شؤون العرب والخليج
ملتقى زراعي في المغرب يرسم آفاق تحفيز قدرات قطاع التمور
هنا أفضل ما يمكنك تذوقه من التمور
يسعى المسؤولون المغاربة من خلال إقامة منتدى حول التمور لمناقشة التحديات والفرص الريادية التي تواجه مجال زراعة النخيل المهم، مما يتيح لهم الوقوف على الإجراءات التي يمكن اتخاذها والبناء عليها مستقبلا.
وعلى مدار خمسة أيام حظيت الدورة الثانية عشرة من الملتقى الدولي للتمور التي احتضنها مدينة أرفود بإقليم الرشيدية جنوب شرق البلاد مؤخرا بمناقشات مستفيضة وتبادل الخبرات والتجارة على الصعيدين المحلي والدولي بشأن الارتقاء بالقطاع.
وقال وزير الفلاحة محمد صديقي إن “هذا المعرض يلعب دورا مهما في جمع منتجي التمور عبر دول العالم من خلال تبادل الأفكار والتجارب والخبرات”. وأشار في الوقت نفسه إلى أن المغرب حقق إنتاجا مهما خلال الموسم الحالي بالرغم من الجفاف الذي تعرفه المناطق المنتجة.
وشددت الفيدرالية البيمهنية المغربية للتمور والمنظمات المهنية وأصحاب المشاريع على ضرورة تسليط الضوء على أهمية مواصلة تعزيز الاستثمار في القطاع الذي يعتبر بمثابة محرك للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. كما ركزت على قضية استدامة النظم البيئية للواحات المعرضة بشكل متزايد للتغيرات المناخية.
وأكد المدير الجهوي للزراعة بدرعة تافيلالت جمال بن ميمون على أن الملتقى حدث رائد على المستوى المحلي والدولي، مع تنظيم استثنائي ومنتجات عالية الجودة وتدفق كبير للزوار ومشاركة غير مسبوقة للعارضين من بين الفاعلين الرئيسيين في مجال النخيل.
وتميزت الدورة بمشاركة 245 عارضا يمثلون المغرب وعشر دول أخرى منها مصر والسودان والأردن، كما بلغ عدد الزوار أكثر من 88.7 ألف زائر.
وتجاوز حجم مبيعات الملتقى هذه السنة 37 مليون درهم (3.6 مليون دولار)، واعتبرت وزارة الفلاحة المغربية أنها زيادة لافتة بنسبة 32 في المئة مقارنة بالدورة السابقة.
وحسب معطيات الوزارة فإن قطاع النخيل يحظى باهتمام حيوي نظرا لتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في مناطق الواحات. وبلغت مساحة إنتاج التمور خلال الموسم الزراعي 2022 – 2023 ما يقارب 65.7 ألف هكتار، أي ما يزيد عن 7 ملايين نخلة.
ويحظى الملتقى بمكانة مميزة في إطار السياسة الزراعية للبلاد خصوصا قطاع النخيل الذي يحظى بنسبة تتراوح بين 20 إلى 60 في المئة من الدخل الزراعي لأكثر من 4.4 مليون نسمة.
ويوفر بالإضافة إلى التمور مواد مختلفة مخصصة للحرف والبناء وإنتاج الطاقة، حيث يتمتع النخيل بواحد من أغنى الأصناف على المستوى الدولي مع أكثر من 450 نوعا.
ويشكل الإنتاج المحلي نحو 70 في المئة من الطلب المحلي، ويتم اللجوء إلى الاستيراد في فترات الاستهلاك المرتفعة، خاصة في شهر رمضان والأعياد الدينية.
ونظمت وكالة التنمية الزراعية ومجموعة القرض الزراعي للمغرب، على هامش الملتقى، منتدى الاستثمار تحت شعار “تشجيع الاستثمار في سلسلة التمور من أجل تطوير الإنتاجية وضمان استدامة الواحات”.
وشهد المنتدى حضورا لافتا لمجموعة من الفاعلين في سلسلة التمور من القطاعين العام والخاص، كمنصة لتبادل الخبرات بين الفاعلين في القطاع لتطوير سلسلة التمور، في إطار تنزيل أهداف إستراتيجية الجيل الأخضر التي تمتد حتى 2030.
وأكد المدير العام للوكالة المهدي الريفي في افتتاح المنتدى أن القطاع الزراعي يتيح العديد من الفرص الاستثمارية لفائدة المستثمرين، خاصة في نخيل التمر، في ظل مناخ الأعمال “المستقر والواعد”.
وقال إن “هذه الفرص تهم جميع مراحل سلسلة القيمة، وأن الحكومة تقدم تسهيلات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بعمليات استئجار الأراضي التي تقع ضمن الملك الخاص للدولة والأراضي التابعة للجماعات المحلية”.
واستعرض الريفي إنجازات مخطط المغرب الأخضر في مجال تنمية نخيل التمر مع غراسة 3 ملايين نخلة، مبرزا أهمية ترصيد المكتسبات من خلال تنفيذ أهداف إستراتيجية الجيل الأخضر، التي تضع النخيل ضمن قطاعاتها الرئيسية.
ومثل مجال النخيل محورا لعقد برنامج عمل بين الحكومة والفيدرالية البيمهنية للتمور للفترة الممتدة بين 2021 و2030.
وخصص لمشروع التطوير 7.5 مليار درهم (730 مليون دولار) لزراعة 5 ملايين نخلة بحلول 2030، منها 3 ملايين في بساتين النخيل التقليدية ومليونان في مناطق توسعة الزراعات الحديثة.
وقالت لطيفة اليعقوبي المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرة الأركان، إن “تطوير قطاع نخيل التمر يوجد في صلب أولويات إستراتيجية الجيل الأخضر”.
وفاز جناح دولة الإمارات بالمركز الأول في نسخة العام الحالي، والذي كانت فيه المشاركة الأكبر في تاريخ مشاركات الجائزة منذ دورة 2012، حيث شكلت مشاركة البلد الخليجي علامة فارقة بين الوفود الدولية المشاركة في الملتقى.
وأكد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي عبدالوهاب زايد أن ملتقى 2023 حقق “نجاحا كبيرا” خاصة على مستوى التنظيم وجودة المنتجات المعروضة.
وقال في تصريحات صحافية على هامش الملتقى إن “الملتقى يتيح الفرصة لإنشاء آليات تعاون بين الفاعلين الرئيسيين في مجال نخيل التمور محليا وإقليميا ودوليا”.
وأضاف أنه “يشكل أيضا فرصة لإبراز جهود دولة الإمارات في تطوير القطاع”، مضيفا أن الحدث أضحى ملتقى “لا غنى عنه” لتبادل التجارب والخبرات بين المنتجين والمصدرين.