العراقيين".

وشدّد على "ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث واتخاذ كافة إجراءات السلامة لمنع تكراره".

وأضاف: "عميق مواساتنا وخالص تعازينا الى ذوي الضحايا والشفاء العاجل للمصابين".

إلى ذلك، وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وزيري الداخلية والصحة بـ"استنفار كل الجهود لإغاثة المتضررين جراء الحريق".

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان، أن السوداني "أجري اتصالاً هاتفياً بمحافظ نينوى، للوقوف على تداعيات الحريق الذي وقع في إحدى قاعات الأعراس، ووجه وزيري الداخلية والصحة باستنفار كل الجهود لإغاثة المتضررين جراء الحادث المؤسف".

مواد سريعة الاشتعال

وأشارت الداخلية العراقية إلى أن سبب العدد الكبير من الضحايا يعود إلى أن القاعة كانت مغلّفة بألواح الإيكوبوند سريعة الاشتعال و"المخالفة لتعليمات السلامة، والمحالة إلى القضاء حسب قانون الدفاع المدني المرقم 44 لسنة 2013 لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة في منطقة الحمدانية بمحافظة نينوى".

ولفتت إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف مما أدى إلى اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر، قبل انتشار الحريق بسرعة كبيرة.

وأشارت إلى أن ما فاقم الأمر "الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الإيكوبوند البلاستيكية سريعة الاشتعال، وهو ما تسبّب بوقوع ضحايا وإصابات بين العائلات".

وأكدت الوزارة أنه تم فتح تحقيق واستدعاء خبير الأدلة الجنائية للتأكد من أسباب اندلاع الحريق وفق الإجراءات القانونية المتبعة.

وغالباً ما لا يجري الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، ولا سيّما في قطاعي البناء والنقل، كما أن البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، ما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.

وفي أبريل/ نيسان 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى "كوفيد" في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أوكسجين.

وبعد ذلك ببضعة أشهر، في يوليو/ تمّوز من العام نفسه، لقي 64 شخصاً حتفهم جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية في جنوب العراق اندلع في جناح لمرضى "كوفيد".

النظام الإيراني يخطط لمجزرة جديدة.. ووحدات المقاومة تستعد لانتفاضة حاسمة”


الأزمات الإنسانية في غزة وسياسات النظام الإيراني العدوانية


العلاقة بين النظام الإيراني والوكالة الدولية للطاقة الذرية: أزمة ثقة وآفاق غامضة


بيانات من داخل السجون الإيرانية تندد بتهديد نفي السجين السياسي سعيد ماسوري