شؤون العرب والخليج
عوامل طارئة تعقد مشكلة النزوح في العراق
أظهر تقرير جديد للمنظمة الدولية للهجرة دخول العوامل البيئية والمناخية كعنصر تعقيد إضافي لمشكلة النزوح التي عانى منها العراق بشدّة خلال السنوات الماضية بفعل الحروب والصراعات، ولم يتمكّن بعد من تجاوزها.
وتترتّب على وجود عدد كبير من العوائل العراقية خارج مناطقها الأصلية وبعيدا عن ديارها ومصادر رزقها، مشاكل اجتماعية كثيرة من بينها استشراء الفقر في أوساط النازحين وعدم تمكنهم من الوصول إلى المرافق والخدمات الضرورية التي تكفل لهم حدّا أدنى من ظروف العيش المناسبة والصحية، فضلا عن عدم تكمّن عدد كبير من الأطفال من الالتحاق بالتعليم الأمر الذي يوسع قاعدة الأمية في البلد.
وأظهرت أرقام تضمّنها التقرير أن أزمة المياه الناجمة عن الجفاف وتناقص مياه نهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى التدهور البيئي في 12 محافظة عراقية، أديا إلى غاية منتصف شهر سبتمبر الماضي إلى نزوح 21 ألفا و798 عائلة تتألف من 130 ألفا و788 فردا جراء تلك العوامل، منها 9 آلاف و934 عائلة نزحت داخل محافظاتها وتشكل نسبة 49 في المئة.
وتصدرت ذي قار المحافظات من حيث النزوح بـ7 آلاف و890 عائلة، فيما حلت بغداد في المرتبة الأخيرة بـ19 عائلة. وشكل سكان المدن نسبة 74 في المئة من مجموع النازحين.
وبهذه المعطيات تصبح ظاهرة النزوح التي مست في سنوات سابقة مناطق غرب وشمال العراق التي دارت فيها بشكل رئيسي الحرب ضد تنظيم داعش، شاملة لمختلف مناطق البلاد ما يعكس حجم الأزمة التي سيتعيّن على السلطات مواجهتها مستقبلا.
وأوضحت المنظمة في تقريرها أن النزوح طويل الأمد بات سمة الوضع بعد انتهاء الحرب ضدّ داعش، حيث لا يزال هناك مليون و170 ألفا من المواطنين الذين لم يتمكّنوا من العودة إلى ديارهم بعد مضي ست سنوات على نهاية الحرب.
كما خصصت جزءا من التقرير لمدى صلوحية المناطق العراقية للعيش فيها، مبينة أنها عملت في تسع محافظات و39 قضاء وناحية في العراق بما في ذلك إقليم كردستان للفترة بين شهري مايو وأغسطس الماضيين. ومن بين ألفين و170 من المناطق التي عملت فيها المنظمة تبيّن أنّ 477 منها غير صالحة للعيش وسيئة جدا وتؤثر على حياة 600 ألف 480 شخصا، بينما تصنف 40 في المئة من تلك المناطق متوسطة الخطورة ويعيش فيها مليون و933 ألف شخص، فيما تصّنف 48 في المئة منها منخفضة الخطورة ومناسبة للعيش ويقيم فيها مليونان و312 ألف شخص.
وتتصدر نينوى المحافظات العراقية من حيث احتواؤها على أكبر عدد من المناطق مرتفعة الخطورة.