شؤون العرب والخليج
تصعيد على الجبهة الشمالية بغاية تشتيت تركيز إسرائيل على غزة
استنفار على الحدود مع لبنان
قتلت إسرائيل الاثنين “عددا من المسلحين المشتبه بهم” تسللوا من لبنان، في عملية تبنتها حركة الجهاد الإسلامي التي تقول إنها تشارك مع حركة حماس الإسلامية في الهجوم على إسرائيل.
ويقول متابعون إن عناصر من الجهاد ما كانت لتتمكن من التسلل عبر هذه المنطقة لولا حصول الحركة الفلسطينية على ضوء أخضر من حزب الله، مشيرين إلى أن العملية تستهدف على ما يبدو تشتيت تركيز إسرائيل على الجبهة الجنوبية، حيث تخوض حربا مفتوحة مع حماس والجهاد.
وأورد الجيش الإسرائيلي في بيان “في أعقاب تقرير أولي، قتل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي عددا من المشتبه بهم المسلحين الذين تسللوا إلى الأراضي الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية”.
وقال إنه يواصل “تمشيط المنطقة”، التي تعرضت لقصف مدفعي وجوي استمر لساعات.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان عبر تطبيق تلغرام، “مسؤوليتها عن العملية التي نفذت بعد ظهر الاثنين في الجنوب اللبناني عند الحدود مع فلسطين المحتلة”، ضمن “معركة طوفان الأقصى”.
وكان حزب الله، العدو اللدود لإسرائيل والذي أعلن دعمه للعملية التي تقودها حماس واستهدف الأحد بقذائف مواقع إسرائيلية في منطقة حدودية متنازع عليها، قد سارع إلى نفي مسؤوليته عن التسلل.
وقال مكتبه الإعلامي “لا صحة للمعلومات المتداولة عن اشتباك بين عناصر المقاومة والعدو الإسرائيلي أو أي عملية تسلل إلى الداخل”.
وردا على عملية التسلل، قصفت إسرائيل تباعا عددا من القرى والبلدات الحدودية في جنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من حزب الله.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام، وهي الوكالة الرسمية في لبنان، أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بالمدفعية منطقة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي وصولا إلى بلدات مروحين والبستان والزلوطية”.
وقال رئيس بلدية الضهيرة عبدالله الغريب “تعرضت حقول زراعية في أطراف البلدة لقصف مدفعي إسرائيلي كثيف، سبقه دوي رشقات متقطعة”، استمر قرابة ثلاثة أرباع الساعة.
وسرعان ما توسّعت دائرة القصف لتشمل بلدات عدّة، بينها عيتا الشعب، وسط تحليق مكثف لطائرات استطلاع إسرائيلية.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان تعرض خراج بلدتي عيتا الشعب والضهيرة ومناطق حدودية أخرى “لقصف جوي ومدفعي من جانب العدو الإسرائيلي”، داعيا “المواطنين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وعدم التوجه إلى المناطق المحاذية للحدود حفاظا على سلامتهم”.
وأفاد شهود عيان في بلدة عيتا الشعب بنزوح العشرات من العائلات اللبنانية واللاجئين السوريين من المناطق التي يستهدفها القصف الإسرائيلي.
وحث رئيس بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) اللواء أرولدو لاثارو، الاثنين، الأطراف المعنية على “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل لمنع المزيد من التصعيد”، وفق بيان عن المتحدث باسم القوة الدولية.
ويأتي التوتر بعد يوم على إعلان حزب الله، القوة السياسية والعسكرية البارزة في لبنان، الأحد، أنه أطلق “أعدادا كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة” على ثلاثة مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ردّ بقصف مدفعي على جنوب لبنان. وتجمع حزب الله، المدعوم من طهران، بالجهاد الإسلامي علاقة وثيقة. ويتلقى الطرفان دعما مباشرا من إيران.
ولا يخفي اللبنانيون ودول المنطقة هواجسهم من أن يزج حزب الله بلبنان في الحرب الدائرة في غزة، لكن محللين يستبعدون أن يقدم الحزب على هذه الخطوة، لأنها ستدخل المنطقة في حرب موسعة لن يكون أحد مستفيدا منها.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين أن الرد الإسرائيلي على الهجمات التي شنتها حماس السبت من غزة “سوف يغير الشرق الأوسط”.
وقال نتنياهو لمسؤولين من بلدات بجنوب إسرائيل “ما ستواجهه حماس سيكون عنيفا ورهيبا. نحن في البداية فقط”.
وشنّت حركة حماس السبت هجوما مباغتا على إسرائيل بالصواريخ وعبر التسلل البري والبحري. وخلف التصعيد حتى اللحظة أكثر من 900 قتيل في الجانب الإسرائيلي و560 قتيلا في قطاع غزة والآلاف من الجرحى في الجانبين.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الاثنين، أنه أمر بفرض “حصار كامل” على قطاع غزة الذي تديره حماس.
وفيما يعمل الجيش الإسرائيلي على إنقاذ نحو مئة إسرائيلي تحتجزهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي منذ هجوم السبت، أكّد عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران أنّ الحركة لن تتفاوض حاليا على تبادل للأسرى طالما أن عمليتها مستمرة.
وقالت حماس مساء الاثنين إنها ستبدأ في إعدام أسير مدني إسرائيلي مقابل أي قصف إسرائيلي جديد على منازل المدنيين دون إنذار مسبق.
وفي اليوم الثالث من الهجوم المباغت الذي نفذته الحركة انطلاقا من قطاع غزة بحرا وبرا وجوا عبر مظلات، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “استعاد السيطرة” على البلدات الواقعة جنوب قطاع غزة والتي هاجمتها عناصر حماس وأوقعت فيها قتلى وأسرت عددا من الأشخاص.
ومع ذلك، قال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري للصحافيين إنه “من المحتمل أن يكون ما زال هناك إرهابيون في المنطقة”.
بعد ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه أمر بفرض “حصار كامل” على قطاع غزة. وأضاف غالانت في بيان مصور “نفرض حصارا كاملا على قطاع غزة، لا كهرباء، لا طعام ولا ماء ولا غاز… كل شيء مغلق”، علما بأن الدولة العبرية تفرض منذ أكثر من 15 عاما حصارا على القطاع حيث يعيش 2.4 مليون نسمة، مع السماح بدخول السلع الغذائية والأساسية عبر إسرائيل. وقال غالانت “نحن نقاتل حيوانات ونتصرف وفقا لذلك”.