شؤون العرب والخليج
نجاح الخطوة الأولى لتبادل الرهائن لا يبدد المخاوف حيال استمرار الحرب
لا يوحي نجاح الخطوة الأولى لتبادل الرهائن بين حماس وإسرائيل بوجود مؤشرات على أن الهدنة التي ستستمر أربعة أيام قد يتم تمديدها، وأن الحرب يمكن أن تتوقف. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الجمعة أن بلاده ستواصل الحرب بكامل القوة العسكرية بعد الهدنة.
وأضاف "لن نتوقف حتى نحقق أهدافنا: تدمير حماس وإعادة الرهائن من غزة إلى إسرائيل. هناك 240 رهينة وهذا شيء لا يمكننا قبوله ولا نستطيع أن نتسامح معه”. وقال قائد الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي “نحن لا نوقف الحرب. سنواصل حتى النصر”.
وذكر الناطق باسم الجيش دانيال هغاري أن “السيطرة على شمال قطاع غزة هي المرحلة الأولى من حرب طويلة المدى ونستعد للمراحل التالية”. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بعدما التقى بنيامين نتنياهو، ثم يلتقي مسؤولين فلسطينيين، إنه “يعمل على إيجاد حل سياسي طويل المدى لهذه الأزمة”.
واكتفت الدول المعنية بالملف، وخاصة الولايات المتحدة، بمراقبة تنفيذ اتفاق تبادل الرهائن دون وجود أي تصريح يشجع على استمرار التفاوض باعتباره أَأْمن طريق لإعادة بقية الرهائن ووقف الحرب والتقدم في بحث فرص الحل السياسي. وأفرجت حماس عن 13 من الرهائن الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين في غزة، بينما أطلقت إسرائيل سراح 39 من المعتقلين في سجونها.
وإضافة إلى الإسرائيليين الثلاثة عشر، وهم من الأطفال والنساء، أطلقت الحركة سراح عشرة تايلانديين وفلبيني واحد كانوا محتجزين منذ الهجوم الذي شنّته الشهر الماضي على جنوب إسرائيل، بحسب قطر التي توسطت في الاتفاق. كما أفرجت إسرائيل عن 39 امرأة وطفلا.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن “الرهائن المفرج عنهم خضعوا لتقييم طبي أوّلي داخل الأراضي الإسرائيلية”، مضيفا “سيستمر جنود الجيش الإسرائيلي في مرافقتهم أثناء توجههم إلى المستشفيات الإسرائيلية، حيث سيتم لمّ شملهم مع عائلاتهم”. وأظهرت قائمة نشرها مكتب رئيس الوزراء نتنياهو أن من بين الرهائن المفرج عنهم ثلاث فتيات وصبي تتراوح أعمارهم بين عامين وتسعة أعوام، بالإضافة إلى ستّ نساء تزيد أعمارهن عن 70 عاما.
من جهتها أفرجت إسرائيل عن 39 فلسطينيا بحسب نادي الأسير الفلسطيني. وشاهد مراسل فرانس برس عملية إطلاق سراح 28 منهم في بيتونيا بالضفة الغربية المحتلة، فيما نقل 11 آخرون للإفراج عنهم في القدس الشرقية المحتلة. وكانت هيئة الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية نشرت بعد ظهر الجمعة قائمة تضم 39 اسما لأسرى فلسطينيين، هم 15 فتى و24 امرأة. وقبل ذلك أطلق الجيش الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع لتفريق فلسطينيين تجمعوا بالقرب من سجن عوفر في الضفة الغربية المحتلة.
وبدأ الجمعة سريان هدنة من أربعة أيام بين إسرائيل وحركة حماس. وتوصلت قطر -الوسيط الرئيسي، إلى جانب مصر والولايات المتحدة- إلى اتفاق الهدنة القابلة للتمديد والتي تنص على تبادل 50 رهينة محتجزة في غزة بـ150 معتقلا فلسطينيا لدى إسرائيل.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمة الجمعة التزام حماس "بتنفيذ الاتفاق (حول الهدنة) وإنجاحه طالما التزم العدو بتنفيذه". من جهته أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الجمعة التزامه بـ"إعادة جميع المخطوفين". وقال في بيان إن إعادة الرهائن هي "من أهداف الحرب ونحن ملتزمون بتحقيق كافة أهداف الحرب".
وفي واشنطن قال مسؤول في البيت الأبيض “لا نتوقع أن يكون أميركيون من بين المجموعة الأولى التي تم إطلاق سراحها…، لكن نأمل أن يكون هناك أميركيون من بين الخمسين المفرج عنهم”. وتهدّئ هذه الهدنة روْع سكان قطاع غزة، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، بعد حملات القصف الإسرائيلية العنيفة منذ السابع من أكتوبر.
وفي غزة بدأ منذ ساعات الفجر الأولى عشرات الآلاف من السكان مغادرة المدارس والمستشفيات التي احتموا فيها للعودة إلى بيوتهم في المناطق الشرقية الحدودية لخان يونس ورفح والبريج والمغازي ودير البلح التي غادروها قبل أسابيع. ونشرت إسرائيل قائمة تضم أسماء 300 فلسطيني قد يفرج عنهم، من بينهم 33 امرأة و267 قاصرا دون التاسعة عشرة، وينتمي 49 منهم إلى حركة حماس.
وقال باسم نعيم القيادي في حماس “اشترطنا إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيّات والأطفال من سجون الاحتلال حسب الأقدميّة”. ورحب المجتمع الدولي باتفاق الهدنة ورأى فيه خطوة أولى نحو وقف دائم محتمل لإطلاق النار.
وفيما انطلقت عشرات السيارات والعربات التي تجرها الحمير والأحصنة والتوك توك ألقت طائرات حربية إسرائيلية فوق جنوب قطاع غزة منشورات تحذر الناس من مغبة العودة شمالا. وكُتبت على المنشورات عبارتا “الحرب لم تنته بعد” و”العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جدا”.
ويعتبر الجيش شمال قطاع غزة منطقة قتال وأمر كل المدنيين بمغادرتها. وبعد مرور 15 دقيقة تقريبا على بدء سريان الهدنة انطلقت صفارات الإنذار محذرة من هجوم صاروخي في بلدات تقع بمحاذاة قطاع غزة، حسب ما أفاد به الجيش الإسرائيلي، دون تقديم المزيد من التفاصيل.