تقارير وتحليلات
نقطة تحول ومرحلة جديدة في الشرق الأوسط
أخيرا، بعد ثلاثة عقود من محاولة إخفاء رأس الأفعى المثير للحرب، تمت إزالة الستار وبرز رأس الأفعى عند نقطة تحول محلية وإقليمية ودولية وخرج نظام الملالي من الظل للمرة الأولى.
حتى الآن، كان النظام يشن حروبا ويثير أزمات في المنطقة على حساب دماء الشعوب في سوريا والعراق واليمن ولبنان وفلسطين من قبل وكلائه، ولكن الآن اضطر للظهور مباشرة في المشهد.
واستغل خامنئي، ومعتمدا على تقاعس الولايات المتحدة وسياسة الاسترضاء الغربية، قضية فلسطين وأشعل نار الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.
كان هدف النظام من شن الحرب في غزة هو استخدامها كغطاء لقمع الشعب داخل إيران وعرقلة موجات الانتفاضة التي يسعى الشعب الإيراني من خلالها إلى إسقاط النظام.
وقد أكد خامنئي في وقت سابق لقواته -وبثقة من سياسة المساومة الغربية- أنه لا داعي للقلق بشأن مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، مما يضغط على الزناد ويجمع الرأي العالمي.
وكان ذلك واضحا في كلامه الذي أدلى به في 13 أغسطس 2018: “لن تكون هناك حرب ولن نتفاوض … لن تكون هناك حرب، لماذا؟ لأن للحرب جانبان: أحد الجانبين نحن، وهي اي أمريكا في الجانب الآخر؛ نحن لا نبدأ الحرب. الأمريكيون لن يبدأوا حربا ايضا. لن تكون هناك حرب بالطبع”.
ولكن خلال هجوم النظام بالطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل، خرج رأس الأفعى المتحاربة تماما ووحدت القوى الغربية للمرة الأولى في توافق عالمي ضد النظام المحرض على الحرب.
كتبت صحيفة وول ستريت جورنال (14 أبريل): “أطلق النظام في طهران أكثر من 170 طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات و 120 صاروخا باليستيا وحوالي 30 صاروخ كروز. كان من الممكن أن يسبب دمارا هائلا. ومع ذلك، تم اعتراضهم جميعا تقريبا. لقد بدأ النظام الإيراني مرحلة جديدة”.
وفي أعقاب الهجوم، بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق برسالة على حساب X، وكتب: “لقد ارتكب النظام الإيراني خطأ كبيرا. على مدى السنوات ال 30 الماضية، دمر النظام المنطقة من خلال وكلائه. وكان خطأنا الاستراتيجي على مدى السنوات ال 30 الماضية هو عدم أخذ الثمن من رأس هذا الأخطبوط وبدلا من ذلك حاربنا أذرعه”.
وبهذه الطريقة، يشير كل شيء في المشهد العسكري والسياسي والدولي إلى نقطة عطف ومرحلة جديدة فيما يتعلق بالمواجهة العالمية مع رأس الأفعى.
وعند هذه النقطة، إذا لم يتم استخراج مكاسب خامنئي التي يريدها للحفاظ على نظامه، من حلقه، وإذا استمرت المساومة معه، فستدفع كل دول المنطقة وشعوبها الثمن بالمزيد من الحروب وسفك الدماء.
الآن يجب أن ننهي سياسة المهادنة مع هذا النظام الذي هو مثال موضوعي لتغذية التمساح، أي استرضاء مع نظام الملالي تحت أي ذريعة لا تعطي سوى الوقت لأفعى إثارة الحرب وتدمير المنطقة حتى يتمكن مرة أخرى من استهداف نفس الدول التي تساومها.
عندما قصفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة دون أي مبرر وتحت تأثير سياسة الاسترضاء قواعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العراق عام 2003 نزولا عند رغبة النظام ، وعندما أدرجت رسميا هذه المنظمة، وهي البديل الرئيسي للنظام الإيراني، على قائمة الإرهاب، فمن الواضح أن هذا النظام سيخلق مثل هذا الوضع الذي نراه اليوم.
خلال العقود الأربعة الماضية، أكدت المقاومة الإيرانية مرارا وتكرارا أن هذا النظام مجبر على شن الحرب والأزمات في المنطقة من أجل البقاء على السلطة في مواجهة الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة للشعب الإيراني، وثبتت الان صحة هذا الكلام وضوح الشمس.
يجب ضرب هذا النظام بالضبط من المكان الذي يخاف منه أكثر من غيره، والذي ينبع منه جميع أعماله، وهو الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لإسقاط نظام الملالي.
يجب أن يعترف المجتمع الدولي بحق الشعب الإيراني ووحدات المقاومة في مواجهة الحرس والإطاحة بالنظام الإيراني، وفي الوقت نفسه وضع قوات الحرس على قائمة الإرهاب .
لقد قرر الشعب الإيراني بقيادة مقاومته المنظمة والجيل الإيراني الثائر المنتفض والمنظم في وحدات المقاومة، تفكيك هذا النظام الإجرامي والمثير للحرب، وبناء إيران حرة وديمقراطية تعيش في سلام وصداقة مع جميع شعوب المنطقة.