شؤون العرب والخليج

أحداث بنغازي بين القلق الأممي ودعوة الدبيبة إلى التحقيق فيها

عملية أمنية ضد خلايا مسلحة تسللت إلى مدينة بنغازي

بنغازي

يشهد الوضع في مدينة بنغازي الليبية تطورات أمنية وسياسية واجتماعية مثيرة مع استمرار قطع شبكات الاتصالات لليوم الرابع على التوالي، فيما طالب رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة النائب العام المستشار الصديق الصور بفتح تحقيق في أحداث بنغازي.

وفي كلمة ألقاها أمس الاثنين ضمن ندوة وزارة المواصلات حول الاستعداد لبرنامج التدقيق الدولي على ليبيا في مجال الطيران المدني، وبحضور عدد من السفراء والشخصيات الدبلوماسية، قال الدبيبة “تشهد مدينة بنغازي منذ ثلاثة أيام أحداثا استثنائية، والتقارير تقول إن هناك مواجهات مسلحة داخل أحد أحياء المدنية، إضافة إلى قطع متعمد لشبكات الاتصالات، ما جعل ثاني أكبر المدن الليبية وحاضرة المنطقة الشرقية معزولة تماما عن العالم”.

وأضاف “مثل هذه الحوادث لا تهدد حياة المواطنين فقط بل تمس وحدة ليبيا وسيادتها ونسيجها الاجتماعي، وعليه أحث الجهات الأمنية في بنغازي على القيام بواجبها لحماية أهالي المدينة”، داعيا النائب العام الصديق الصور إلى “فتح تحقيق شفاف، فمن حق الشعب الليبي معرفة الحقيقة، ويجب محاسبة المسؤولين عن تعريض المواطنين العزل للخطر”.

ويعتبر هذا الموقف أول رد فعل من سلطات العاصمة طرابلس على الأحداث الأمنية التي شهدتها مدينة بنغازي منذ الجمعة الماضية، والمتمثلة في مواجهات مسلحة بين قوات الجيش والأجهزة الأمنية من جهة، وخلايا مسلحة موالية لوزير الدفاع الأسبق المهدي البرغثي من جهة ثانية.

وأكدت مصادر مطلعة أن انقطاع الاتصالات استمر أمس الاثنين، وقال مدير الإعلام الرقمي بالشركة الليبية القابضة للاتصالات محمد البديري إن السبب يعود إلى قطع كابل الألياف البصرية في عدة مسارات مختلفة منذ مساء الجمعة الماضية.

وفي الأثناء أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء الاشتباكات المسلحة في بنغازي، مطالبة السلطات في شرق ليبيا بإعادة تشغيل جميع شبكات الاتصالات بشكل عاجل في بنغازي بعد قطعها منذ اندلاع الاشتباكات يوم السابع من أكتوبر الجاري.

وقالت البعثة إنها تواصل التحري عن التقارير الواردة بشأن وقوع ضحايا مدنيين. وتذكّر المنخرطين في الاشتباكات بضرورة احترام التزاماتها بحماية المدنيين، مضيفة أن الحصول على المعلومات ومشاركتها من حقوق الإنسان، كما أن الاتصالات تمثل شريان حياة للمدنيين الواقعين في مناطق المواجهات.

وفي رد مباشر أبدى رئيس الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب أسامة حماد استغرابه مما ورد في بيان البعثة الأممية بوصفها اشتباكات منطقة السلماني المحدودة لساعات بالاشتباكات المستمرة.

وقال حماد إن “عملية أمنية محدودة ضد مجموعة تخريبية لمدة ساعتين مساء الجمعة حولتها البعثة الأممية إلى اشتباكات مستمرة وهذا أمر غريب، كما أستنكر ما جاء في بيان البعثة الأممية”.

وأكد على أن ما ورد غير صحيح، داعيا إلى “الحرص على نقل الحقيقة، حيث لديهم مكتب في بنغازي يمكنهم التحقق منها”، وأضاف أن “البعثة تقع دائما في مغالطات وتتسرع في نشر بيانات ثم تعتذر بعد ذلك، وهذا أصبح محرجا”.

ورأى مراقبون أن موقف حماد يعبّر عن موقف قيادة الجيش، ويهدف إلى التقليل من شأن الأحداث التي شهدتها بنغازي خلال الأيام الماضية، وإلى حالة الاحتقان السائدة في مناطق عدة سواء بسبب التضييق على الحريات العامة والخاصة أو نتيجة قطع الاتصالات المتعمد من قبل السلطات الحاكمة في شرق ليبيا. 

وكان مصدر عسكري أعلن عن انطلاق عملية أمنية للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في بنغازي ضد خلايا مسلحة تسللت إلى المدينة، مشيرا إلى أن المتسللين شاركوا في مجزرة براك الشاطئ سنة 2017 بقيادة المهدي البرغثي وفي الهجمات على الموانئ النفطية ومناطق سلطان والجليداية عام 2016 بقيادة إبراهيم جضران.

وتلفت تقارير محلية إلى أن وزير الدفاع الأسبق دخل المدينة رفقة 15 سيارة عسكرية من مدخلها الجنوبي عبر مدينة سلوق التي تربطه ببعض مكوناتها صلات اجتماعية، والتي وصلها عبر الطرق الصحراوية في بلدة ساونّو جنوب إجدابيا، ودخل بنغازي دون أن تعترضه أي جهة. 

وفي حركة استعراضية تم عبر وسائل التواصل الاجتماعي نشر فيديوهات وصور تبرز استقبال البرغثي لأعداد من مناصريه، وخاصة من قبيلة البراغثة التي ينتمي إليها وهي جزء من قبيلة العواقير، في منزله وفي خيام نصبت للغرض، مع وجود سيارات عسكرية وعدد من المسلحين.

ورجح متابعون للشأن الليبي أن يكون قطع شبكات الاتصالات قد تم بسبب المخاوف من استعمال مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي في التنسيق بين الخلايا النائمة والحض على الانتفاض في وجه القوات العسكرية والأمنية والترويج للمواقف المناهضة لخليفة حفتر القائد العام للجيش.

وأوضحت أوساط مطلعة أن قوات الجيش قامت باعتقال البرغثي، وأن انتشارا عسكريا وأمنيا واسعا لوحظ في منطقة السلماني وفي عدد من المناطق الأخرى لمواجهة أي تحركات من قبل أنصار وزير الدفاع الأسبق أو من الجماعات المتشددة الموالية له والتي تسللت من جديد إلى بنغازي خلال الفترة الماضية.

وقال العمدة عبدالسلام عبدالعاطي البرغثي، شيخ قبيلة البراغثة الذي نفى الشائعات المتداولة عن اعتقاله، “نحن غير راضين عن الاختراق الأمني الذي قام به المهدي البرغثي”، وأضاف أن مسلحي رتل المهدي البرغثي غير أسوياء وقبيلة البراغثة لا ترضى بما قام به وزير الدفاع الأسبق.

وتابع “لو أراد المهدي البرغثي المصالحة لجاء بالطائرة واستقبله المشير خليفة حفتر بالصلح”، مشيرا إلى أنه “تقدم لحفتر في شهر رمضان بطلب من القبيلة لبحث ملف الصلح، ووجد لديه موافقة على ذلك”.

وكانت قبيلة البراغثة أكدت وقوفها إلى جانب المهدي البرغثي، ودعت من وصفتهم بـحلفائها التاريخيين في برقة إلى التدخل. وقالت إنه “لا هدف له إلا إعادة تصحيح مسار المؤسسة العسكرية وإرجاعها إلى دورها الرئيسي، بوصفها ليست ملكاً لشخص”، وفق نص البيان الصادر عنها الأحد.

جان بيير برار: مقاومة الشعب الإيراني المنظمة هي السبيل الوحيد للتغيير الديمقراطي في إيران


الطريق الوحيد لإنهاء تهديدات النظام الإيراني يكمن في دعم وحدات المقاومة


إيران وتداعيات حرب الأخيرة: ما هو “الخيار الثالث”


اليوم الثامن تنفرد بمقابلة مع قيادي بارز في المعارضة الإيرانية