أخبار

تقرير: مصير الدّولة الأحوازيّة رهن باستمرار النّضال

"أرشيفية"

فرنسا

لا يبدو ميزان القوى ثابتًا في ظلّ هذه التغيّرات الجيواستراتيجيّة عالميًّا. فتداعيات الحرب الروسيّة على اوكرانيا تتفاعل أكثر فأكثر. والدّول الكبرى اليوم تعمل على تجنّب المشاكل والحروب أكثر بسبب تداعيات الأزمة الاقتصاديّة عالميًّا. مقابل ذلك، تنامى نجم المملكة العربيّة السعوديّة مع الرؤية التي وضعها وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان والتي تقوم على تصفير المشاكل بالمنطقة، عملاً للتفرّغ إلى استثمار قدراتها.

وسط هذه الساحة الدّوليّة تبرز القضيّة الأحوازيّة كقضيّة شعب يكافح للاستمرار بنضاله الذي ناهز القرن من الزّمن مواجهًا عمليّات استيطان فارسي في أرضه العربيّة وتطهير عرقي بأساليب متعدّدة في محاولة من نظام الملالي لإسقاط الحلم الأحوازي.

تضارب الحراك الأحوازي مع نظام الملالي

من المهم النظر إلى الخارطة السياسية داخل إيران في محاولة لفهم طبيعة أي تحرك شعبي داخلي، إن كان من الجانب الأحوازي أو من جانب الشعوب غير الفارسية التي تشكّل النسيج القومي للجمهورية الاسلامية؛ وفي الوقت عينه من جانب الفرس أنفسهم. ولعلّ هذا ما جعل القضيّة الأحوازيّة لقمة سائبة على موائد الأمم التي نجحت في الاستثمار فالخلافات الإيرانيّة الدّاخليّة.

وفي هذا السياق لا يعتقد الناشط السياسي دانيال الأحوازي في حديثه لجسور، العضو في حزب العمّال البريطاني " أنّ أي حراك شعبي داخل إيران قد يؤدي إلى إسقاط هذا النظام أو التحرر منه لعدة أسباب:

-  عدم وجود تجانس قومي بين مكونات الشعب الايراني المكون من أكثر من سبعة شعوب، وكلّ واحد من هذه الشعوب لديه مطالب تختلف من شعب إلى غيره.

-  الأحوازيّون انفصاليّون يطالبون باستعادة دولتهم التي احتلّها الفرس في العام 1925.

-  شعب بالوشي وتركي آذري وكردي وغيلكي وغيره من الشعوب التي تتصارع حضاريًّا.

يضاف الى ذلك الاسباب الدولية حيث يفصّل الأحوازي في حديثه لجسور أنّ " المجتمع الدولي لا يرغب باسقاط نظام ملالي طهران على قاعدة أن العالم لا يتحمّل فوضى أخرى وتدفق لاجئين الى دول أوروبية وغيرها." ويرى الأحوازي أيضًا أنّ "مثلث الشر الذي يربط ما بين روسيا والصين وايران هو الذي وفر الدعم للنظام الايراني كالدعم النووي الروسي ما مكن نظام الملالي من الوصول الى ما وصل إليه اليوم في مسألة تخصيب اليورانيوم. إضافة إلى دعم نظام الملالي في الامم المتحدة باستعمال حق الفيتو في القرارات التي تدين ايران."

الأحوازيّون يواجهون على عدّة جبهات

ويعيد دانيال الأحوازي عدم قدرة الشعب الإيراني على القيام بثورة منتجة إلى " اختلاف مطالب الشعوب في ايران." وبرأيه ما يعيق تقدّم القضيّة الأحوازيّة اكثر هو "عدم تلاقي مطالب الشعب الأحوازي والمعارضة الايرانية التي ما زالت حتى الساعة مؤمنة بالحكم المركزي ووحدة إيران. فالمواجهة التي يخوضها الأحوازيون لا تقتضر فقط على نظام الملالي بل هي تشمل أيضًا المعارضة الايرانية التي تسعى للانقلاب على نظام الملالي." فهذه كلها لا توفّر أي بيئة حاضنة لأيّ حراك تحرّري، إن كان أحوازي أو إيراني داخلي. ناهيك عن موضوع الاقتصاد الايراني المتهاوي تحت نير العقوبات الدّوليّة. فهذا ما يزيد القضية الاحوازية تعقيدًا ويجعلها أضحية في صراع الأمم.

ويكشف دانيال الأحوازي لجسور عن "وجود بعض الايرانيين في المنظمات الحقوقية الدولية أو بعض البرلمانات الاوروبية، إن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا ما يزيد قضية الأحواز تعقيدًا. فالتعتيم كامل من الناحية الحقوقية الدولية." ومقابل هذا الهجوم الايراني على المحافل الحقوقيّة الدّوليّة لمحاربة القضيّة الأحوازيّة يكشف الأحوازي عن "تنسيق بين التنظيمات الاحوازية على اختلاف الآراء للمواجهة، حيث يطرح بعض هذه التنظيمات مبدأ خق تقرير المصير، والفدرالية. ويضاف إليها التنسيق مع الحركات التي تقودها الشعوب غير الفارسية، ومن أهمها أصحاب الفكر الفدرالي كمؤتمر الشعوب الفدرالية في إيران."

لا قدرة اليوم للتحرّر لكن الأمل بالغد

يرى الناشط دانيال الأحوازي أن " تغيير الخرائط يتطلب موافقة أممية. فضمن النظام الدولي الحالي يبدو ذلك صعبًا جدًّا. وفي الوقت عينه يواجه الأحوازيون عمليات تغيير ديموغرافي يقودها النظام الايراني في داخل الاقليم، يضاف إليها عمليات التطهير العرقي بأشكالها المختلفة، دمويةً كانت أم تهجيرية عبر تجفيف للأنهر وبماء سدود من دون مراعاة الأثر البيئي الذي يضرب أدنى مقومات العيش الجغرافية."

ويختم الأحوازي حديثه لجسور معتبرًا أنّ " هذه الضغوطات مارسها النظام الايراني بالكامل لاقتلاع هذا الشعب من أرضه واستبداله بشعوب من خارج نسيجه التاريخي، تحقيقًا للأجندة المرسومة داخليًا من قبل النظام الايراني، او من قبل بعض الجهات الدولية المتواطئة ضدّ الشعب الأحوازي، تركت الأحوازيين بلا قدرة على المواجهة في الاصعدة كافة مادية أم إعلامية، بهدف الوصول إلى صناع القرار لإيصال الصوت العربي الاحوازي وصولا الى تحقيقات آمال هذا الشعب."

فهل يكون الأمل بالمستقبل الأحوازي المشرق من بوابة دور عربيّ داعم يتنامى في الساحة الدّوليّة؟

أمسية رمضانية في باريس: شخصيات بارزة تؤكد دعمها للمقاومة الإيرانية


مريم رجوي: لا إكراه في الدين ولا للدين القسري


المقاومة الإيرانية بعد باريس في واشنطن


قرار مجلس النواب الأمريكي رقم 166 يُقدَّم بدعم أكثر من 150 نائبًا – تأييد لمطلب الشعب الإيراني بإقامة جمهورية ديمقراطية