شؤون العرب والخليج

تصاعد النشاط البعثي في لبنان: طموح لوراثة المشهد السياسي السُّني؟

"أرشيفية"

بروكسل

في مشهد لافت، عادت "موضة" الترهيب بصور الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة اللبنانية بيروت، ورافق هذا السيناريو الذي يحاول البعض فرضه، بلاغ لمحافظ بيروت يتعلق بإزالة الصور والإعلانات والشعارات والصور غير المرخصة في المدينة.

وسط تساؤلات اللّبنانيين عمّن يريد إعادة سوريا إلى بيروت، ومن له مصلحة بذلك، برزت نشاطات وتحركات لحزب البعث العربي الإشتراكي، الذي كان غائباً لفترة طويلة عن الساحة.

بحسب مصادر سياسية مطّلعة، ان "حزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان عاد ينتشر بعد استقطابه العنصر الشبابي عن طريق دفع الأموال أو الدخول من ثغرات الإنهيار الإقتصادي الذي يؤثر على حياتهم اليومية. لكن تخويف اللبنانيين بصور الأسد هو أسلوب ولّى عليه الزمن".

وعن سبب عودة حزب البعث إلى الساحة، قالت المصادر: "حزب الله لا يمكنه الدخول إلى مناطق بيروت بوجهه الحقيقي، لذلك يستعين بعنصر متخف تحت شعار عروبي، ليستقطب بواسطته الشباب عموما والسنّة خصوصا الذين توجهات معظمهم عروبية بحت. فبدلاً من ذهاب جميعهم إلى الخليج، يلجأ قسم كبير منهم إلى الحضن السوري".

كما لم تستبعد المصادر أن يكونوا القادمين من سوريا إلى لبنان هم من التابعين لنظام الأسد وليسوا من المعارضة، وقد ينضموا إلى صفوف البعث في البلاد. إذ ان نشاطات هذا الحزب المتزايدة تستوجب القلق لأنه لا يمكننا العودة إلى ما قبل العام 2005، فالبعض دفع دمه ثمن إخراج السوريين من لبنان".

والجدير ذكرة، بحسب المصادرن ان "حزب البعث قام بإرسال مواد غذائية إلى سوريا بعد وقوع الزلزال الأخير، وذلك ليصبح ذات حيثية، كما ان الإعلام السوري يغطي كافة أخبار هذا الحزب".

رايات بيضاء

وتابعت: "منذ استلام علي حجازي أمانة الحزب العامة، والإحتفالات والتحركات التي ينفذها الحزب تتخطى المعقول. وأبرزها كان في برج حمود، تلك المنطقة التي تمثّل رمزية معينة لدى الموارنة والأرمن. كذلك، مكاتب الحزب التي كانت أشبه بمدينة أشباح، خصوصا مكتب رأس النبع، باتت اليوم تضجّ بالنشاطات والأعلام والرايات، وتحديداً البيضاء منها، وكأنه استحداث لحزب جديد في لبنان، كما تعج بالشباب، وأبناء عرسال التي كأنها تقول إنها كانت في السابق مخطوفة واليوم أُطلق سراحها مع الأسد".

وسألت المصادر: "هل ورث البعث أيضاً في البقاع والشمال تيار المستقبل مستخدماً لغة التجديد والتغيير؟".

وكانت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت قد أعلنت في بيان، أن محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود أصدر بلاغاً حمل الرقم 6920/2023 يتعلق بإزالة الصور والإعلانات والشعارات والصور غير المرخصة أينما وجدت في مدينة بيروت، جاء فيه: "حيث أن بعض الأشخاص عمدوا الى تعليق صور ويافطات واعلانات تعود لانتماءات حزبية وسياسية، كما وانّ بعض الاشخاص والمؤسسات والشركات تقوم بانتهاز الفرصة لنشر الاعلانات والملصقات الخاصة بهم، في مختلف شوارع العاصمة وعلى أعمدة الإنارة وفي الاملاك العامة وعلى جدران الابنية وذلك بصورة مخالفة للقانون وبدون تراخيص مسبقة مما يؤدي الى تشويه وجه العاصمة الحضاري".

"شعارات اخلافية"

وتابعت: "لجعل بيروت مدينة خالية من الشعارات الخلافية والتي تؤدي الى الإنقسام بين أبنائها، نأمل من جميع المعنيين الإلتزام بالقوانين والأنظمة المرعية الإجراء والتقدم بطلبات التراخيص اللازمة وفقاً للأصول، أو إزالة هذه الصور والإعلانات والشعارات أينما وجدت، والاّ اضطررنا آسفين الى إزالتها على نفقتهم ومسؤوليتهم. علماً بأنه تم تكليف مصلحة النظافة في بلدية بيروت بمؤازرة فوجي إطفاء وحرس بيروت إزالة كافة هذه الشعارات والصور والإعلام والإعلانات المنتشرة في مختلف شوارع العاصمة".

وحزب البعث اللبناني هو تنظيم موال للقيادة القومية المرتبطة بحزب البعث السوري.

ترجع بداية حزب البعث في لبنان إلى الخمسينيات، وقد عقد أول مؤتمر له عام 1956. كونت التنظيم بشكله الحالي المجموعة التي بقيت موالية لشق صلاح جديد وحافظ الأسد إثر الانقسام الذي حصل في الحزب في الستينيات.

ففي منتصف الستينيات انقسم الحزب، الذي كان حاكما في سوريا، إلى شقين: شق يقوده جديد والأسد وآخر يقوده ميشال عفلق وصلاح بيطار. وأدى انقسام الحزب في سوريا إلى حدوث انقسام مماثل في لبنان، وما لبث أن انضم الجناح الآخر إلى القيادة القومية المرتبطة بحزب البعث العراقي.

النظام الإيراني يخطط لمجزرة جديدة.. ووحدات المقاومة تستعد لانتفاضة حاسمة”


الأزمات الإنسانية في غزة وسياسات النظام الإيراني العدوانية


العلاقة بين النظام الإيراني والوكالة الدولية للطاقة الذرية: أزمة ثقة وآفاق غامضة


بيانات من داخل السجون الإيرانية تندد بتهديد نفي السجين السياسي سعيد ماسوري